تغييرات هيكلية كبيرة داخل جبهة لندن... ما التفاصيل؟ ولماذا الآن؟

تغييرات هيكلية كبيرة داخل جبهة لندن... ما التفاصيل؟ ولماذا الآن؟

تغييرات هيكلية كبيرة داخل جبهة لندن... ما التفاصيل؟ ولماذا الآن؟


04/05/2023

تحدثت مصادر مطلعة على أزمة الصراع القيادي الراهن داخل جماعة الإخوان لـ "حفريات"، حول تغييرات هيكلية أجرتها جبهة لندن خلال الأسابيع الماضية، تشمل تعيين مسؤولين جدد، في ضوء المحاولات المستمرة لحسم الصراع، وتقليل الصلاحيات الخاصة بجبهة إسطنبول، بعد تولّي صلاح عبد الحق رسمياً مهام القائم بأعمال المرشد العام خلفاً لإبراهيم منير الذي وافته المنية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.

وبحسب المصادر المقيمة في إسطنبول، تشمل حركة الهيكلة الجديدة داخل الإخوان اختيار أمين للتنظيم الدولي خلفاً لإبراهيم منير الذي كان يشغل المنصب، إضافة إلى تولّيه مهام القائم بأعمال المرشد العام، وعلى الأرجح تم اختيار القيادي محمود الإبياري لهذا المنصب، كذلك تم اختيار مسؤول جديد لإخوان مصر، سيتولى مهمة التنسيق وتبادل المعلومات مع قواعد التنظيم داخل مصر، وهو محيي الدين الزايط.

وتقول المصادر أيضاً إنّ اجتماعات ومناقشات تجري داخل الجبهتين المتناحرتين في الوقت الراهن، لاستكمال باقي الهياكل الإدارية، لاحتواء عدد من الملفات المالية والتنظيمية في ضوء المحاولات المستمرة لحسم الصراع التنظيمي بينهما.   

ما الدور المنوط بالهيكل الجديد؟

الهدف الأهم أمام جبهة لندن في الوقت الحالي يتمثل في مدى القدرة على التحكم بزمام الأمور داخل التنظيم واقتناص كافة الصلاحيات التي يمتلكها محمود حسين، القيادي بجبهة إسطنبول والذي أعلن نفسه قائماً بأعمال المرشد العام في وقت سابق، وبحسب المصادر، فإنّ القيادي صلاح عبد الحق المعيّن قائماً بأعمال المرشد من جانب قيادات لندن، لا يملك القدرة على إدارة العديد من الملفات، وأبرزها القدرة على التنسيق والتواصل مع قيادات التنظيم داخل مصر.

إبراهيم منير ومحمود الإبياري

ورغم حالة الكمون والخمول التي تشهدها الجماعة في الداخل المصري، إلّا أنّه لا يمكن أبداً الاستهانة بالقوة التنظيمية لقواعد الداخل المصري، للعديد من الاعتبارات؛ أوّلها رمزية فكرة المركزية التنظيمية للإخوان بمصر منذ نشأتها، وأيضاً كون إخوان الداخل أداة حاسمة بأيدي قيادات التنظيم المتناحر من أجل حسم الصراع، فضلاً عن الثقل التنظيمي الذي يمثله إخوان الداخل المسجونون (المرشد وأعضاء مكتب الإرشاد) في حسم أيّ صراع تنظيمي.

أديب: إخوان مصر يمثلون رقماً مهمّاً في أزمة الصراع الراهن داخل التنظيم، وربما واجه إبراهيم منير تحدياً كبيراً في القدرة على التواصل مع إخوان الداخل وكسب تأييدهم بشكل كامل

لذلك تستهدف التحركات الهيكلية الأخيرة بشكل أساسي تنفيذ حلقة للتواصل مع إخوان الداخل المصري، من خلال محيي الدين الزايط الذي يمتلك خبرة تنظيمية تؤهله لإدارة هذا الملف، فضلاً عن تنسيق الجهود للسيطرة على كافة الملفات المالية والتنظيمية التي ما زالت بقبضة محمود حسين ومجموعته، وتمثل مصدر قوة لحسم الصراع الراهن.

لماذا الآن؟

يقول الباحث المصري المختص بالإسلام السياسي والتنظيمات الإرهابية منير أديب لـ "حفريات": إنّ الاختيارات الجديدة تُعبّر عن حالة الفراغ الراهنة داخل الإخوان لاستكمال المناصب الشاغرة بالتنظيم، سواء التابعة لجبهة لندن أو جبهة إسطنبول، وتسعى الجبهتان كلتاهما في الوقت الراهن لاستكمال هياكلهما التنظيمية لممارسة صلاحيات مكتملة والظهور بمظهر الهيكل المتماسك، على عكس الحقيقة التي تؤكد انهيار بنية التنظيم وتآكل هيكله.

وبحسب أديب، بات منصب الأمين العام للتنظيم الدولي شاغراً منذ وفاة إبراهيم منير في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، لذلك كان من الطبيعي اختيار أحد قيادات الجماعة من داخل جبهة لندن لشغل المنصب، وقد شهدت الفترة الماضية مناقشات متواصلة أسفرت عن اختيار محمود الإبياري الذي عمل فترة طويلة إلى جانب منير ولديه خبرة كبيرة في هذا الصدد.

منير أديب: الاختيارات الجديدة تُعبّر عن حالة الفراغ الراهنة داخل الإخوان

ويشير أديب إلى أنّ إبراهيم منير شغل منصب الأمين العام للتنظيم الدولي، إلى جانب القائم بأعمال المرشد، ولكن اليوم وبعد اختيار صلاح عبد الحق، الذي جاء من الظل لشغل مهام القائم بأعمال المرشد العام، وهو شخص مختلف عليه من داخل قيادات الجبهة، كان من الضروري إسناد مهام الأمين العام للتنظيم الدولي إلى قيادي آخر لديه خبرة في إدارة الملف نظراً لعمله السابق كنائب لإبراهيم منير.

كيف تؤثر خريطة الهيكلة الجديدة على صراع التنظيم؟

ما تزال حالة الصراع التنظيمي محتدمة بين الجبهتين، وبحسب أديب، تستهدف كلتاهما السيطرة على إخوان مصر وتحشيد ولاء قواعد الداخل لصالحها من أجل السيطرة على التنظيم وحسم الصراع لصالحها، وفي مقابل إجراءات جبهة لندن هناك تحركات أيضاً يجريها محمود حسين ومجموعته لنيل ثقة مجموعة مصر؛ أبرزها قرارات تعيين مجموعات شبابية جديدة بالمناصب التنفيذية داخل الجماعة، لاستقطاب أكبر عدد من الفئات المعارضة له، وهو ما تمّ بالفعل خلال الفترة الماضية.

تشمل حركة الهيكلة الجديدة داخل الإخوان اختيار أمين للتنظيم الدولي خلفاً لإبراهيم منير الذي كان يشغل المنصب، إضافة إلى توليه مهام القائم بأعمال المرشد العام

ويشير أديب إلى أنّ إخوان مصر يمثلون رقماً مهمّاً في أزمة الصراع الراهن داخل التنظيم، وربما واجه إبراهيم منير تحدياً كبيراً في القدرة على التواصل مع إخوان الداخل وكسب تأييدهم بشكل كامل، الأمر الذي مثل أحد أهم نقاط القوة لدى محمود حسين خلال الصراع القيادي الذي امتد بينهما أعواماً طويلة قبل رحيل الأول.

حاول محمود حسين كثيراً توظيف هذا الملف لصالحه، وما يزال، لذلك تسعى جبهة لندن لإحراز تقدّم في ملف التنسيق مع إخوان مصر، لتجنب حالة الحصار التي فرضها محمود حسين سابقاً على إبراهيم منير الذي لم ينجح في حسم هذا الملف لصالحه.

حاول محمود حسين كثيراً توظيف هذا الملف لصالحه

ويتوقع أديب أن يستمر الصراع التنظيمي في التنامي خلال الفترة المقبلة، خاصة أنّ الواقع يقول إنّ هناك مؤسسات بديلة تابعة لكل جبهة في الوقت الراهن، ممّا يعكس حالة من الفوضى داخل التنظيم، أيضاً محاولات قيادات الجبهتين لحسم كافة أدوات الصراع بينهما؛ الأمر الذي سيعزز حالة الانشطار التنظيمي داخل الإخوان ويؤدي إلى مزيد من التشدد والانهيار خلال الفترة المقبلة.

يُذكر أنّ الجماعة قد أعلنت  في 19 آذار (مارس) الماضي اختيار القيادي القطبي الدكتور صلاح عبد الحق قائماً بأعمال المرشد العام للإخوان، خلفاً لإبراهيم منير الذي توفي في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، بعد تأخر نحو (4) أشهر من اختياره؛ بسبب الخلافات الداخلية المحتدمة داخل التنظيم، ومنذ ذلك الحين تشتعل صراعات وتحركات مستمرة بين الجبهتين لحسم المنصب المتنازع عليه، من بينها الإجراءات الهيكلية لأخيرة.

مواضيع ذات صلة:

مؤتمر حركة البناء الإخوانية في الجزائر بشعار "التجدد"... فما القصة؟

تضامن الأذرع الإخوانية مع الغنوشي يكشف أهداف التنظيم الدولي

موقع الإخوان المسلمين في خارطة النزاع بين الفرقاء السودانيين



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية