تضامن الأذرع الإخوانية مع الغنوشي يكشف أهداف التنظيم الدولي

تضامن الأذرع الإخوانية مع الغنوشي يكشف أهداف التنظيم الدولي

تضامن الأذرع الإخوانية مع الغنوشي يكشف أهداف التنظيم الدولي


01/05/2023

يبدو أنّ قيام السلطات التونسية باعتقال راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة الإخوانية، قد أثار حفيظة التنظيم الدولي للجماعة، فقد سارعت الأذرع الإخوانية في المنطقة، تجاه التدخل بشكل سافر في الشأن التونسي، لإدانة اعتقال أحد أبرز أعمدة التنظيم الدولي للإخوان.

تضامن إخواني واسع

أظهر التضامن الإخواني الواسع مع الغنوشي أنّ أذرع التنظيم حول العالم تتحرك في كتلة واحدة، لها أهداف مشتركة، مهما تنوّعت المسمّيات.

جماعة الإخوان المسلمين استنكرت، في بيان لها، ما اعتبرته اعتقالاً سياسياً لزعيم حركة النهضة، واعتبرت أنّ هذا الإجراء "امتداد لممارسات الإقصاء السياسي للمعارضين، بادعاءات متشابهة، وليس في إطار منافسة سياسية ديمقراطية، يحكمها ويحميها القانون".

وفي قطر قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القرة داغي: إنّ "اعتقال راشد الغنوشي هو إقرار بغدر تونس، وبيان عجز وإفلاس الانقلاب...، وكلّما أمعنت سلطة في الظلم، عجلت في زوالها".

أظهر التضامن الإخواني مع الغنوشي أنّ أذرع التنظيم حول العالم تتحرك في كتلة واحدة، لها أهداف مشتركة، مهما تنوعت المسمّيات

كما أدانت ما تُسمّى مؤسسة مرسي للديمقراطية اعتقال رئيس حركة النهضة التونسية، ووصفته بــ "الرئيس الشرعي للمجلس النيابي التونسي"، وطالبت بسرعة إخلاء سبيله.

وفي المغرب وصف بيان صادر عن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية (المصباح) عبد الإله بنكيران اعتقال الغنوشي بأنّه "تطور خطير في الأزمة السياسية التي تشهدها تونس"، مديناً ما وصفه بــ "الاعتقال التعسفي الذي سبقته اعتقالات لقيادات في المعارضة". وزعم أنّ الأمر "من شأنه أن يعمق الأزمة، ويسد الطريق على كل إمكانية لحلها عن طريق الحوار بين كل الفرقاء في تونس".

عبد الرزاق مقري يهاجم الرئيس التونسي

علّق القيادي الإخواني، والرئيس السابق لحركة مجتمع السلم (حمس) الجزائرية، على أنباء اعتقال راشد الغنوشي بالهجوم مباشرة على الرئيس التونسي قيس سعيّد، وقال: إنّ "اعتداء الرئيس التونسي قيس سعيّد، والقوى الداخلية والخارجية التي يعمل معها، والتي تستعمله ضدّ حركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي، تجاوز كل الحدود".

أدانت ما تُسمّى مؤسسة مرسي للديمقراطية اعتقال رئيس حركة النهضة التونسية، ووصفته بالرئيس الشرعي للمجلس النيابي التونسي، وطالبت بسرعة إخلاء سبيله

القيادي الأبرز في التنظيم الدولي، وأمين عام منتدى كوالالمبور، واصل مزاعمه قائلاً: إنّ "هذا السلوك يمثل خطراً داهماً، ليس على استقرار تونس فقط، بل على الجزائر والمنطقة كلها". معتبراً أنّ النظام التونسي الحالي يُخفي فشله في إدارة البلاد، "بإشعال نيران الفتنة في كل اتجاه"، بحسب ادّعاءاته، مضيفاً: "لا يمثل هؤلاء الظالمون أيّ رهان مستقبلي، فهم أعجز عن الثبات أمام التحولات المحلية والإقليمية والدولية القادمة، وإنّما يساهمون في إغراق الأمّة العربية والإسلامية في ضعفها وتخلفها؛ خدمة لأجندات خارجية عربية وأجنبية معادية للإسلام والمسلمين".

ويبدو أنّ نبرة مقري الحادة تعود إلى أهمية الغنوشي كرأس حربة للتنظيم الدولي في شمال أفريقيا، حيث إنّ حركة مجتمع السلم وجدت نفسها وحيدة بعد سقوط الجماعة في تونس والمغرب.

إخوان موريتانيا وتدخل فج

في موريتانيا أصدر حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، الذراع السياسية للإخوان، بياناً حاداً، في 20 نيسان (أبريل) الماضي، أعرب فيه عن قلقه جراء اعتقال رئيس حركة النهضة، وتجاوز ذلك إلى إدانة إغلاق المقار العامة للحركة، واصفاً إجراءات السلطات الأمنية التونسية بأنّها "حلقة جديدة من مسلسل القمع ومصادرة الرأي، والتضييق على الحريات العامة للشعب التونسي وقواه الحية". وزعم الحزب الإخواني أنّ ذلك يتناقض مع "أبسط الأعراف الديمقراطية والقيم الأخلاقية والعدالة الإنسانية".

 القيادي الإخواني، والرئيس السابق لحركة مجتمع السلم (حمس) الجزائرية، عبدالرزاق المقري

وأعرب حزب (تواصل) عن إدانته بأشد العبارات اعتقال راشد الغنوشي، واعتبر ذلك "مساساً بحرية الرأي والتعبير التي تكفلها القوانين الدولية والممارسات الديمقراطية". وطالب "قادة الرأي العام، وكل الأحرار حول العالم، بإدانة هذا التصرف الذي أقدمت عليه السلطات التونسية، وبذل كل الجهود لإطلاق سراح الشيخ"، في استدعاء فج للتدخل الخارجي، كما طالب (تواصل) "السلطات التونسية بالعودة إلى المسار الديمقراطي الصحيح، وإطلاق سراح كافة معتقلي الرأي".

تضامن إخوان العراق مع الغنوشي

وفي العراق وصف الحزب الإسلامي العراقي، الذراع السياسية للإخوان، اعتقال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بالحدث المؤسف، الذي ينذر بتطورات خطيرة تمس الحياة السياسية في تونس. وزعم الحزب في تصريح صحفي أنّ إقدام السلطات التونسية على اعتقال شخصية سياسية بوزن الغنوشي، واستمرار عمليات الإغلاق والمنع بحق حركة النهضة، "إنّما هو رجوع بالزمن إلى الوراء، والتخلي طواعية عن كافة المكاسب التي جناها الشعب التونسي، بالتحرر من النظام المستبد الذي كان يحكمها.

القيادي الأبرز في التنظيم الدولي، وأمين عام منتدى كوالالمبور، واصل مزاعمه  قائلاً: إنّ هذا السلوك يمثل خطراً داهماً، ليس على استقرار تونس فقط، بل على الجزائر والمنطقة كلها

الحزب الإسلامي العراقي انتهج خطاباً تحريضياً ضدّ السلطات التونسية، وقال: إنّ "الأوطان الحرة والمستقرة لا تُبنى على منهج تكميم الأفواه، ومصادرة الرأي، والاعتقال والاعتداء على الحريات". وطالب بسرعة إطلاق سراح الغنوشي ورفاقه، وإعادة الأمور إلى نصابها، وذلك قبل فوات الفرصة دون رجعة، بحسب مزاعم البيان.

إخوان سوريا على خط التضامن

خرجت جماعة إخوان سوريا، من مقرها في تركيا، ببيان تضامني مع الغنوشي، الذي ادّعت أنّه كان ينتهج خطاً سياسياً إصلاحياً ومعتدلاً، لكنّ "اجتهاداته المنفتحة للتعايش، بعيداً عن الغلو والتطرف لم تمنع قوى الهيمنة والاستبداد في تونس من الانقلاب عليه، وعلى الديمقراطية ونتائج الانتخابات البرلمانية"، بحسب نص البيان، الذي أضاف: "ها هم أولاء اليوم يعتقلون الرجل الثمانيني، رئيس البرلمان المنتخب، بطريقة عنيفة تشي بالهمجية والاستهانة بكل حقوق الإنسان التي أقرتها القوانين الدولية".

خرجت جماعة إخوان سوريا، من مقرها في تركيا، ببيان تضامني مع الغنوشي

وتابعت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا بيانها قائلة: "ندين ونستنكر اعتقال الأستاذ راشد الغنوشي، ونطالب السلطات التونسية بالإفراج عنه حالاً، والكفّ عن هذه الممارسات القمعية التي تهدد مصلحة الشعب التونسي وحقه في الحياة الحرة الكريمة. قبل أن تختم بالآية الكريمة: (وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون)"، في إشارة إلى النظام التونسي؛ ممّا يعكس انزعاج الجماعة في سوريا من اعتقال العقل المدبر لتسفير الشباب التونسي إلى الجهاد في سوريا، بالتواطؤ مع الإخوان.

مواضيع ذات صلة:

ما حقيقة صداقة الغنوشي بأردوغان؟

إيقاف راشد الغنوشي والاحتفاظ به... ما أسبابه ودلالاته وتداعياته؟

ما تداعيات اعتقال راشد الغنوشي على مستقبل حركة النهضة الإخوانية؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية