حرب الطائرات المسيّرة بين إسرائيل وإيران: حان وقت التصعيد

حرب الطائرات المسيّرة بين إسرائيل وإيران: حان وقت التصعيد

حرب الطائرات المسيّرة بين إسرائيل وإيران: حان وقت التصعيد


كاتب ومترجم جزائري
12/12/2022

ترجمة: مدني قصري

تخوض إسرائيل وإيران حرباً شاملة بطائرات مسيّرة في سوريا والعراق ولبنان وقطاع غزة ومياه الخليج أو حتى الأراضي الإيرانية. لقد حان وقت التصعيد.

في أقل من أسبوعين تصاعد التوتر بشكل كبير بين إسرائيل وإيران بضربتين على كلا الجانبين. على الحدود بين العراق وسوريا هاجمت طائرات مجهولة، ربما إسرائيلية قافلة من حوالي خمس عشرة شاحنة. بعض هذه الشاحنات كانت نقلت على وجه الخصوص قطع غيار لطائرات إيرانية مسيّرة مخصّصة لتجميعها في سوريا أو لبنان، لحساب حزب الله اللبناني المتحالف مع طهران. وكالعادة امتنعت إسرائيل عن إعلان مسؤوليتها عن العملية، لكنّ مشاركتها لا مجال للشك فيها.

لم تتأخر الأعمال الانتقامية، حيث تم استهداف ناقلة نفط مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي من قبل طائرة مسيّرة إيرانية "انتحارية"، في الخليج العربي قبالة سواحل عُمان. في العام الماضي شُنّت ما لا يقل عن أربع هجمات ضد قوارب مملوكة لشركات إسرائيلية كانت هدفاً لهجمات في الخليج. وبحسب مسؤول إسرائيلي رفيع ففي خلال الهجوم الأخير أقلعت الطائرة المسيّرة لأوّل مرة من قاعدة تشابهار التابعة للحرس الثوري في الأراضي الإيرانية.

تخوض إسرائيل وإيران حرباً شاملة بطائرات مسيّرة

وأضاف المسؤول الإسرائيلي "حتى الآن شنّ الإيرانيون انطلاقاً من اليمن هذا النوع من العمليات، فقط بهدف تغطية آثارهم. فهم لم يعودوا يختبئون من أجل الانتقام وتقويض الاستقرار في المنطقة خلال كأس العالم لكرة القدم في قطر. بعد ساعات قليلة من هذا الهجوم في البحر كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أنّه تمّ العثور على مكوّنات أمريكية، وإسرائيلية أيضاً، ومنها نسخ من عدسات أشعة تحت الحمراء، في حطام الطائرات الإيرانية المسيّرة التي سقطت في أوكرانيا.

مهاجمة تل أبيب أو حيفا

أكثر ما تخشاه إسرائيل أن تُقدم إيران على تقويض التجارة البحرية التي تزودها بـ 95٪ من وارداتها، وتنفيذ هجمات ضخمة بطائرات مسيّرة على أراضيها انطلاقاً من سوريا ولبنان. لتجنب مثل هذه السيناريوهات تصبح كل الوسائل جيدة. لقد بث التلفزيون الرسمي الإيراني في أيار (مايو) صوراً لقاعدة مدمَّرة تقع في أحد الجبال وتضم أكثر من "مائة طائرة استطلاع وهجوم مسيّرة". وهي عملية نسبتها طهران إلى تل أبيب. في أواخر عام 2021 قصفت إسرائيل مصنع طائرات مسيّرة في ضواحي دمشق، بسوريا. كما نشر الجيش الإسرائيلي لقطات لاعتراض طائرتين إيرانيتين مسيّرتين تم إطلاقهما من العراق وكانتا متجهتين نحو حدود الدولة اليهودية.

أكثر ما تخشاه إسرائيل أن تُقدم إيران على تقويض التجارة البحرية التي تزودها بـ 95٪ من وارداتها، وتنفيذ هجمات ضخمة بطائرات مسيّرة على أراضيها انطلاقاً من سوريا ولبنان

خلال هذا الصيف أجرى حزب الله أيضاً اختباراً من خلال إرسال طائرتين مسيّرتين إلى كاريش، وهي منصة استغلال الغاز الإسرائيلية الرئيسية في البحر الأبيض المتوسط. تم اعتراض كلتا الطائرتين قبل وصولهما إلى الهدف. الجنرال كيومارس حيدري، قائد القوات البرية الإيرانية لا يخفي أهداف بلاده. وقال: "نحن نطور طائرة مسيّرة بعيدة المدى مصمّمة خصيصاً لمهاجمة المدن الإسرائيلية مثل تل أبيب وحيفا لتدمير نظام يقتل الأطفال".

وأمام هذا التهديد تمتلك إسرائيل أحد أفضل الدفاعات الجوية في العالم، وخاصة بطاريات الاعتراض من نوع "القبة الحديدية" التي تعمل بكفاءة عالية ضد الصواريخ التي يطلقها إسلاميو حماس الفلسطينيون من قطاع غزة. لكنّ هذا السلاح قد يكون عفا عليه الزمن تماماً إذا أطلقت إيران وحزب الله في وقت واحد مئات الطائرات المسيّرة على الأراضي الإسرائيلية. تأمل إسرائيل في أن تطوّر في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام نظام تدمير الطائرت بالليزر أثناء الطيران، ويمكن أن يصبح هذا النظام أكثر فعالية وأقل تكلفة بكثير. في غضون ذلك تعتمد الدولة اليهودية على الردع من خلال توجيه الضربات إلى إيران.

تمتلك إسرائيل أحد أفضل الدفاعات الجوية في العالم

قنابل طائرة

أصبح هذا الهدف أكثر أولوية؛ لأنّ الطائرات الإيرانية المسيّرة التي يستخدمها الجيش الروسي أثبتت فعاليتها في أوكرانيا. يخشى الخبراء الإسرائيليون من أن تسمح هذه التجربة المكتسَبة على الأرض للإيرانيين بتطوير طائراتهم المسيّرة المستخدمة لتدمير معنويات السكان المدنيين. لقد استخدم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي هذه الحجة أيضاً لمحاولة إقناع الدولة اليهودية بتزويده بأنظمة دفاع جوي، بحجة أنّ الجيش الإسرائيلي يمكنه بالتالي أن يكتسب المعرفة الفنية لمواجهة الطائرات الإيرانية المسيّرة. لكن حتى الآن لم تؤت الحجة ثمارها. إذ ترفض إسرائيل إمداد أوكرانيا بالسلاح خوفاً من الانتقام الروسي في سوريا.

اليقين الوحيد

 أصبحت الطائرات المسيّرة السلاح الجديد بامتياز في ساحة المعركة. يمكن لهذه الأجهزة أن تقوم بعمليات استخباراتية أو أن تصبح قنابل طائرة. بفضلها تمكنت إيران من تعويض انقصها الجوي ضد إسرائيل. تتمتع الطائرات المسيّرة أيضاً بميزة كونها غير مكلفة: الطائرة الشبحية الأمريكية من طراز F-35 تساوي 4000 طائرة سيّارة ولا يحتاج الأمر إلى تدريب مكثف لطيارين. يتم توجيه هذه الآلات بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، بحيث لا يمكن تشويش مسارها إلكترونياً بمجرد إطلاقها. علاوة على ذلك فهي تعمل ليل نهار.

مصدر الترجمة عن الفرنسية

www.marianne.net



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية