تكرر عمليات طعن رجال الأمن بتونس... هل يطل شبح الإرهاب من جديد؟

تكرر عمليات طعن رجال الأمن بتونس... هل يطل شبح الإرهاب من جديد؟

تكرر عمليات طعن رجال الأمن بتونس... هل يطل شبح الإرهاب من جديد؟


05/07/2023

في وقت تحاول فيه تونس التعافي من مخلفات "العشرية الإخوانية"، أو ما يُعرف محلياً بـ"العشرية السوداء"، التي أدخلت البلد في دوامة من الأزمات، في مقدمتها تنامي الفكر التكفيري وتزايد العمليات الإرهابية، تواترت مؤخراً عمليات إجرامية أشبه بعمليات إرهابية منفردة، تمثلت في حوادث طعن لأعوان أمن أثناء مباشرة مهامهم.

وفي ثاني حادثة من نوعها، تعرّض عنصر أمني يعمل في مركز الحرس البحري التونسي، بضاحية حلق الوادي بالعاصمة، للطعن بوساطة آلة حادة من قبل شخص، وتم نقله إلى المستشفى، وتم توقيف المعتدي ويجري التحقيق معه بشأن ملابسات الحادثة، وذلك بعد مقتل شرطي الشهر الماضي تم طعنه أمام مقر السفارة البرازيلية في تونس.

وقالت وزارة الداخلية التونسية: إنّ رجلاً طعن عنصراً من الحرس البحري في ضاحية حلق الوادي شمالي العاصمة تونس، في ثاني حادث من نوعه يستهدف قوات الأمن في غضون أسبوعين.

وأضافت أنّ الشرطة سارعت بإلقاء القبض على المشتبه به، وأنّ رجل الحرس البحري نقل إلى المستشفى وحالته مستقرة، ولم تذكر الوزارة تفاصيل أخرى بشأن العملية، وما إذا كانت لها خلفية إرهابية أم لا.

وتخوض تونس بقيادة الرئيس قيس سعيّد معركة لتحرير البلاد، بحسب مناصريه، من مخالب جماعة الإخوان التي هيمنت على البلاد طيلة العقد الماضي.

وفيما تتأهب تونس لإصلاح اقتصاد أنهكته أعوام الفساد الإخواني، يعيد الحادث البلاد إلى دائرة المخاوف من عمليات إرهابية ألقت في أعوام مضت بظلال ثقيلة على البلاد، التي شهدت خلال العشرية الماضية الكثير من العمليات الإرهابية الدموية، والتي استهدفت سياسيين وعناصر أمنية وعسكرية وعدداً من السياح الأجانب.

قالت وزارة الداخلية التونسية: إنّ رجلاً طعن عنصراً من الحرس البحري في ضاحية حلق الوادي شمالي العاصمة تونس

هذا، وتُعدّ الحادثة الثانية من نوعها التي تشهدها تونس خلال أسبوعين، بعد طعن حارس أمني في محيط سفارة البرازيل ووفاته متأثراً بجراحه، وقد نفت السلطات أيّ دافع إرهابي لتلك العملية، وذكرت الداخلية التونسية في بيان حينها أنّ الرجل طعن الشرطي بآلة حادة أثناء سؤاله عن أسباب وجوده بمحيط السفارة.

وأفادت بأنّ الشرطة ألقت القبض على المعتدي بعد إطلاق النار عليه، وإصابته في الساق، ونقله إلى المستشفى في انتظار استكمال استجوابه.

كما نقلت وكالة الأنباء الرسمية التونسية عن رئيس مكتب الإعلام والاتصال بوزارة الداخلية فاكر بوزغاية قوله: إنّ "هذه العملية إجرامية"، والمعتدي هو أستاذ تعليم عالٍ وعمره (53) عاماً، وليست له انتماءات سياسية ولا يتبنّى الفكر الإرهابي".

يعيد الحادث البلاد إلى دائرة المخاوف من عمليات إرهابية ألقت في أعوام مضت بظلال ثقيلة على البلاد

 

من جانبها، علّقت حركة النهضة الإخوانية عن الحادثة معربةً عن "إدانتها بشدة"، واصفةً إيّاها بالجريمة الشنعاء، واعتبرت أنّها تمثل اعتداء على أمن البلاد وإساءة لعلاقاتها الخارجية.

 ودعت الحركة في بلاغ صادر عنها نشرته على صفحتها بموقع (فيسبوك) إلى فتح تحقيق عاجل، وإنارة الرأي العام حول ملابسات هذه الجريمة وخلفياتها.

 ويأتي الهجوم بعد أسابيع قليلة من استهداف عنصر في الحرس الوطني لمعبد الغريبة اليهودي في جزيرة جربة جنوب البلاد، ممّا أوقع عدداً من القتلى والجرحى في صفوف الأمن والسياح.

 ورغم أنّ الرئيس قيس سعيد وصف هجوم جربة بأنّه إجرامي، وليس إرهابياً، لكنّ العملية طرحت عدة تساؤلات بشأن عودة الظاهرة الإرهابية بعد النجاحات الأمنية التي تحققت خلال أعوام.

 وتعهد سعيّد بأنّ تونس ستظل آمنة رغم كل التحديات، مشيداً بجهود الأجهزة الأمنية في مقاومة الظاهرة الإرهابية، مع انطلاق الموسم السياحي الذي تعول عليه الدولة للحدّ من الأزمة الاقتصادية وتعزيز احتياطيها من العملة الصعبة.

شهدت البلاد خلال العشرية الماضية الكثير من العمليات الإرهابية الدموية، التي استهدفت سياسيين وعناصر أمنية وعسكرية وعدداً من السياح الأجانب

 

 وتتخوف الأجهزة الأمنية من هجمات فردية ينفذها عناصر غير منخرطين في المجموعات المتطرفة، أو ما بات يعرف "بعمليات الذئاب المنفردة"، حيث يصعب مواجهة مثل تلك العمليات.

 وتواجه تونس جماعات متطرفة تتحصن بالمرتفعات الغربية للبلاد، من بينها تنظيم (جند الخلافة) المتطرف الذي يدين بالولاء لتنظيم (داعش) الإرهابي، و(عقبة بن نافع) الذي يتبع تنظيم (القاعدة في المغرب الإسلامي) الإرهابي.

سعيّد: تونس ستظل آمنة رغم كل التحديات

وسبق لتونس أن كشفت عن تفكيك العديد من الخلايا المتشددة بمناطق مختلفة من البلاد كانت تعتزم شن اعتداءات إرهابية على مواقع حساسة.

 ومنذ العام 2015 تعيش تونس في ظل حالة الطوارئ التي تم إقرارها عقب عملية إرهابية قرب وزارة الداخلية أسفرت عن مقتل (12) عنصراً من الأمن الرئاسي بعد تفجير حافلتهم من قبل انتحاري.

 في الأثناء، تمكن أعوان الفرقة الجهوية للشرطة العدلية التابعة لمنطقة الأمن الوطني بمحافظة سيدي بوزيد من إلقاء القبض على عنصر مفتش عنه لفائدة محكمة الاستئناف تونس 1، وصادر في شأنه بطاقات جلب، وحكم بالسجن لمدة عامين على خلفية الاشتباه في علاقته بالإرهاب والإرهابيين.

الوحدات المعنية بمكافحة الإرهاب تمكنت منذ عام 2011 من القضاء على (100) عنصر إرهابي وإيقاف (324) آخرين

 

 وكان جهاز الحرس الوطني قد أفاد شهر أيار (مايو) الماضي أنّ الوحدات المعنية بمكافحة الإرهاب تمكنت منذ عام 2011 من القضاء على (100) عنصر إرهابي وإيقاف (324) آخرين، عقب تنفيذ (365) عملية ومهمة في إطار مكافحة الظاهرة الإرهابية.

 وأثار تعيين العميد حسين الغربي آمراً لجهاز الحرس الوطني خلفاً للعميد فاضل قزقز، وفق بيان من الداخلية، الارتياح في صفوف كثير من الأطراف في تونس، خاصة لدوره في القضاء على العديد من العناصر الإرهابية في الأعوام الماضية.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية