حرقوه حياً.. جريمة مروعة جديدة في ليبيا ضحيتها مهاجر... تفاصيل

حرقوه حياً.. جريمة مروعة جديدة في ليبيا ضحيتها مهاجر... تفاصيل


08/10/2020

أثارت جريمة حرق عامل مهاجر حتى الموت في العاصمة الليبية طرابلس أول من أمس، في أحدث اعتداء على المهاجرين واللاجئين في الدولة التي يمزقها الصراع، الكثير من ردود الفعل.

وقالت وزارة داخلية حكومة الوفاق غير الدستورية: إنّ ٣ ليبيين اقتحموا أول من أمس مصنعاً في حي تاجوراء في طرابلس، حيث كان مهاجرون أفارقة يعملون، وفق ما أوردت وكالة أسوشيتد برس، واحتجز الليبيون عاملاً نيجيرياً، وسكبوا البنزين عليه، وأضرموا فيه النار.

 

٣ ليبيين اقتحموا مصنعاً في طرابلس، واحتجزوا عاملاً نيجيرياً، وسكبوا البنزين عليه، وأضرموا فيه النار

ووفقاً لبيان الوزارة، عانى 3 مهاجرين أيضاً من حروق، ويتلقون العلاج في مستشفى قريب.   

واعتقل الأمن المهاجمين المشتبه بهم، وجميعهم في الثلاثينيات من عمرهم، وأحيلوا للتحقيق، ولم يعلن حتى الآن دافع الجريمة المروعة.

وقد علّق رئيس المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا فريدريكو سودا على الحادثة عبر تويتر قائلاً: "تمّ حرق الشاب حياً، في جريمة أخرى بلا رحمة ضدّ المهاجرين في البلاد."

رئيس المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا: تمّ حرق الشاب حياً، في جريمة أخرى بلا رحمة ضد المهاجرين في ليبيا  

ويعكس مقتل المهاجر الأهوال التي يواجهها المهاجرون في ليبيا، التي أصبحت نقطة عبور رئيسة للمهاجرين الأفارقة والعرب الفارين من الحرب والفقر إلى أوروبا، وسط فوضى على مدار أعوام، بعد انتفاضة في 2011 أطاحت بالديكتاتور معمر القذافي وقتلته.

ففي أيار (مايو) الماضي، هاجمت عائلة مهرّب ليبي قتيل مجموعة من المهاجرين في بلدة مزدة الصحراوية، فأطلقت النار على 30 مهاجراً على الأقل وقتلتهم، وكان معظمهم من بنغلاديش، وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة.

وفي تموز (يوليو) أردت السلطات الليبية مهاجرين سودانيين قتلى في بلدة الخمس الساحلية غرب البلاد، قيل إنهم حاولوا الفرار بعد اعتراض خفر السواحل الليبية لهم في البحر المتوسط، وإعادتهم إلى الساحل.

وعادة ما يعبر المهاجرون من ليبيا إلى أوروبا من ساحل طرابلس المضطرب في قوارب مطاطية.

ويقوم خفر السواحل الليبية، المدرّب من الاتحاد الأوروبي لمنع المهاجرين من الوصول إلى سواحل أوروبا، باعتراض الزوارق في البحر، ويعيد المهاجرين إلى ليبيا.

وتقول جماعات حقوقية: إنّ تلك الجهود تركت المهاجرين تحت رحمة جماعات مسلحة وحشية، أو مقيدين في مراكز احتجاز مكدّسة وسيئة تفتقر للطعام والشراب.

من جانبها، قالت منظمة العفو الدولية (أمنيستي) في أحدث تقرير نشرته قبل أسبوعين: إنّ أوضاع المهاجرين واللاجئين، الذين يعانون بالفعل من انتهاكات شديدة في ليبيا، تفاقمت منذ ظهور فيروس "كورونا"، وأصبحوا محاصرين في حلقة مفرغة من القسوة، دون أمل في إيجاد مسارات آمنة وقانونية للخروج.

وأضافت المنظمة: إنّ "ليبيا، الدولة التي مزقتها سنوات من الحرب، أصبحت بيئة تتسم بعداء أشدّ للّاجئين والمهاجرين، فبدلاً من توفير الحماية لهم، فإنهم يُقابلون بمجموعة من الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان، ويلقى عليهم اللوم بشكل جائر الآن عن انتشار وباء فيروس كوفيد-19 بناءّ على آراء عنصرية للغاية وكارهة للأجانب".

ودعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان يوم الإثنين الماضي إلى اتخاذ إجراء عاجل للتعامل مع "الأهوال التي لا يمكن تصوّرها" التي يواجهها المهاجرون الذين يحاولون عبور وسط البحر المتوسط، والظروف الرهيبة التي يواجهونها في ليبيا والبحر، وأيضاً عند وصولهم إلى أوروبا.

وجاء هذا النداء الأممي بعد مهمّة إلى مالطا، قام بها فريق من الخبراء لمدّة أسبوع، حيث أجروا هناك مقابلات مع 76 مهاجراً، تحدثوا عن العنف المتكرر وانعدام الأمن الذي واجهوه في ليبيا.

وكان الاتحاد الأوروبي قد وافق، بداية العام الجاري، على إنهاء عملية ضدّ تهريب المهاجرين، تتضمن فقط طائرة استطلاع، ونشر بدلاً منها سفناً عسكرية للتركيز على الحفاظ على حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية