دفعت التصريحات العشوائية غير المسؤولة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان فيما يتعلق بأزمة الرسوم المسيئة للإسلام، والتي سعى لاستثمارها سياسياً، إلى توليد عدّة حوادث ضدّ أتراك موالين له مقيمين في بعض دول الاتحاد الأوروبي، وخصوصاً فرنسا وألمانيا.
ويرى مراقبون، أنّ هذه التهديدات للمسلمين تعكس حجم التأثير السلبي للمنظمات الإسلامية ذات الطابع المتشدد والفكر الإخواني في تلك الدول.
ووفقاً لما ذكرته وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية، فقد قال مواطن تركي يعيش في فرنسا، إنّ متجر شقيقه بمدينة "نانت" شمال غربي البلاد، تعرّض لتحطيم واجهته، وبعثرة محتوياته من الداخل، فضلا عن كتابة عبارات عنصرية معادية للأتراك على جدرانه.
وأوضح أن تلك العبارات تضمنت إساءات عنصرية استهدفت الأتراك، من قبيل "عودوا لدياركم"، و"ارحلوا عنا"، و"فليحيا الخنزير"، و"فرنسا للفرنسيين"، و"الموت للأتراك".
ولفت إلى أن شقيقه يغلق متجره منذ أسبوع لمرضه، وأنهم يعيشون في المدينة هو وشقيقه منذ 7 سنوات، وأن هذه أول مرة يرى فيه مثل هذه التجاوزات.
ولفت إلى أن فرنسا شهدت في الفترة الأخيرة زيادة كبيرة في الضغوط التي تمارس على الأتراك والمسلمين بشكل عام، مُضيفًا "يكفي إلى هذا الحد، فنحن لا نعتدي على أحد ولا نرتكب أخطاءً، فالجميع يعرفون الشعب التركي جيدًا".
وأشار إلى تقاعس الشرطة الفرنسية في القدوم إلى مكان الحادث، موضحًا أن عناصرها لم يأتوا إلا بعد الاتصال بهم لثلاث مرات.
أما في ألمانيا، فقد تلقى جامع في بلدة "هوفينغن" بولاية "بادن فورتمبيرغ" جنوب غربي ألمانيا، رسالة تهديد تحوي عبارات مناهضة للإسلام عبر البريد.
واحتوت الرسالة المبعوثة إلى جامع "المسجد الأقصى"، التابع للاتحاد التركي الإسلامي، عبارتي "الإسلام لا ينتمي إلى ألمانيا ولا أوروبا"، و"سنقضي على الإسلام والإسلاميين في ألمانيا".
وأوضح رئيس الجمعية المسؤولية عن "المسجد الأقصى" هاكان طاشدمير، أنهم لم يواجهوا موقفا كهذا منذ تأسيس الجامع عام 1996، معربا عن أسفهم الشديد إزاء هذا الاعتداء.
وقال في بيان "لدينا علاقات وثيقة مع الإدارات المحلية وجيراننا، وبابنا مفتوح للجميع وهكذا نقوم بأنشطتنا، ونواصل أعمالنا وسط مناخ من التضامن والاتحاد".
وأكد طاشدمير، أن الشرطة بدأت تحقيقاتها بخصوص الرسالة.
ويقول خبراء في الإسلام السياسي أنّ تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا في أوروبا، يعكس حجم التأثير السلبي للمنظمات الإسلامية ذات الطابع المُتشدد والفكر الإخواني، كالاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية في ألمانيا "ديتيب"، والذي تتهمه منظمة تابعة للكنيسة الإنجيلية في ألمانيا بأنّه يسعى لعزل المسلمين عن مجتمعاتهم.
ويقدّر عدد المسلمين في ألمانيا بحوالي 5 ملايين شخص، أي حوالي 6 % من إجمالي السكان، غالبيتهم أتراك أو من أصول تركية. ويزيد عدد العرب عن مليون، غالبيتهم من السوريين الذين بلغ عددهم حوالي 750 ألفاً نهاية العام الماضي.
وتذهب تقديرات المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا إلى أنّ عدد المساجد في البلاد بلغ حوالي 2500 مسجد، كما وقدّرها خبراء في البرلمان الألماني (بوندستاغ): بين 2350 و2750 مسجداً.
وقد كثرت في الآونة الأخيرة عمليات إخلاء مساجد في ألمانيا بعد تلقيها تهديدات بوجود قنابل.
عن "أحوال" تركية