تقرير دولي يكشف الانتهاكات التي تتعرض لها عاملات المنازل في قطر

تقرير دولي يكشف الانتهاكات التي تتعرض لها عاملات المنازل في قطر


20/10/2020

كشف تقرير جديد لمنظمة العفو الدولية المعاملات السيئة التي تتلقاها العاملات الأجنبيات المستخدمات في قطر.

وأكد التقرير أنّ العاملات يُدفعن إلى حافة الانهيار جرّاء العمل المفرط، وانعدام أوقات الراحة، والمعاملة المسيئة والمهينة.

وقد تحدثت المنظمة إلى 105 من اللواتي استُخدمن عاملات منزليات عشن في منازل أرباب عملهن في قطر، وتبين لها أنّ حقوقهنّ ما زالت تتعرض للإساءات والانتهاكات، رغم الإصلاحات الحكومية التي تهدف إلى تحسين أوضاع عملهن. وقالت بعض النساء إنهنّ كن ضحايا لجرائم خطيرة مثل الاعتداء الجنسي.

منظمة العفو الدولية: العاملات يُدفعن إلى حافة الانهيار جرّاء العمل المفرط، وانعدام أوقات الراحة، والمعاملة المسيئة والمهينة

وقالت 90 امرأة من أصل الـ105 اللواتي تواصلت معهنّ منظمة العفو الدولية: إنهنّ عملن بانتظام أكثر من 14 ساعة يومياً، وقالت 89 منهن: إنهنّ عملن بانتظام 7 أيام في الأسبوع، و87 منهن قلن: إنّ أرباب عملهنّ صادروا جوازات سفرهنّ، وقد عملت نصف النساء أكثر من 18 ساعة في اليوم، ولم تحصل معظمهنّ على يوم راحة واحد.

وذكرت بعضهنّ أيضاً أنهنّ لا يقبضن رواتبهنّ على الوجه الصحيح، في حين وصفت 40 امرأة تعرضهنّ للإهانة، أو الصفع، أو البصق. وقالت إحدى النساء إنها عوملت "مثل الكلبة".

كوكبيرن: حكايات العاملات بالمنازل توضح أنّ الإصلاحات التي زعمت قطر أنها فرضتها لم تطبّق

من جهته، قال ستيف كوكبيرن رئيس برنامج العدالة الاقتصادية والاجتماعية في منظمة العفو الدولية: "من المؤسف أنّ حكايات النساء اللواتي تحدثنا إليهن توضح أنّ هذه الإصلاحات التي زعمت قطر أنها فرضتها لم تُنفّذ أو تطبّق على الوجه الصحيح". لافتاً إلى أنّ "النظام القطري يستمرّ في السماح لأرباب العمل بمعاملة العاملات في المنازل كمقتنيات وليس كبشر".

وهناك زهاء 173 ألف من العمّال المنزليين الأجانب في قطر. وكانت بعض النساء اللاتي أجرت منظمة العفو الدولية مقابلات معهن ما زلن يحتفظن بوظائفهن. وترك بعضهنّ العمل، لكنهنّ ما زلن في قطر، وعادت أخريات إلى أوطانهنّ.   

وتُعزَّز الانتهاكات الموثقة في التقرير بعنوان "لماذا تريدين استراحة"؟ بمزيج من العوامل التي تشمل انعدام آليات التفتيش لضمان التقيد بقانون المستخدمين في المنازل، وجوانب من نظام الكفالة القطري الذي يظل يمنح أرباب العمل سلطات مفرطة على مستخدميهم. وتواجه نساء عديدات عقبات أمام إبلاغ السلطات عن الانتهاكات والأفعال الجرمية، وتسود ثقافة الإفلات من العقاب على نطاق واسع.

قطر تقاعست عن مساءلة أرباب العمل المسيئين، ولا تُجري أي تحقيقات في ممارسات مثل مصادرة جواز السفر، وعدم دفع الأجور، والاعتداءات الجنسية

وقالت المنظمة: إنّ ساعات العمل الطويلة بدون أخذ قسط ملائم من الراحة أحد أكثر أشكال الانتهاكات شيوعاً لدى عاملات المنازل في قطر، لافتة إلى أنّ معظم النساء اللواتي تحدثت إليهنّ منظمة العفو الدولية كنّ يعملن أكثر من 16 ساعة في اليوم، عادة بدون يوم راحة، ما يصل إلى حد 112 ساعة في الأسبوع، من دون تقاضي أي أجر عن العمل في الوقت الإضافي. وهذا يعني أنّ معظم النساء يعملن قرابة ضعف ساعات العمل التي تعاقدن عليها.

وقالت 23 امرأة، على الأقل، ممّن أُجريت مقابلات معهن: إنهنّ لم يحصلن على قدر كافٍ من الطعام، وشعرن بالجوع خلال عملهنّ في قطر. ووصفت أيضاً بعض النساء اللاتي أُجريت مقابلات معهنّ نومهنّ في غرف ضيقة، في بعض الحالات على الأرضية، أو بدون مكيف هواء. وتُسلّط قصص الأوضاع المعيشية السيئة الضوء على تقاعس السلطات القطرية عن إجراء معاينات لأماكن العمل.

وتحدثت منظمة العفو الدولية إلى 40 امرأة قلن إنهنّ تعرضن للإساءة اللفظية والبدنية. وغالباً ما تضمّن ذلك المعاملة المهينة، والصراخ، والإهانات، والبصق، والضرب، والركل، واللكم، وشدّ الشعر، بالإضافة إلى الأذى الجنسي.

لقد تقاعست قطر تقاعساً تاماً عن مساءلة أرباب العمل المسيئين، ما يعني وجود رادع ضئيل للانتهاكات المستقبلية. ولا تُجرى أيّ تحقيقات تلقائية في ممارسات، مثل مصادرة جواز السفر، وعدم دفع الأجور، وهو ما يشير إلى عمالة قسرية، وقلما يواجه مرتكبوها العواقب، حتى عندما يرفضون تسليم جوازات السفر أو دفع المستحقات.

الصفحة الرئيسية