تسليم الفدية في مناطق نفوذ حزب الله بلبنان... تطورات حادثة اختطاف الطفل فواز

تسليم الفدية في مناطق نفوذ حزب الله بلبنان... تطورات حادثة اختطاف الطفل فواز


08/02/2022

روى ذوو الطفل السوري فواز قطيفان تفاصيل خطفه، والتهديدات المروعة التي يتلقونها بحق المخطوف، بدءاً من ضرب الطفل إلى تهديدات بقطع الأصابع، وسط متابعة كاملة للقضية من قبل الجهات المعنية.

ونقلت صحيفة "الوطن" السورية عن عمّ الطفل مصعب قطيفان عن الحادثة في ظل الصدمة التي تعيشها العائلة، وخصوصاً أهل الطفل المخطوف، حتى إنّ الوالد لم يستطع الحديث لأنّه حتى الآن لم يستفق من الصدمة الكبيرة التي أصابته عندما سمع بخبر اختطاف ابنه الوحيد، كما أنّ جدته أم والده تعرّضت لوعكة صحية خطيرة، حسب رواية عم الطفل فواز.

الخاطفون يرسلون مقطع فيديو يظهر فيه الطفل فواز وهو يُعذّب، مهددين بأنّه بعد انتهاء المهلة المحددة يوم الأربعاء ، فإنّهم سيعمدون إلى تعذيب فواز بقطع أصابعه

وبيّن عم الطفل فواز أنّ ابن أخيه تعرّض للخطف نحو الساعة الـ7 والنصف صباحاً، وهو في طريقه إلى المدرسة، على يد (3) رجال ملثمين وامرأة ترتدي خماراً يركبون درجات نارية، وأنّ عملية الخطف تمّت في مكان مزدحم، مشيراً إلى أنّ مهمة المرأة هي أن تدل الخاطفين على الطفل فواز.

وبيّن أنّ الخاطفين تواصلوا معه على تطبيق "الواتس آب" أوّلاً، ومن ثمّ على التلغرام برقم مخفي، مضيفاً: في اليوم الـ5 من تاريخ اختطافه أرسلوا إليه صورة للطفل فواز، حتى يثبتوا أنّ الطفل موجود لديهم.

وأشار مصعب إلى أنّ الخاطفين في البداية طلبوا مبالغ كبيرة نحو (200) ألف دولار، وأنّهم أصرّوا على أنّ المبلغ يجب أن يكون بالدولار.

وأكد أنّه بعد مفاوضات طويلة مع الخاطفين تمّ تخفيض المبلغ إلى (500) مليون ليرة سورية.

الفنان عبد الحكيم قطيفان يؤكد أنّ العائلة قادرة على جمع مبلغ الفدية، دون الحاجة لمساعدة، ويُحذّر من عملية النصب والابتزاز باستغلال اسم الطفل فواز

وأوضح عم الطفل فواز أنّه تم تأمين (250) مليون ليرة، بعدما تم بيع أرض تُعتبر إرثاً للعائلة، وبعد التواصل مع الخاطفين وإخبارهم بأنّه تم تأمين هذا المبلغ مع إمكانية استقراض (50) مليون ليرة أخرى ليصل المبلغ إلى (300) مليون، مقابل إعادة الطفل فواز لأمّه وجدته وأخواته البنات ولأقربائه وإلى سورية، إلا أنّهم رفضوا ذلك.

وأضاف: ثم أرسلوا مقطع الفيديو الذي ظهر فيه الطفل فواز وهو يُعذّب على أيدي خاطفيه، مهددين أنّه بعد انتهاء المهلة المحددة يوم الأربعاء المقبل فإنّهم سيعمدون إلى تعذيب فواز بقطع أصابعه "كلّ يوم أصبع".

وبيّن أنّ والد الطفل فواز مغترب في الكويت، وهو عامل عادي ليس لديه أموال، وأنّ ما يجنيه من عمله لا يكفي إلا لتأمين قوت عائلته.

من جهته، أكد قائد شرطة درعا العميد ضرار الدندل أنّه تمّت متابعة القضية منذ اللحظات الأولى من تاريخ تبليغ ذوي المخطوف بحادثة الخطف، وتمّ اتخاذ الإجراءات القانونية والتقنية اللازمة، مشيراً إلى أنّ جرائم الخطف دقيقة وحساسة، وأيّ خطأ بسيط فيها من الممكن أن يؤدي إلى كوارث، لكن بعد انتشار فيديو التعذيب ظهر الموضوع إلى العلن.

وفي تصريح لصحيفة "الوطن" أضاف الدندل: جرت العادة في جرائم الخطف في أيّ مجتمع أن يضع الخاطفون شروطاً أساسية على أهل المخطوف، وهي عدم إعلام أيّ جهة أو سلطة، وإلا سيتمّ إيذاء المخطوف.

أبو صافي: أم فواز قالت إنّه سيتمّ ترتيب عملية تسليم الفدية واسترجاع الطفل في وقت قريب، وقد طلبت العصابة تسليم الأموال في الجنوب اللبناني

وبيّن أنّه يومياً كان على تواصل مع عمّ الطفل، وتمّ حصر الموضوع به حتى لا يكون هناك تشعبات أخرى، مشيراً إلى أنّ هناك متابعة حثيثة من وزير الداخلية.

وأعرب الدندل عن تفاؤله بأن يتمّ الوصول إلى نتائج إيجابية في القريب العاجل بخصوص قضية الطفل فواز.

وفي سياق متصل، قال الفنان السوري عبد الحكيم قطيفان، في فيديو نشره على صفحته على فيسبوك: إنّ العائلة "ستجمع مبلغ الفدية" للإفراج عن طفلها.

وأكد قطيفان أنّ العائلة قادرة على جمع مبلغ الفدية، دون الحاجة لمساعدة، معبّراً عن شكره لكلّ من مد يد العون.

وأشار إلى أنّ العائلة لم تطلب جمع مبلغ الفدية "لا من جمعية ولا من أحد، وعندما نعجز سنطلب ذلك، وسنجمع الفدية خلال ساعات".

وحذّر قطيفان من "استغلال موضوع فواز للابتزاز، أو لتقديم تبرعات ومساعدات لا يعرف إلى أين تذهب".

وصول قوات عسكرية تابعة لـ "الفيلق الخامس" المدعوم روسيّاً، وبعض من قوات النظام، إلى بلدة إبطع بريف درعا الأوسط، وتطويقها على خلفية قضية الطفل المختطف

وانتشر وسم #أنقذوا_الطفل_فواز على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل العمل على إطلاق سراحه، بعدما انتشر مقطع فيديو له يوثق تعرّضه للعنف والتعذيب على يد خاطفيه.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد نشر في مشهد مؤلم لا يحتمل، مقطعاً مصوراً لطفل مختطف يتعرّض للتعذيب والضرب بغية إجبار ذويه على دفع فدية كبيرة مقابل إعادته إليهم.

ويظهر الطفل البالغ من العمر (6) أعوام في الفيديو وهو يتعرّض للضرب بشكل وحشي بما يبدو أنّه حزام جلدي، وهو مستلقٍ على سرير، ويبكي ويتوسل خاطفيه أن يتوقفوا عن ضربه، قائلاً: "مشان الله لا تضربوني".

وفي الإطار ذاته، قال الناشط السوري عبد الباسط أبو صافي، وهو من محافظة درعا بجنوب سوريا، في تصريح صحفي لشبكة الحرة: إنّ الأسرة تمكنت من تجميع مبلغ (400) مليون ليرة سورية، حوالي (130) ألف دولار، بعد أن تمّ التفاوض مع المختطفين على تخفيض المبلغ من (700) مليون .

وقال أبوصافي: إنّ محمد قطيفان، والد الطفل، اضطر لبيع أرضه وبيته بما يقارب من مبلغ (250) مليون ليرة، وحصل على تبرعات من "أهل الخير" لتأمين باقي المبلغ.

وأشار إلى حملات "نهب ونصب" لجمع أموال باسم الطفل تحت دعوى تقديمها للاجئين، محذراً من الاستجابة لأيّ حملات من هذا النوع، بعد أن تم تأمين المبلغ بالفعل.

ويشير الناشط، نقلاً عن أم فواز، إلى أنّه سيتم ترتيب عملية تسليم الفدية واسترجاع الطفل "في وقت قريب وربما في أي وقت"، وقد طلبت العصابة تسليم الأموال في الجنوب اللبناني وتسليم الطفل في درعا.

هذا، ونقل المرصد من مصادر خاصة معلومات تتعلق بوصول قوات عسكرية تابعة لـ "الفيلق الخامس" المدعوم روسيّاً، وبعض من قوات النظام، إلى بلدة إبطع بريف درعا الأوسط، وتطويقها بشكل كامل للوقوف على خلفية قضية الطفل المختطف، بعد ورود معلومات بأنّ الطفل متواجد لدى العصابة في البلدة.

يُذكر أنّ الطفل ينحدر من بلدة إبطع في ريف درعا الأوسط، وقد اختطف في 2 تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، أثناء ذهابه إلى المدرسة مع شقيقته.

إلى ذلك، تبلغ قيمة الفدية (500) مليون ليرة سورية أي نحو (150) ألف دولار أمريكي.

يشار إلى أنّ كلاً من مناطق سيطرة النظام السوري والمناطق التي تسودها حالة من الفوضى الأمنية، مثل بعض المحافظات كدرعا والسويداء ودمشق، تنتشر فيها عصابات تخصصت في خطف الأشخاص مقابل الحصول على فدى ومبالغ مالية كبيرة.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية