حزب الله يفتح باب التجنيد لصفوفه... والراتب 150 دولاراً

حزب الله يفتح باب التجنيد لصفوفه... والراتب 150 دولاراً


28/01/2021

يعمد حزب الله اللبناني إلى استغلال الوضع الاقتصادي، واللعب على وتر الأحوال المادية للناس، في ظل الأوضاع المعيشية الكارثية التي أسفرت وما تزال عنها جائحة كورونا.

وأفادت مصادر المرصد السوري، بأنّ حزب الله اللبناني افتتح باب الانتساب لصفوفه في مقره ببناء التنمية الريفية في حي هرابش بمدينة دير الزور والذي يتقاسمه مع قوات الدفاع الوطني، وأعلن الحزب مرتباً شهرياً للمنتسب قدره 150 دولاراً أمريكياً.

وشهد مقر التجنيد إقبالاً كبيراً للشبان بسبب ارتفاع الراتب، مقارنة بالرواتب التي يتقاضاها عناصر الجيش السوري والميليشيات الموالية لها.

وأشار المرصد في 24 الجاري إلى ميليشيا محلية جديدة تابعة للحرس الثوري الإيراني في مدينة الميادين، منذ قرابة الأربعة أشهر، عمد أحد أبناء مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي، إلى ترك قوات الدفاع الوطني الرديفة للقوات السورية، والتي كان منضوياً تحت رايتها، وبدأ بتشكيل ميليشيا محلية تابعة للحرس الثوري الإيراني، تحت مسمى "لواء السيدة زينب" بعد تلقيه دعم مالياً وعسكرياً من قيادة الحرس الثوري الإيراني في الميادين التي تعتبر معقل الميليشيات الإيرانية في سوريا.

رواتب شهرية للميليشيات

ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فإنّ عدد المنتسبين إلى صفوف الميليشيا تجاوز 100 شخص جُلهم من أبناء مدينة الميادين وريفها شرقي دير الزور، حيث تقدم الميليشيا راتباً شهرياً للمنتسب يقدر بنحو 100 ألف ليرة سورية، والذي يعتبر من ضمن أعلى الرواتب التي تُقدمها الميليشيات المحلية الموالية لإيران لمنتسبيها في المنطقة، بالإضافة إلى تقديم سلل غذائية بشكل شهري للمنتسبين.

شهد مقر تجنيد حزب الله بدير الزور إقبالاً كبيراً للشبان بسبب ارتفاع الراتب، مقارنة بالرواتب التي يتقاضاها عناصر الجيش السوري والميليشيات الموالية لها

والجدير بالذكر أنّ قائد لواء السيدة زينب كان يعمل في محل لبيع "أدوات تجميل" في مدينة الميادين، ومع بداية حملة النظام والميليشيات الإيرانية للسيطرة على مدينة الميادين في عام 2017، ونزح إلى مدينة الباب واستقر بها حتى عام 2019 ليعود إلى مدينة الميادين وينضم إلى قوات الدفاع الوطني ومن ثم شكّل ما يعرف بـ"لواء السيدة زينب".

وفي سياق متصل، كشف تقرير لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أنّ حزب الله يجهز الفيلق الأول التابع للجيش النظامي السوري، لشن حرب مستقبلية ضد إسرائيل.

وأوضح التقرير، وفق موقع "الحرة" أنّ حزب الله يدرب القادة والجنود السوريين، بجانب جمع معلومات استخباراتية عن الجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان.

اقرأ أيضاً: أصابع حزب الله الخفية

وتزايد نفوذ حزب الله اللبناني على الجيش السوري، بعدما عاد النظام إلى جنوب سوريا لإعادة بناء قواته، والتي دمرت بفعل الحرب الأهلية الجارية.

ويرى تقرير الصحيفة الإسرائيلية، أنه في حال ما قرر حزب الله شن هجوم من الجولان، فإنه سيستخدم الفيلق الأول التابع للجيش السوري، والذي يمتلك أسلحة مهمة ولوجيستيات متاحة.

اقرأ أيضاً: اتهامات لحزب الله باختطاف معارضين سوريين وتسليمهم لدمشق

ولن يدعم حزب الله الجيش السوري بالقوة العسكرية أو القدرة على التنقل فحسب، بل بالعناصر البشرية أيضاً، بحسب "جيروزاليم بوست".

واتهم الجيش الإسرائيلي، الجيش السوري بمساعدة حزب الله سابقاً، من خلال تأسيس قاعدة عسكرية دائمة على مرتفعات الجولان.

تدريب على الحرب ضد إسرائيل

ويعتقد الجيش الإسرائيلي أنّ حزب الله يستخدم مقراته الجنوبية بقيادة الحاج هاشم (قائد القوات الجنوبية بحزب الله)، ليس فقط في جمع المعلومات عن الجيش الإسرائيلي، وإنما لتدريب القوات على الحرب مع إسرائيل.

ورغم أنّ القادة في المقرات الجنوبية يتبعون لحزب الله، فإنّ الجنود سوريون، بحسب تقرير مركز القدس للشؤون العامة  "JCPA".

واستطاع "الحاج هاشم" تجنيد أكثر من 3 آلاف و500 شخص من جنوب غرب سوريا منذ منتصف 2018، من خلال حوافز مالية.

ويتم جمع المعلومات الاستخباراتية على يد الجيش السوري من خلال العشرات من مراكز المراقبة التابعة له والمنتشرة على هضبة الجولان، والتي يدخلها أحياناً عناصر من حزب الله.

استطاع "الحاج هاشم" تجنيد أكثر من 3 آلاف و500 شخص من جنوب غرب سوريا منذ منتصف 2018، من خلال حوافز مالية

وقالت الصحيفة الإسرائيلية، إنه على الرغم من اعتقاد الجيش الإسرائيلي في عدم وجود نية من جانب حزب الله لشن حرب على إسرائيل في المستقبل القريب، فإنّ حزب الله قد يهاجم إسرائيل في حال ما تضرر النظام الإيراني في طهران بفعل حدث مهم.

وأضاف التقرير أنّ الجيش الإسرائيلي يعي أنّ حملة "الحرب بين الحروب" ضد إيران في سوريا، والتي ارتفعت حدتها في الأسابيع الأخيرة، قد تدفع بحزب الله إلى شن هجوم على إسرائيل.

قصف 500 هدف إيراني في سوريا

وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إنّ قواته هاجمت منذ مطلع العام 2020 قرابة 500 هدف على "جميع الجبهات"، مضيفًا أنّ الجيش الإسرائيلي نفذ خلال هذه الفترة "العديد من العمليات السرية".

ونقل أدرعي تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، عبر حسابه في "تويتر"، أنّ عدد "الناشطين الإيرانيين" في سوريا والميليشيات التابعة لها انخفض بشكل واضح.

وقال كوخافي: "تم إخلاء قواعد ومعسكرات ومقرات إيرانية من منطقة دمشق، كجزء من حملة لإبعادها إلى شمال شرقي سوريا، إضافة إلى ذلك، تضاءلت محاور نقل الأسلحة من إيران إلى سوريا بشكل كبير في الأشهر الأخيرة".

اقرأ أيضاً: الجيش اللبناني.. مخطط حزب الله لآخر معاقل الدولة

وإضافة إلى نشاطات حزب الله في مرتفعات الجولان، فإنّ التنظيم، الذي لجأ سابقاً إلى الاعتداء على القوات الإسرائيلية في منطقة "مزارع شيبا"، قد نشط على طول الحدود اللبنانية، وفي حال اندلاع معركة في الشمال، فإنّ خبراء عسكريين تابعين للقوات الإسرائيلية يتوقعون بأنها ستتعدى جبهة واحدة لتنتشر على امتداد الحدود مع سوريا ولبنان بأكملها.

ويمارس حزب الله سياسة قائمة على التهديد والترويع والعنف الذي يصل إلى الاختطاف والقتل بحقّ معارضيه، والكتاب والصحفيين الذين ينتقدون خطه السياسي، أو يكشفون مخططاته.

اعتداء على صحفية لبنانية انتقدت حزب الله

وآخر فصول هذه الممارسات، تعرض أسرة الصحفیة اللبنانیة مریم سیف الدین، لاعتداء جسدي وتهدیدات بالقتل من قبل أحد أقربائها، المعروف بممارساته المیلیشیاویة وبارتباطاته بـ"حزب الله"، وشخص معروف بتورطه بالعدید من الجرائم في المنطقة التي تسكن فیها.

وكتبت سیف الدین منشوراً على صفحتها في "فیسبوك" جاء فیه: "لطالما تلقیت تهدیدات على خلفیة مقالات أكتبها. في الأشهر الأخیرة لي في "نداء الوطن" (صحیفة لبنانیة) كنت أسمع في حیي ومن قبل المعتدین وغیرهم امتعاضات مما أكتبه، وأني تجاوزت الحدود "ووصلت مواصیلي" لفلان وغیره".

وأضافت: "بعد الإعلان عن استقالتي من الجریدة وقبل الإعلان عن بدء العمل في وسیلة أخرى، تم تقصد ضرب أخوتي غدراً وإیذائهم بشدة من قبل المدعو علي حسین سیف الدین، الذي یعمل مضمراً في سباق الخیل وولده ذو الفقار، وهو عنصر في حزب الله، وشقیقه حسین".

وفي حین وثّقت سیف الدین الاعتداء على أشقائها بفیدیو یُظهر تهجمهم على والدتها وشقیقها عند مدخل منزلها، روت لـ"العربیة.نت" ما حصل معها قائلة: "منذ أشهر والاعتداءات بالضرب تتواصل على إخوتي من قبل المدعو ذو الفقار سیف الدین (ینتمي إلى حزب الله) مهدداً بأن نغادر المنزل أو نُقتل. وتكرر الاعتداء على أسرتي، حیث تهجم أحد عناصر حزب الله على منزلنا وضرب شقیقي وهدده بأنه سیذهب لیحضر سلاحاً لیقتله".

اقرأ أيضاً: حزب الله اللبناني يواصل قمعه للصحافة... من المستهدَف بآخر حملاته؟

إلى ذلك تابعت الصحفية مريم سيف الدين: "سارعت إلى الاتصال بمخفر الدرك في المنطقة، إلا أنه لم یتجاوب معي؛ بحجة أنّ عدد عناصر الشرطة قلیل، وأنّ لا لزوم لقدومهم ما دام لا قتلى أو جرحى في الإشكال"، على حد قولها، وهو ما اعتبرته "تواطؤاً من قبل مخفر الدرك الذي بدل أن یقوم بواجباته تجاه المعتدین احتجزني من دون وجه حق، وذلك قبل ورود احتجاز رهن التحقیق من قبل النیابة العامة".

كما لفتت إلى أنّ "عناصر مخفر الدرك تعاملوا معي كمدعى علیها ولیس كمدعیة، وأساءوا معاملتي، وهو ما یؤكد أنّ معظم المخافر في المنطقة خاضعة لنفوذ حزب الله".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية