حزب الله يحاول توحيد الفصائل العراقية في إيران..

حزب الله يحاول توحيد الفصائل العراقية في إيران..


12/02/2020

عقدت جماعة حزب الله اللبنانية، المدعومة من إيران، والمصنفة في الكثير من الدول كتنظيم إرهابي، اجتماعات عاجلة مع قادة فصائل عراقية مسلحة، لتوحيد صفوفها في مواجهة فراغ كبير خلّفه مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني.

وقال مصدران على دراية بتلك الاجتماعات، لـ وكالة "رويترز": "الاجتماعات استهدفت تنسيق الجهود السياسية للفصائل المسلحة العراقية، التي غالباً ما تسودها انقسامات، والتي فقدت في هجوم الثالث من كانون الثاني (يناير)، بمطار بغداد، سليماني والقائد العسكري العراقي الذي يقوم بدور توحيد تلك الجماعات، وهو أبو مهدي المهندس". 

حزب الله البناني يعقد اجتماعات مع قادة فصائل عراقية مسلحة لتوحيد الصفوف

وأكد مصدران إضافيان في تحالف إقليمي موالٍ لإيران؛ أنّ حزب الله، الذي تصنفه الولايات المتحدة منظمة إرهابية، تدخّل للمساعدة في ملء الفراغ الذي تركه سليماني فيما يتعلق بتوجيه الجماعات المسلحة.

 وتحدثت كلّ المصادر في هذا التقرير، شريطة عدم الكشف عنها، لأنّها تتناول أنشطة سياسية حساسة نادراً ما يتمّ تناولها في العلن.

وأكّد أحد المصدرين العراقيَّين؛ أنّ سليماني أوغل في الأزمة العراقية في الشهور التي سبقت اغتياله، وعقد اجتماعات مع الجماعات المسلحة العراقية في بغداد، في الوقت الذي سعت فيه طهران للدفاع عن حلفائها ومصالحها في صراعها على النفوذ مع الولايات المتحدة. 

ويمثل تدخّل حزب الله اللبناني توسيعاً لدوره في المنطقة، وتمثّل هذه الجماعة الشيعية، التي أسسها الحرس الثوري الإيراني، عام 1982، محور الإستراتيجية الإيرانية في المنطقة منذ أعوام، وساعدت سليماني في تدريب الجماعات المسلحة في كلّ من العراق وسوريا

وقال مسؤول إقليمي موالٍ لإيران؛ إنّ توجيه حزب الله للجماعات المسلحة في العراق سيستمر إلى أن تتولى القيادة الجديدة في فيلق القدس الذي كان يقوده سليماني في الحرس الثوري الإيراني التعامل مع الأزمة السياسية في العراق. 

توجيه حزب الله للجماعات المسلحة سيستمر إلى أن تتولى القيادة الإيرانية الجديدة  المهام

وأفاد المصدران العراقيان بأنّ الاجتماعات بين جماعة حزب الله وقادة الجماعات المسلحة العراقية بدأت بعد أيام فقط من اغتيال سليماني.

 ولم يتسنَّ لـ "رويترز" التأكد من عدد الاجتماعات أو مكان انعقادها، حيث قال مصدر إنّها عقدت في بيروت، وقال المصدر الآخر إنّها عقدت إما في لبنان أو في إيران. 

والشيخ محمد الكوثراني هو ممثل حزب الله في العراق، بحسب المصدَرين، وكان قد عمل عن قرب مع سليماني لأعوام في توجيه الجماعات المسلحة العراقية واستضاف الاجتماعات. 

وأكّدا أنّ الكوثراني حلّ محلّ سليماني، لافتَين إلى أنّه وبخ الجماعات المسلحة، مثلما فعل سليماني في أحد اجتماعاته الأخيرة معها، لتقاعسها عن التوصل لخطة موحدة لاحتواء الاحتجاجات الشعبية. 

وحثّ الكوثراني على تشكيل جبهة موحدة في اختيار رئيس وزراء جديد للعراق، وبعد ذلك تمّت تسمية وزير الاتصالات العراقي السابق، محمد توفيق علاوي، رئيساً للوزراء، في تطوّر رحبت به إيران ووافقت عليه الأحزاب المرتبطة بالجماعات المسلحة التي تساندها طهران لكنّ المحتجين رفضوا تقلده المنصب.

الكوثراني يحلّ محلّ سليماني ويوبخ الجماعات المسلحة لتقاعسها عن التوصل لخطط موحدة

ووفق المصدرَين العراقيين، وزعيم شيعي عراقي رفيع المستوى، فإنّه يُنظر في الوقت الحالي إلى الكوثراني على أنّه الشخصية الأنسب لتوجيه الفصائل المسلحة العراقية إلى أن يتمّ اختيار خليفة إيراني دائم.

 وقال الزعيم الشيعي؛ إنّ الكوثراني له صلات مع الفصائل المسلحة، مشيراً إلى أنّه ولد في النجف ويعيش في العراق منذ عقود، ويتحدث باللهجة العراقية، مضيفاً: "كان سليماني يثق فيه واعتاد الاعتماد عليه والاتصال به لمساعدته في الأزمات وفي الاجتماعات في بغداد".

بدوره، قال مصدر عراقي مقرّب من الفصائل؛ إنّ الكوثراني التقى أيضاً برجل الدين الشيعي العراقي، مقتدى الصدر، وهو شخصية قوية ولكن لا يمكن التنبؤ بأفعاله، لإقناعه بدعم رئيس الوزراء العراقي الجديد.

وأضاف: "يرى كثيرون من قادة الفصائل أنفسهم أنّهم أكبر كثيراً وأهم من أن يتلقّوا الأوامر، لكن في الوقت الحالي، وبسبب ضغوط من إيران، فإنهم يتعاونون معه، لكني أشكّ في أنّ هذا سيستمر والإيرانيون يعرفون ذلك". 

ومن المرجح أن تعتمد إيران جزئياً على نفوذ نصر الله، وهو شخصية تحظى باحترام عميق بين حلفاء إيران في المنطقة، ويُنظر إلى نصر الله على أنّه يشرف على جهود الكوثراني، وفقاً لقائد عراقي شيعي بارز. 

هذا ولم يرد مسؤولون في حكومتي العراق وإيران على طلبات للتعليق، ولم يستجب أيضاً لطلب مماثل متحدث باسم الجماعات المسلحة

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية