جحافل الإخوان زرعت بذور الأزمة الإسلاموية في أوروبا.. كيف؟

جحافل الإخوان زرعت بذور الأزمة الإسلاموية في أوروبا.. كيف؟

جحافل الإخوان زرعت بذور الأزمة الإسلاموية في أوروبا.. كيف؟


31/05/2025

قال الكاتب الصحفي المصري عبدالرحيم علي إن مأساة أوروبا الحقيقية مع الإسلاموية بدأت مع زحف الجيل الثالث من جحافل الإخوان على القارة الأوروبية، فى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، فإلى ذلك الحين لم يكن الإسلام أو المسلمون يمثلون عبئا أو مشكلة داخل المجتمع أو الدولة الفرنسية.

وأكد علي، بحسب ما نقل عنه موقع "البوابة نيوز" المصري: "توافد المسلمين العاديين على أوروبا منذ أكثر من قرن من الزمان تجارا وعلماء ودارسين، يستفيدون ويتبادلون الخبرات وينقلونها إلى بلدانهم أو يندمجون معها فى تلك المجتمعات الجديدة، بينما بدأت الأزمة الحقيقية تطفو على السطح رويدًا رويدًا، بدءًا من وصول جماعة سياسية إسلامية تؤمن بأن المسلم يجب أن يسعى لتكوين دولة الإسلام فى أى بقعة من الأرض يقف أو يعيش عليها.

جماعة الإخوان اعتبرت أن تلك البلدان الأوروبية غنيمة يجب أن يحولوا أهلها إلى الإسلام وتدريجيا يستولون عليها ويصبحون حكامًا لها

وذكر أن جماعة الإخوان اعتبرت أن تلك البلدان الأوروبية غنيمة يجب أن يحولوا أهلها إلى الإسلام، وتدريجيا يستولون عليها ويصبحون حكامًا لها، إيمانًا بالمراحل الستة التي علمهم إياها مؤسسها "حسن البنا".

 فالإخوانى مأمور بتنفيذ تلك المراحل فى أي بلد تواجد به، وهي: الإنسان المسلم، الأسرة المسلمة، المجتمع المسلم، الحكومة الإسلامية، الخلافة الإسلامية، أستاذية العالم، والمرحلة الأخيرة تعبر عن شطح وطموح مؤسس الإخوان حسن البنا بالسيطرة الكاملة على العالم، بعد أن يكون قطاره قد غادر محطات، تشكيل الحكومة، وإقامة الدولة، والخلافة المزعومة.

وقال علي: لقد غرس مؤسسو الإخوان الأوائل، البنا والهضيبي وسيد قطب وفتحي يكن، عبر برامج تربية مكثفة هذه الأفكار فى عقل كل متعاطف وكل مريد للجماعة، ناهيك عن العضو العامل أو الكادر الحركى حتى باتت تلك الأفكار "قرآنا إخوانيا جديدا"، بديلا عن كتاب الله الذى يؤمن به المسلمون العاديون.

تعتمد أيضًا أخوة العقيدة بديلًا عن أخوة الوطن، فيصبح التمييز قائما على أساس الديانة ثم المذهب داخل الديانة ثم الانحياز لمنهج الإخوان دون غيرهم من الجماعات التى تنطلق من الإسلام

وقد تعلم الإخوان، بحسب علي، فى مدارسهم الفكرية أن هذه المراحل الست تأتى عبر أكثر من طريقة، وتبدأ بالدعوة والتجنيد لتشكيل نظام الأسر الإخوانية، ثم تأتي خطة إعادة تشكيل المجتمع عبر إسقاط أعمدته المدنية أو العلمانية، سواء كانت جمعيات أو نقابات أو اتحادات مهنية أو طلابية ليتشرب بمفاهيم الدولة الدينية التى تعتمد المظاهر العقائدية فى كل تشكيلاتها، وليس هذا فقط وإنما تعتمد أيضًا أخوة العقيدة بديلًا عن أخوة الوطن، فيصبح التمييز قائما على أساس الديانة، ثم المذهب داخل الديانة، ثم الانحياز لمنهج الإخوان دون غيرهم من الجماعات التى تنطلق من الإسلام، في فهم ظواهر الحياة والسياسة.

 ثم يأتي استخدام مفهوم الديمقراطية باعتباره طريقة للاختيار وليس منهج حياة قائما على ركائز أساسية، منها حرية الرأي والتعبير، وحرية العقيدة ليتحول وفق مفهوم الإخوان إلى طريقة للوصول إلى السلطة، جسر لا يسمح سوى بالمرور لمرة واحدة، إلى الضفة الأخرى، ويأتى أخيرا مفاهيم استخدام العنف وفق ما تسمح به موازين القوى في الدولة المعنية، أو إشاعة الفوضى، أو إجراء التحالفات حتى ولو كانت "مع الشيطان".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية