كشف حزب التيار الشعبي التونسي في بيان، أمس، أنّ الأجهزة الأمنية قد أحبطت مخططاً لاغتيال القيادية في الحزب والنائبة السابقة عن تحالف الجبهة الشعبية في البرلمان، مباركة عواينية براهمي، أرملة النائب السابق في المجلس التأسيسي، محمد براهمي، الذي تتهم حركة النهضة بالتورط في اغتياله، إضافة إلى شكري بلعيد.
وثمّن التيار الشعبي مجهودات الأجهزة الأمنية في هذه المعركة ضدّ الإرهاب، منبهاً إلى خطورة الوضع الذي بات مشحوناً بأجواء العنف والتحريض، وفق "ميديل إيست أون لاين".
ودعا الحزب الذي انشق عن تحالف الجبهة الشعبية الشعب التونسي وقواه الحية إلى الحيطة والحذر والوحدة، في مواجهة محاولات جرّ البلاد مجدداً إلى مربع العنف.
إحباط محاولة لاغتيال النائبة السابقة مباركة البراهمي أرملة محمد براهمي والقبض على الإرهابي
من جانبها، أفادت وزارة الداخلية التونسية؛ بأنّه تمّ الكشف عن مخطط لاستهداف مباركة البراهمي بعد القبض على عنصر إرهابي خطير من قبل الأجهزة الأمنية.
وأوضح الناطق باسم الوزارة، خالد الحيوني، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية؛ أنّ الأجهزة المختصة أعلمت النائبة بمحاولة اغتيالها، وأنّه تمّ اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة لحمايتها بالتعاون مع القطب القضائي لمكافحة الإرهاب.
وكان محمد البراهمي، زوج مباركة البراهمي، قد اغتيل في تموز (يوليو) 2013، بعد أشهر قليلة من اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد، وهو من التحالف نفسه، على أيدي إرهابيين.
وقد خلفت عملية الاغتيال احتجاجات شعبية واسعة أدّت إلى اعتصامات ومظاهرات مطالبة بحلّ البرلمان وإسقاط النظام، بعد اتهام حركة النهضة بالوقوف وراء المحاولتين، وهو ما أدّى في النهاية إلى تشكيل حكومة تكنوقراط بقيادة مهدي جمعة، عام 2014، بعد فترة من الحوار الوطني مع أغلب الأحزاب والمنظمات الوطنية.
وعاد الحديث اليوم عن الاغتيالات السياسية، في ظلّ أزمة سياسية تعصف بالبلاد بعد الفشل في منح الثقة لحكومة الجملي، المدعومة من إخوان تونس، وانطلاق مشاورات حول حكومة جديدة بإشراف الرئيس قيس سعيّد.
وفي سياق متصل، حذّرت رئيس كتلة الحزب الدستوري الحر، عبير موسى، في حوار بثّ عبر إذاعة "موزاييك" الخاصة من محاولة لاغتيالها، وذلك بسبب مواقفها السياسية الرافضة للإسلام السياسي.
النائبة عبير موسى تتحدث عن مخطط لاغتيالها وذلك بسبب مواقفها الرافضة للإسلام السياسي
وقالت عبير موسى؛ إنّ هنالك محاولة للاعتداء عليها ونواب كتلتها من قبل بعض الأشخاص في البرلمان، بحجة أنّهم من عائلات شهداء وجرحى الثورة، على خلفية رفضها الترحم عليهم في ذكرى الثورة.
وأوضحت عبير موسى؛ أنّ حياتها وحياة نواب الحزب الدستوري الحر أصبحت مهددة، مبينة تعرّض عدد منهم لاعتداء مباشر وغير مباشر، في محاولة لكتم أصواتهم.
وأضافت: "لن أسكت ولن أتراجع عن معركة تحرير تونس"، مؤكدة أنّ "تونس في خطر"، وداعية إلى الالتفاف حولها وإنقاذها من الخطر الاستعماري الداهم.
ورداً على تصريحات عبير موسى؛ قال رئيس البرلمان ورئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، إنّ تصريحات النائبة "فأل سيئ"، مضيفاً: "فأل عبير موسى ينذر بالخراب، موضحاً: "كان ينبغي على النيابة العموميّة أن تستدعي موسى التي تبشّر بالاغتيال".
يذكر أنّ حركة النهضة كانت قد اتُّهمت، إضافة إلى جهازها السري، بالتورط في عمليات الاغتيال السياسي التي شهدتها البلاد بعد الثورة؛ حيث كشفت هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، وجود غرفة سوداء وأمن موازٍ تابع للإسلاميين يعمل على ارتكاب عمليات الاغتيال، وهو ما أثار جدلاً في البلاد.