حزب الله بداية ونهاية

حزب الله بداية ونهاية


08/08/2021

عبداللطيف المناوي

التصعيد الأخير لميليشيا حزب الله مع إسرائيل بإطلاقها عشرات الصواريخ، ورَدّ الأخيرة بقصف أهداف فى الجنوب ليس كأى تصعيد سابق. ما حول التصعيد من مواقف الأطراف المختلفة يحمل دلالات مهمة. وهو أمر جدير بالملاحظة والدراسة. والأهم من بين ملاحظات مختلفة هو رد فعل الشارع اللبنانى، خاصة فى الجنوب، وموقف الجيش اللبنانى الوطنى.

جرت العادة على أن يكون رد فعل الشارع اللبنانى متراوحًا ما بين الرفض المكتوم والتأييد المطلق لمواقف وإجراءات حزب الله وميليشياته. ولكن هذه المرة لاحظنا رد فعل مختلفًا، بل قد يكون مفاجئًا، إذ تجاوز غضب بعض اللبنانيين حدود الغيظ المكتوم إلى مرحلة انفجار الغضب من الحزب وميليشياته، وبدا هذا من خلال مقطع فيديو انتشر فى وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعى يُظهر لحظة القبض على عنصر من الميليشيا، يبدو أنه متورط فى إطلاق الصواريخ. ويظهر الأهالى غاضبين، وقد تجمعوا حول سيارة العنصر، وبدأوا يضربونه تعبيرًا عن رفضهم التصعيد الأخير، كما ظهر العنصر خائفًا يحاول تفادى أيادى الأهالى دون جدوى.

أيضًا تابعنا ما ورد من أخبار عن اعتراض سكان فى بلدة شويا فى قضاء حاصبيا بجنوب لبنان لمسلحين من ميليشيا حزب الله، وصادروا راجمة صواريخ استخدمتها تلك العناصر فى قصف إسرائيل.

جاء ذلك فى وقت تسلّم فيه الجيش اللبنانى السيارة التى كانت تحمل قاذفة الصواريخ وعلى متنها 32 صاروخًا، بحسب وسائل إعلام لبنانية.

التطور الآخر تمثل فى تحرك الجيش اللبنانى لتوقيف أربعة أشخاص فى بلدة شويا، قاموا بإطلاق الصواريخ، مشيرًا إلى أنه تم ضبط الراجمة المستخدمة فى العملية. وقال بيان للجيش إن وحدات الجيش المنتشرة على الأرض تقوم بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة فى لبنان باتخاذ التدابير الأمنية اللازمة لإعادة الهدوء إلى المنطقة.

الدلالة المهمة هنا أنه لأول مرة يصل تعبير الرأى العام اللبنانى إلى مرحلة مواجهة الحزب الذى يسيطر على الأرض والسياسة. فى السابق كان مزيج من الإعجاب من البعض والرعب من البعض الآخر يَحُول دون إبداء الاعتراض. كانت سيطرة الحزب وميليشياته قد كست أرض لبنان باللون الأصفر، لون أعلامهم، وكان اعتمادهم على سيادة جمهورية الخوف. اليوم امتلك لبنانيون الجرأة على مواجهة الميليشيا، والمهم أنهم من الجنوب. قد يكون هذا فعلًا صغيرًا فى كل ما يحدث، لكنه كبير الدلالة. اعتقادى أنه قد يكون بداية إعلان سقوط جمهورية الخوف.

أما موقف الجيش الوطنى فقد يكون هو الآخر بداية الإعلان عن عودته بعد غياب ليكون الجيش وليس أحد الجيوش. وقد يكون كل ذلك بداية نهاية حزب الله بشكله الحالى.

عن "المصري اليوم"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية