تركيا في مأزق... فصائل عسكرية سورية تتناحر.. ما القصة؟

تركيا في مأزق... فصائل عسكرية سورية تتناحر

تركيا في مأزق... فصائل عسكرية سورية تتناحر.. ما القصة؟


19/10/2022

نشرت تركيا أمس تعزيزات عسكرية في مواقع حول قرية كفر جنة التي سيطرت عليها هيئة تحرير الشام أول من أمس، من فصيلين منافسين ينتميان للجيش الوطني السوري المعارض المدعوم من أنقرة، ويأتي التحرك التركي بعد انهيار هدنة هشة كانت قد رعتها سلطة الاحتلال التركي بين الفصائل المتناحرة.

وتنذر الاضطرابات الأمنية وتمدد الفصيل الجهادي المدرج ضمن قوائم الإرهاب في الكثير من الدول، وتوسيع مناطق نفوذه إلى الحدود التركية، بإرباك سلطة الاحتلال التركي في شمال سوريا، وتسعى للحفاظ على زخم المبادرة وإدارة تلك المنطقة من خلال فصائل سورية موالية لها، وفق ما نقل موقع "أحوال تركيا".

تركيا تنشر تعزيزات عسكرية في مواقع حول قرية كفر جنة التي سيطرت عليها هيئة تحرير الشام من فصيلين مواليين لها

وتحاول تركيا دفع طرفي القتال للعودة إلى طاولة المفاوضات ووضع حدّ للاضطرابات الأمنية، وتخشى من أن تتمدد سيطرة هيئة تحرير الشام الإسلامية المتطرفة.

وقد اتخذت الدبابات والمدرعات التركية مواقع حول قرية كفر جنة لوضع حدّ للاقتتال، والضغط على طرفي النزاع للعودة إلى الحوار من أجل التوصل إلى اتفاق إطلاق نار من الجانبين.

وقال وائل علوان، وهو مسؤول سابق في المعارضة وعلى اتصال بالطرفين، لوكالة "رويترز": إنّ تركيا تدخلت الآن لوقف الصراع ووقف تقدم هيئة تحرير الشام، وحمل الجانبين على الجلوس إلى طاولة التفاوض لتنفيذ الاتفاق.

تركيا تحاول دفع الفصائل للعودة إلى طاولة المفاوضات ووضع حدّ للاضطرابات الأمنية، وتخشى من أن تتمدد هيئة تحرير الشام 

وتصاعدت التوترات في شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة المسلحين، لأسباب على رأسها الخلافات الإيديولوجية بين المسلحين الإسلاميين والفصائل المسلحة ذات الميول القومية.

وعمل ضباط الجيش والأمن الأتراك الأسبوع الماضي على إعادة الفصائل المتقاتلة إلى طاولة المفاوضات لتنفيذ اتفاق سلام تم التوصل إليه السبت الماضي، وأدى إلى توقف القتال ليوم واحد بعد (5) أيام من الاشتباكات التي خلفت عشرات القتلى من الجانبين، إلا أنّ القتال تجدد أول من أمس بعد تبادل الاتهامات بنقض الاتفاق الذي توسطت فيه تركيا وتضمّن انسحاب المقاتلين الجهاديين من مدينة عفرين التي سيطروا عليها من فصائل أخرى، وقد وافق هؤلاء المسلحون على العودة إلى مواقعهم بعيداً عن المدن المأهولة بالسكان.

وقال (3) من قادة المسلحين: إنّ الروس صعّدوا في الأيام القليلة الماضية من ضرباتهم في رسالة من موسكو مفادها أنّها ستضرب دون هوادة المناطق التي تقع الآن تحت نفوذ الجماعة الجهادية.

من جهتها، قالت السفارة الأمريكية في دمشق: "نشعر بالقلق من التوغل الأخير لهيئة تحرير الشام، وهي منظمة إرهابية في شمال حلب، يجب انسحاب تلك القوات من المنطقة على الفور".

تركيا تحاول دفع الفصائل للعودة إلى طاولة المفاوضات ووضع حدّ للاضطرابات الأمنية، وتخشى من أن تتمدد هيئة تحرير الشام 

وتشهد مناطق سيطرة القوات التركية في شمال سوريا تغيراً في خارطة النفوذ مع دخول هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) إليها إثر اقتتال داخلي بين فصائل محلية موالية لأنقرة.

وتدور التطورات الأخيرة في ريف محافظة حلب الشمالي، في منطقة حدودية مع تركيا سيطرت عليها الأخيرة مع فصائل سورية موالية لها إثر عمليات عسكرية عدة نفذتها في سوريا منذ العام 2016.

ويتقاسم حوالي (30) فصيلاً منضوياً في إطار ما يُعرف بـ"الجيش الوطني السوري"، الموالي لأنقرة، السيطرة على منطقة حدودية تمتد من جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي إلى عفرين في ريفها الغربي، مروراً بمدن رئيسية مثل الباب وأعزاز.

وتضم الفصائل بشكل رئيسي مقاتلين سابقين في مجموعات معارضة مسلّحة تم إجلاؤهم من مناطق سورية أخرى إثر هزيمة فصائلهم أمام قوات النظام السوري، مثل الجبهة الشامية التي كانت تنشط في مدينة حلب، أو جيش الإسلام الذي كان يُعدّ الفصيل المعارض الأبرز قرب دمشق.

ومن بين الفصائل أيضاً مجموعات تنشط أساساً في الشمال، مثل فصيل السلطان مراد، وأخرى برزت مع العمليات العسكرية التركية، ومنها فصيلا الحمزة وسليمان شاه.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية