تقرير دولي: تركيا ترتكب جرائم ضد المدنيين في العراق

تقرير دولي: تركيا ترتكب جرائم ضد المدنيين في العراق


23/07/2020

اتهمت منظمة حقوقية تركيا بارتكاب جرائم بحقّ المدنيين في شمال العراق، وعدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية المدنيين من الغارات الجوية التي تنفذها.

وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، أمس: إنّ أنقرة قتلت عدداً من المدنيين خلال غارة جوية نفذتها على جماعة مسلحة إيرانية في إقليم كردستان العراق الشهر الماضي.

وقالت المنظمة في بيان لها: إنّ غارة جوية في 25 حزيران (يونيو) الماضي "قتلت عضواً في "حزب الحياة الحرة في كردستان" الكردستاني الإيراني (المعروف بـ"بيجاك")، والمرتبط بـ"حزب العمال الكردستاني"، وجرحت 3 آخرين".  

هيومن رايتس ووتش: أنقرة قتلت عدداً من المدنيين خلال غارة جوية نفذتها على جماعة مسلحة إيرانية في كردستان العراق

وأضافت: "أدّت الغارة أيضاً إلى إصابة 6 مدنيين، على الأقل، وألحقت الضرر بمنتجع كونة ماسي المائي، عند التقاء مياه الآبار العذبة والينابيع في منطقة شربازار".

هذا، ووسّعت تركيا دائرة هجومها الأخير في شمالي العراق ضدّ المسلحين الأكراد، لتصل إلى عمق غير مسبوق، وصاحب ذلك تشييد قواعد عسكرية، ليتضح أنّ ذلك جزء من استراتيجية جديدة لأنقرة في التوسع عسكرياً إلى ما وراء حدودها.

وتجتذب حملة أنقرة الجديدة العابرة للحدود، التي تحمل اسم "المخلب"، قدراً أقلّ من الاهتمام، مقارنة بتوغلاتها في سوريا المجاورة.

ويرجع السبب في ذلك جزئياً إلى أنّ القوات التركية موجودة أصلاً في العراق منذ فترة طويلة، لكنّ ذلك الوجود جزء من استراتيجية هدفها دفع خطوط القتال إلى ما وراء الحدود، بعد سنوات من الصراع وإراقة الدماء في الداخل.

مسؤول عراقي: القوات التركية تقدمت مسافة 40 كيلومتراً داخل العراق، وأقامت أكثر من 30 قاعدة مؤقتة

وقال مسؤول تركي لوكالة "رويتزر" للأنباء: إنّ "النهج الجديد يهدف إلى تدمير التهديد من المكان الذي ينطلق منه".

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه: إنّ هجوماً برياً بدأ في 17 حزيران (يونيو) أطلق عليه اسم "عملية مخلب النمر" شهد تقدّم القوات التركية لمسافة 40 كيلومتراً داخل العراق وإقامة أكثر من 30 قاعدة مؤقتة.

ومن الصعب التحقق من المزاعم التركية المتكرّرة حول تحقيق مكاسب عسكرية في صراع يدور بعيداً عن الأضواء، لكنّ محللين ومسؤولاً كردياً عراقياً يقولون إنّ الهجمات الجوية والبرية تتجاوز في مداها العمليات المعتادة التي تقوم بها أنقرة.

واستدعت بغداد السفير التركي الشهر الماضي لتقديم شكوى رسمية، لكنّ سلطة الحكومة المركزية محدودة في المنطقة شبه المستقلة، فيما تلزم حكومة إقليم كردستان بشمال العراق الحذر خشية استعداء تركيا.

وقال مسؤول في حكومة إقليم كردستان: إنّ "بغداد تتحلّى بالهدوء الشديد، ونحن مضطرون لأن نكون هادئين للغاية، وإلا فسنخاطر بالتصعيد مع تركيا".

وتأتي هذه العملية بعد أن شنّت تركيا 3 عمليات توغل في شمال سوريا في 3 سنوات، لإبعاد مقاتلي حزب العمال الكردستاني وداعش من حدودها، ثمّ نشرت قوات لها في محافظة إدلب لوقف هجوم الحكومة السورية المدعوم من روسيا ضدّ الفصائل الموالية لأنقرة.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية