قال مصدر في خفر السواحل الموريتاني إنه تم إيقاف نحو 150 مهاجراً غير شرعي في حالة صعبة، من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، وذلك داخل المياه الموريتانية، خلال محاولتهم عبور مياه الأطلسي، نحو أقرب نقطة أوروبية، وتحديداً إلى جزر الكناري، أو "الخالدات" بإسبانيا حلم المهاجرين غير الشرعيين من ذوي الجنسيات الإفريقية.
وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ "حفريات"، إنّ عدد المهاجرين الأفارقة الذين تم إيقافهم في المياه الإقليمية الموريتانية يقارب الـ 150 مهاجراً، كانوا على متن رزق مطاطي، وقد تم توقيفهم أثناء محاولتهم التسلل إلى إسبانيا.
الخبير في قضايا الهجرة الداه ولد أمحمد لـ"حفريات": موريتانيا تسعى إلى تعزيز قدراتها في القضاء على الهجرة
وأكد المصدر تدهور الحالة الصحية لعدد من المهاجرين الأفارقة الموقوفين في موريتانيا، مشيراً إلى أنه سيتم نقلهم على المستشفيات لتلقي العلاج، كما سيوضح خفر السواحل الموريتاني لاحقاً مسار الرحلة وهدفها والوسائل التي استخدمها المهاجرون للوصول إلى المياه الإقليمية الموريتانية للعبور منها إلى أوروبا.
وكانت موريتانيا قد قامت قبل أكثر من شهر بترحيل 53 مهاجراً سنغالياً اعتقلوا في مدينة نواذيبو الساحلية شمال البلاد، إلى بلدهم السنغال، بعد أن أوقفوا أثناء محاولتهم الوصول إلى "أرخبيل"، جزر الكناري في إسبانيا بواسطة زورق.
وقف سيل المهاجرين الأفارقة
ويقول الخبير في قضايا الهجرة الداه ولد أمحمد إنّ موريتانيا تسعى منذ فترة إلى تعزيز قدراتها في القضاء على الهجرة، ووقف سيل المهاجرين الأفارقة عبر مياهها الإقليمية إلى البلدان الأوروبية عن طريق المحيط الأطلسي.
ويضيف ولد أمحمد لـ "حفريات"، أن "الموقف الموريتاني من الهجرة السرية يعززه رفض الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز لخطة أوروبية قدمها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماركون، خلال زيارته الأخيرة للبلد، تتمثل في إقامة محطات إنزال ورقابة للمهاجرين الأفارقة المتدفقين نحو أوروبا، في عدد من الموانئ الإفريقية المطلة على أوروبا ومن بين تلك الدول موريتانيا".
لمعالجة أسباب الهجرة يجب تقديم مساعدات للبلدان التي ينتمي لها المهاجرون لتشغيل الشباب والقضاء على البطالة والفقر
وكان الرئيس الموريتاني قد أكد بعيد استقباله نظيره الفرنسي في نواكشوط، أنّ حل قضية الهجرة ليس في بناء مراكز لاستقبال المهاجرين، بل في معالجة أسباب الهجرة بتقديم مساعدات للبلدان التي ينتمي لها المهاجرون لتشغيل الشباب والقضاء على البطالة والفقر، وهو ما من شأنه المساهمة أكثر في استقرار المواطنين والقضاء على طموحات الهجرة.
وتتبنى موريتانيا منذ سنوات إستراتيجية جديدة لمكافحة الهجرة غير الشرعية ترتكز على تعزيز مراقبة شبكات مهربي الأشخاص، و تعبئة الوسائل المادية، والموارد البشرية في مختلف الأجهزة المعنية بهذه الظاهرة.
ويشير الخبير في مجال الهجرة الداه ولد أمحمد في حديثه لـ "حفريات"، إلى أنّ موريتانيا حققت نجاحات "كبرى" في تقليص أعداد المهاجرين السريين عبر أراضيها إلى إسبانيا، بعد سنوات من وصفها من قبل المجتمع الدولي بأنها تمثل ممراً للمهاجرين الأفارقة إلى أوروبا.
سبعة آلاف مهاجر سري
وتشير إحصائيات رسمية موريتانية إلى أنّ عام 2008 شهد وصول 108 زوارق إلى إسبانيا عبر البلاد، تحمل أكثر من سبعة آلاف مهاجر سري.
اقرأ أيضاً: "فاجعة قرقنة".. الشباب التونسي يواصل امتطاء قوارب الموت
وتضيف الإحصائية أنّ عدد الزوارق وصل عام 2009، إلى ثلاثين زورقا تحمل أكثر من ألفين مهاجر غير شرعي، بينما نحج زورق واحد في العبور سنة 2010 وعلى متنه أربعة مهاجرين غير شرعيين.
وفي عام 2011 عبر زورق واحد يحمل 15 شخصاً. وعام 2012 وصل زورق واحد يحمل 43 شخصاً. أما عام 2013 فتمكنت أربعة زوارق تقل 72 مهاجراً سرياً من العبور، وعام 2014، عبر زورق واحد يحمل 12 شخصاً.