رفض الوسط الحضرمي قرار وزير الداخلية، إبراهيم حيدان، بتعيين مسؤول أمني من جماعة الإخوان أركاناً للقوات الخاصة بمدينة سيئون.
وخرج المئات من أبناء تريم إلى شوارع المدينة، رفضاً لقرار وزير الداخلية، الذي عيّن المقدم مروان مجاهد السبعي أركاناً للقوات الخاصة بوادي وصحراء حضرموت.
وكان الوزير حيدان قد أصدر قراراً قبل يومين قضى بتعيين السبعي، وهو تابع لجماعة الإخوان، ومن خارج المحافظة، ويشغل منصب مدير أمن مديرية مأرب.
الوسط الحضرمي يرفض قرار وزير الداخلية بتعيين الإخواني مروان مجاهد السبعي أركاناً للقوات الخاصة بمدينة سيئون
وأكد أبناء حضرموت أنّ وزير الداخلية، من خلال قراراته وتصرفاته، يهدف لنقل الصراع إلى الوادي، ضمن مساعيه لتفجير الوضع العسكري في المحافظة خدمة لأجندة الإخوان، وفق ما نقل موقع "يمن نيوز".
وطالب المجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت مجلس القيادة الرئاسي بوضع حد لممارسات الوزير حيدان، مؤكداً أنّ القرار مرفوض.
وقال انتقالي حضرموت في بيان له: إنّ كل قرارات التحدي وتجاوز إرادة الحضارم في إدارة شؤونهم العسكرية والأمنية لصالح جماعة الإخوان المسلمين مرفوضة.
وحذّر قيادة انتقالي حضرموت من مثل هذه القرارات التي قال إنّها تهدف لتفجير الوضع بحضرموت، كما حصل في شبوة.
وطالبت الهبّة الحضرمية مجلس القيادة الرئاسي بسرعة إصدار قرار برحيل قوات المنطقة الأولى استجابة لنداء العقل، وتنفيذاً لاتفاق الرياض.
وفي سياق متصل بملف جماعة الإخوان وإنهاء نفوذها في الكثير من المناطق، قال مركز صنعاء للدراسات: إنّ حزب الإصلاح –الفرع اليمني لتنظيم الإخوان- يخشى من اقتلاع جذوره سياسياً وعسكرياً في مناطق نفوذه المتبقية، بعد إنهاء نفوذه في محافظة شبوة التي احتكر السلطة فيها خلال الأعوام الماضية.
وأشار المركز، في تقرير نقله موقع "عدن تايم"، إلى أنّ محافظة شبوة تحاذي الحدود الجنوبية لمأرب، أهم مركز له (تنظيم الإخوان) في اليمن.
مركز صنعاء للدراسات: حزب الإصلاح يخشى من اقتلاع جذوره سياسياً وعسكرياً في مناطق نفوذه المتبقية، بعد إنهاء نفوذه في محافظة شبوة
واستدرك التقرير: لكنّ قلق الإصلاح الأكبر من خسارته شبوة يتمثل في نفوذه بوادي وصحراء حضرموت والمنطقة العسكرية الأولى في سيئون، الموالية للحزب ولنائب الرئيس السابق علي محسن.
وقال التقرير: إنّ الإصلاح يبدو في وضع لا يُحسد عليه، فقد خسر أهم الحلفاء السياسيين وراكم الخصوم من حوله، محذراً من أنّ التنظيم قد يصبح عاملاً خطراً يُمكن أن يلحق الضرر بالوضع السياسي والعسكري الهش أساساً في اليمن.
ولفت إلى أنّ تنظيم الإخوان تصرّف ضمنياً كحزب حاكم في اليمن بعد 2011؛ وتلك كانت الفكرة السائدة لدى الرأي العام، وتعززت منذ العام 2015.
وأوضح أنّ الإصلاح فرض جزءاً كبيراً من أجندته السياسية، وبشكل ملفت صوّر خصومه كخصوم للدولة، ويُعزى ذلك في المقام الأول إلى تحالفه مع الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي.
وقد عيّن شبكة واسعة من المحسوبين عليه أو المتحالفين انتهازياً معه في مستويات مختلفة ضمن المؤسسات العامة للدولة، وخصوصاً السيادية منها، فضلاً عن تعيينات على المستوى المحلي في مختلف المحافظات، وهو ما منحه دائرة واسعة من النفوذ.
ونوّه إلى أنّ الهزيمة في شبوة عززت شعور الضعف لدى حزب الإصلاح، وقلقه من أيّ تحركات ضده قد تزيد من تراجع نفوذه السياسي والعسكري.
إلى ذلك، اعتبر مركز صنعاء للدراسات أنّ الأحداث الأخيرة في شبوة، وما ارتبط بها من تداعيات، تشكّل التحدي الأكثر حساسية لمجلس القيادة الرئاسي منذ تشكيله قبل (4) أشهر.
وقال: إنّ "الانقسام المتنامي بين حزب الإصلاح والأطراف الأخرى يهدد بإحداث صدع سياسي داخل الحكومة، قد يفضي إلى مزيد من التناحر الداخلي، وسيترتب عليه انعكاسات سلبية في قدرة الحكومة على الاحتفاظ بجبهة موحدة ضد جماعة الحوثيين المسلحة".