جامعة محمد بن زايد تفكك خطاب الكراهية الإخواني

جامعة محمد بن زايد تفكك خطاب الكراهية الإخواني

جامعة محمد بن زايد تفكك خطاب الكراهية الإخواني


11/06/2025

في إطار جهود دولة الإمارات العربية المتحدة لتعزيز قيم التسامح والمواطنة ومواجهة الأفكار المتطرفة، نظمت جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية بأبوظبي ندوة فكرية بعنوان "تنظيم الإخوان المسلمين: خطاب التطرف والتضليل". هذه الندوة، التي عُقدت في 27 أيّار (مايو) الماضي، جمعت نخبة من الأكاديميين والباحثين لمناقشة التحديات التي يفرضها تنظيم الإخوان المسلمين على الدولة الوطنية، من خلال استغلال الإخوان للدين في خدمة أهداف سياسية تخريبية. سلطت الندوة الضوء على الأسس الفكرية والممارسات الخطيرة للجماعة التي تهدف إلى تقويض مفاهيم المواطنة وزعزعة استقرار المجتمعات. في هذا التقرير نستعرض أبرز ما جاء في الأوراق البحثية التي قدّمها أساتذة الجامعة، مع إعادة صياغة المحتوى بأسلوب صحفي يتماشى مع نهج موقع (حفريات).

دولة الإمارات في مواجهة التطرف

افتتحت الندوة بورقة قدّمها سعادة الدكتور خليفة مبارك الظاهري، مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، بعنوان "الإخوان المسلمون وتحريف المفاهيم الدينية". أكد الظاهري أنّ دولة الإمارات تواصل جهودها الرائدة في تعزيز قيم السلام والتسامح، ومواجهة جماعة الإخوان المسلمين التي وصفها بـ "التنظيم الإرهابي" الذي يسعى لتفكيك بنية الدول الوطنية. وأوضح أنّ الإمارات تعمل على تفكيك البنية التنظيمية والفكرية لهذه الجماعة، من خلال نشر الوعي المجتمعي وتعزيز قيم المواطنة التي تحمي المجتمع من الأفكار المغلوطة والشعارات الزائفة.

مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية: سعادة الدكتور خليفة مبارك الظاهري

وأشار الظاهري إلى أنّ الإسلام دين محبة ورحمة، جاء لتكريم الإنسان ونشر قيم السلام، وليس نظرية سياسية أو مشروع حاكمية كما يروّج الإخوان. وكشف عن تأثر الجماعة بالحركات العنيفة، مثل النازية، حيث أسست الجماعة كتائب سرّية ونظّرت للتغيير بالقوة تحت شعار "تغيير المنكر". وأضاف أنّ الإخوان شبكة إيديولوجية مرنة تتخفى تارة وتظهر تارة أخرى، مستغلة أزمات الشعوب ومروجة لخطاب الضحية، سواء باسم المظلومية أو تحت شعار "الربيع العربي". وحذّر من مرونتهم الظاهرية التي قد توحي بقبولهم للدولة الوطنية، مؤكدًا أنّها ليست سوى خداع سياسي يهدف إلى اختراق المجتمعات وكسب التعاطف.

الهدف الأول لتآمر الإخوان 

في ورقته بعنوان "الدولة الوطنية ومواجهة التآمر الإخواني"، قدّم الأستاذ الدكتور رضوان السيد، عميد كلية الدراسات العليا بالجامعة، تحليلًا تاريخيًا لمشروع الإخوان. أوضح السيد أنّ الجماعة، منذ تأسيسها في عشرينيات القرن الماضي، جعلت من الدولة الوطنية خصمًا رئيسيًا، ساعية لبناء "دولة الأمّة" على أنقاضها. وأكد أنّ الإخوان تنظيم سياسي يستغل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية للوصول إلى السلطة، مستخدمًا شعارات مثل "تطبيق الشريعة" و"تحسين الأوضاع" كغطاء لهدم الوطن.

وأشار إلى أنّ الإخوان اعتمدوا العنف بأشكاله المختلفة كأداة لتحقيق أهدافهم، ممّا يجعل مواجهتهم ضرورة ملحّة للحفاظ على سيادة الدول واستقرارها. ودعا السيد إلى تعزيز الوعي المجتمعي ودعم مؤسسات الدولة للتصدي لهذا المشروع التخريبي، الذي يهدد وحدة المجتمعات ومفاهيم المواطنة.

تهديد عقائدي وإقصائي

تناول الدكتور عدنان إبراهيم، مستشار مدير الجامعة، في ورقته "الإخوان المسلمون والتهديد الفكري"، الأسس العقائدية التي يقوم عليها فكر الإخوان. وأوضح أنّ الجماعة تنظر إلى الدولة من منظور عقائدي عابر للحدود، يرفض الاعتراف بالوطن وحدوده الجغرافية. هذا الخلط، بحسب إبراهيم، يشكّل أساسًا للفكر المتطرف الذي يهدف إلى زعزعة استقرار الأوطان وتقويض قيم المواطنة.

مستشار مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية: الدكتور عدنان إبراهيم

وأكد أنّ الفكر الإخواني يفرض طاعة عمياء لقيادات الجماعة؛ ممّا يؤدي إلى سلب الحقوق، وإقصاء المخالفين، ومصادرة الضمائر، في نمط يشبه الفكر الفاشي. ودعا العلماء إلى تحمل مسؤوليتهم في فضح هذا الفكر وتفكيكه، من خلال دعم الحكومات في تعزيز الأمن والاستقرار، وتحصين المجتمع ضد الأفكار المتطرفة. وشدد على أنّ الإخوان يستغلون الدين كأداة سياسية، ممّا يتطلب تعزيز الخطاب الديني المعتدل لحماية المجتمعات.

اختراق المجتمعات: من الفتن إلى تشويه التعليم

في ورقة بعنوان "مشروع الإخوان المسلمين التخريبي في المجتمعات المسلمة"، قدّم الدكتور خالد الإدريسي، عضو الهيئة التدريسية بالجامعة، تحليلًا لاستراتيجيات الإخوان في زعزعة استقرار الدول. وأوضح أنّ الجماعة تعتمد على إثارة الفتن، وتبخيس إنجازات الدول، وممارسة الابتزاز السياسي لخلق ارتباك داخلي. وكشف عن اختراقهم لقطاع التعليم، حيث يعملون على تشويه المفاهيم الدينية والوطنية، ونشر خطاب متطرف يقوض الثقة في مؤسسات الدولة.

واقترح الإدريسي الانتقال من "جيو-سياسة الرعب"، التي أرستها الجماعات المتطرفة، إلى "جيو-سياسة التعارف الإنساني"، التي تعزز قيم التسامح والتعاون. وأكد أنّ مواجهة هذا الاختراق تتطلب تطوير التعليم الوطني وتعزيز الخطاب الديني المستنير الذي يدعم الانتماء للوطن.

أداة التضليل الإخواني

اختتمت الندوة بورقة الدكتور يوسف حميتو، عضو الهيئة التدريسية، بعنوان "الحاكمية عند الإخوان: خطاب التضليل". أوضح حميتو أنّ مفهوم "الحاكمية"، الذي تروّج له الجماعة، يحوّل الدين من مرجعية أخلاقية مرنة إلى مشروع سياسي شمولي يرفض التعددية. وأشار إلى أنّ هذا الخطاب يهدف إلى إضعاف الدولة الوطنية، من خلال فرض رؤية متشددة تستبعد أيّ اختلاف.

ودعا حميتو إلى استعادة الخطاب الديني من قبضة الجماعات المتطرفة، وتعزيز دور العلماء في نشر الوعي ودعم قيم المواطنة. وأكد أنّ مواجهة هذا التضليل تتطلب جهودًا فكرية وتعليمية لتفكيك الأسس التي يقوم عليها الفكر الإخواني.

دعوة إلى الوحدة والوعي

تؤكد هذه الندوة على الدور المحوري لدولة الإمارات في مواجهة الفكر المتطرف  من خلال تعزيز قيم التسامح والمواطنة. الأوراق البحثية التي قُدّمت خلال الندوة كشفت عن الطبيعة التخريبية لتنظيم الإخوان المسلمين الذي يستغل الدين والأزمات الاجتماعية لتحقيق أهداف سياسية تهدد استقرار الأوطان. وتبرز الندوة أهمية تعزيز الخطاب الديني المعتدل، ودعم المؤسسات التعليمية والدينية، لتحصين المجتمعات ضد الأفكار الهدامة. في ظل هذه التحديات تبقى الدولة الوطنية الملاذ الأخير لحماية وحدة المجتمعات، ويتطلب التصدي للإخوان جهودًا مشتركة بين الحكومات والشعوب لبناء أوطان آمنة ومزدهرة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية