حزب الإصلاح الإخواني يؤسس ميليشيات خارج الشرعية اليمنية

حزب الإصلاح الإخواني يؤسس ميليشيات خارج الشرعية اليمنية


16/07/2020

نشرت وسائل إعلام يمنية ودولية معلومات عن إنشاء حزب الإصلاح اليمني، الذراع السياسي للإخوان المسلمين، معسكرات تجنيد وتدريب خارج إطار الشرعية، في وقت يسيطر الحزب على القرار العسكري للجيش اليمني، من خلال الفريق الركن، علي محسن صالح الأحمر، نائب رئيس الجمهورية، ونائب القائد الأعلى للجيش، ما يثير تساؤلات حول دوافع الإصلاح لإنشاء معسكرات خارج إطار الجيش.

الناطق باسم المنطقة العسكرية الرابعة، محمد النقيب لـ"حفريات": يتولى أشخاص مرتبطون بتنظيم داعش والقاعدة تدريب العناصر الجديدة في معسكرات الإصلاح، لما يتمتعون به من خبرات عسكرية كبيرة

ويرى قادة عسكريون جنوبيون؛ أنّ الهدف من ذلك؛ إنشاء قوة عسكرية خارج غطاء الشرعية لتنفيذ أطماع حزب الإصلاح والتنظيم الدولي للإخوان وتركيا وحليفتها الخليجية في السيطرة على الجنوب، والساحل الغربي، وصولاً إلى باب المندب، والتحكم في ممرات الملاحة الدولية، بما يخدم الأهداف البعيدة المدى للإخوان وتركيا وحليفتها الخليجية في التحكم في البحر الأحمر، شريان الملاحة الدولية لمصر والسعودية.

ويأتي ذلك استكمالاً للخطة التركية، التي بدأت بإنشاء قاعدة عسكرية في الصومال، والحصول على حقّ استغلال جزيرة سواكن في السودان، من نظام الرئيس السابق البشير، قبل أن تتعطل مشاريعها في سواكن، عقب إطاحة الشعب السوداني بالبشير.

باب المندب ... حلم أردوغان

تكشف تحركات حزب الإصلاح العسكرية في اليمن تخاذلاً كبيراً في جبهات القتال ضدّ الحوثي، مقابل نشاط كبير في القتال ضدّ المقاومة الجنوبية، تحديداً على جبهة أبين، البوابة الشرقية لعدن، وجبهة تعز بوابة الساحل الغربي، المطلة على البحر الأحمر.

يقول رئيس تحرير صحيفة "الأزارق" الإلكترونية، أبو سياف الحميد؛ هناك مخطط وضعه التنظيم الدولي للإخوان وتركيا ودولة خليجية بهدف السيطرة على المنافذ البحرية، وتهديد الأمن القومي العربي، للدول المطلة على البحر الأحمر، خاصةً مصر والسعودية، ويقوم على تنفيذه حزب الإصلاح، بدعم مالي من دولة خليجية حليفة للإخوان وتركيا.

المعلن من معسكرات حزب الإصلاح الإخواني هو معسكر مفرق الصعيد، ومعسكر مدرسة عتق في شبوة، ويخضعان لإدارة صالح الجبواني، الذي يهاجم التحالف العربي بشكل دائم

وكانت حدّة الاشتباكات قد هدأت في جبهة أبين، بعد الوساطة السعودية - الإماراتية التي نتج عنها قرار وقف إطلاق النار، وحثّ الأطراف على العودة لاتفاق الرياض، لكنّ خروقات الإصلاح لقرار وقف إطلاق النار ما تزال مستمرة.

وتشهد جبهة تعز توترات مكتومة بين الإصلاح من جهة، واللواء 35 مدرع من جهة أخرى، حيث يسعى الإصلاح إلى التمدد على حساب مناطق اللواء، في مديريات الحجرية ومدينة التربة بالريف الغربي لتعز. وكان اللواء 35 قد منح الإصلاح مهلة للانسحاب من المناطق التي تقدم إليها.

ويعلق الناطق باسم المنطقة العسكرية الرابعة، محمد النقيب، على هذه التحركات بقوله: "الإصلاح سلّم الشمال للحوثي، وفق مخطط تركي إيراني، مقابل إطلاق يده لإقامة كيان غير شرعي في الجنوب، عاصمته عدن، ولذلك يستميت في الهجوم على الجنوب، وخرق وقف إطلاق النار في أبين، وتعطيل اتفاق الرياض".

ويضيف النقيب لـ "حفريات": "الإصلاح لا يرغب في تنفيذ اتفاق الرياض، كون تنفيذه يعني تحويل الجهود العسكرية نحو صنعاء، لتحرير الشمال من الحوثيين، وهو ما يتقاطع مع مخططات الإصلاح، ولا يخدم أهدافهم الحقيقية".

ويسعى الإصلاح عبر غطاء الشرعية إلى الهيمنة على اللواء 35 مدرع، عن طريق قائد جديد لا يحظى بموافقة ضباط وجنود اللواء، وهو العميد عبد الرحمن الشمساني، الذي صدر قرار من الرئيس هادي بتعيينه قائداً للواء، يوم الجمعة الماضي، 10 تموز (يوليو)، لكنّ النقاط العسكرية للواء رفضت السماح له بالدخول إلى المقرّ الرئيس، فعاد إلى منزله، وفق ما ذكره الموقع الإخباري اليمني "الخلاصة نت".

وكان القائد السابق للواء، العميد عدنان الحمادي، قد لقي مصرعه جراء عملية اغتيال، مطلع كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وتشير أصابع الاتهام في الحادث إلى حزب الإصلاح، الذي يسعى إلى تصفية القادة الجنوبيين.

اقرأ أيضاً: الجيش اليمني والتحالف يكبدان الحوثيين خسائر فادحة... تفاصيل

وأكد أبو سياف الحميد، في حديثه لـ "حفريات"، تورط ميليشيات الإصلاح في الاغتيالات التي طالت قادة جنوبيين، موضحاً أنّ الإصلاح انحرف عن مسار عمليات التحالف العربي، ويسعى لغزو الجنوب.

ويضيف الحمد؛ لو كانت المعسكرات الإصلاحية الجديدة لقتال الحوثي لما سلّم الإصلاح مواقعه في نهم وصرواح، ولما سلّم المنطقة السابعة، وغيرها من المعسكرات للحوثي، لكنّها بغرض الضغط على الجبهات التي تقاتل فيها القوات الجنوبية.

معسكرات بتمويل دولة خليجية

لم يكتفِ حزب الإصلاح بالسيطرة على الجيش اليمني، والاستفادة من غطاء الشرعية، وشرع في تأسيس كيان عسكري موازٍ، يخضع لأوامر الحزب الإخواني، ويستفيد في الوقت نفسه من غطاء الشرعية، مع مرونة أوسع للحركة في جبهات القتال ضدّ المجلس الانتقالي، واللواء 35 مدرع، والقوات الوطنية في تعز.

وتتولى عدة رموز إصلاحية إنشاء المعسكرات، وعلى رأسهم حمود المخلافي، وصالح الجبواني، وزير النقل السابق، وأحمد الميسري، وزير الداخلية الحالي.

اقرأ أيضاً: اليمن: حزب الإصلاح الإخواني ينشر الفوضى... هذه مخططاته في تعز

ويشرح محمد النقيب لـ "حفريات" عملية إنشاء الكيان العسكري الإصلاحي الجديد، بقوله: "ما هو معلن من معسكرات حزب الإصلاح الإخواني هو معسكر مفرق الصعيد، ومعسكر مدرسة عتق في شبوة، ويخضعان مع بقية المعسكرات في شبوة لإدارة صالح الجبواني، الذي يهاجم التحالف العربي بشكل دائم، ويتواصل مع ضباط أتراك عبر دولة خليجية، ويقود حمود المخلافي معسكرات تعز، التي أعلن إنشاءها عقب عودته من أنقرة، العام الماضي، ومنها معسكرات مدرسة باكثير، ومعسكر يفرس، الذي أطلق عليه أبناء تعز اسم "معسكر حمد"، في إشارة إلى الجهة صاحبة التمويل، ويضمّ 5 آلاف عنصر، إضافة إلى ذلك؛ يقول الناطق باسم المنطقة العسكرية الرابعة: يهتم الإصلاح بشدة بالسيطرة على مدينة الحجرية في تعز؛ لذلك أنشأ المخلافي معسكر تجنيد وتدريب على أطراف الحجرية (يفرس – جبل حبشي)، ويضمّ قرابة 1000 عنصر، بهدف محاربة اللواء 35 مدرع، في إطار خطة تصفية اللواء، الذي تحوم الشبهات حول الإصلاح في اغتيال قائده الحمادي.

علاوةً على ذلك؛ نجح الإصلاح في اختراق الجيش اليمني، وتجنيد أتباعه تحت اسمه، وتولية كثير منهم مناصب كبرى، دون خبرة عسكرية سابقة، وقد ذكر محمد النقيب نماذج منهم، مثل: قائد اللواء الرابع مشاة جبلي، التابع لمحور تعز.

ويقول أبو سياف الحميد لـ "حفريات": "ما يسمى بالجيش ما هو إلا ميليشيات تتبع الإصلاح، فمن خلال قرارات الشرعية ووزارة الدفاع قام بضمّ معظم أعضائه من المعلمين وفقهاء الدين إلى المعسكرات، التي تشكلت بعد 2015، في جبهات الشمال خاصة، فأصبح الجيش ووزارة الدفاع لا يملكون سوى الشعارات على أكتاف الجنود، والمسيطر الفعلي هو علي محسن الأحمر، وغيره من القيادات الذين يدينون بالولاء لحزب الإصلاح.

أمّا عن الجهة التي تموّل هذه المعسكرات، فقد أكد النقيب والحميد تورط دولة خليجية، حليفة للإخوان في ذلك، وتقديم تركيا العون الفني لهذه المعسكرات.

إرهابيون في معسكرات الإصلاح

تعود علاقة الإصلاح بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب إلى التسعينيات، وقت عودة الأفغان العرب، والذين دُمج بعضهم في الجيش اليمني، بدعم من علي محسن الأحمر، الرجل الثاني في النظام السابق، ونائب الرئيس الحالي هادي.

ويستعين الإصلاح بقيادات منضوية تحت لواء تنظيم القاعدة وداعش في حربه ضدّ القوات الجنوبية، ويستخدمهم في تدريب قواته في المعسكرات الجديدة.

وبحسب الناطق باسم المنطقة العسكرية الرابعة، محمد النقيب، "يتولى أشخاص مرتبطون بتنظيم داعش والقاعدة تدريب العناصر الجديدة في معسكرات الإصلاح، لما يتمتعون به من خبرات عسكرية كبيرة، تناسب طبيعة الميليشيا التي يريد الإصلاح إنشاءها"، في حين يؤكّد رئيس تحرير صحيفة "الأزارق" الإلكترونية، أبو سياف الحميد، رصد عناصر إرهابية تقاتل في صفوف الإصلاح الإخواني.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية