تحذيرات أممية من حصول حرب أهلية في إثيوبيا

تحذيرات أممية من حصول حرب أهلية في إثيوبيا


09/11/2021

حذّرت منظمات دولية، ودول، من أنّ حصول حرب أهلية في إثيوبيا يُعدّ "خطراً حقيقياً للغاية"، تزامناً مع استمرار التحركات الدولية من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار، كخطوة أولية من أجل سلام مستدام في هذا البلد.

وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام -خلال جلسة لمجلس الأمن خُصصت للوضع في إثيوبيا- روزماري ديكارلو: إنّ انزلاق إثيوبيا إلى حرب أهلية واسعة النطاق خطر حقيقي للغاية، ومن شأن ذلك إذا حدث أن يتسبب في كارثة إنسانية، وأن يضرّ بمستقبل البلد الذي وصفته بالمهم، بحسب وكالة "رويترز".

ديكارلو: انزلاق إثيوبيا إلى حرب أهلية واسعة النطاق خطر حقيقي للغاية ومن شأن ذلك إذا حدث أن يتسبب في كارثة إنسانية

وأوضحت أنّ نحو 7 ملايين شخص في شمالي إثيوبيا يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية.

ولفتت ديكارلو إلى تقدّم قوات تيغراي جنوباً نحو أديس أبابا بالتنسيق مع جيش تحرير أورومو.

وأضافت أنّ الصراع الذي استمر عاماً في منطقة تيغراي في إثيوبيا أخذ أبعاداً كارثية، موضحة أنّ القتال يضع مستقبل البلاد وشعبها واستقرار منطقة القرن الأفريقي الأوسع في حالة من عدم اليقين.

أمّا المندوبة الأمريكية بمجلس الأمن، فقد قالت إنّ الحل الوحيد للنزاع في إثيوبيا سياسي، مؤكدة الدور المهم الذي يلعبه الاتحاد الأفريقي في ذلك.

وطالبت قوات تيغراي بالانسحاب من عفر وأمهرة، ووقف التقدم نحو أديس أبابا، داعية الحكومة الإثيوبية إلى احترام القانون الدولي، وبدء مفاوضات لوقف إطلاق النار من دون شروط.

وكشف الممثل الأعلى للاتحاد الأفريقي أنه سيقوم بزيارة إقليمي أمهرة وعفر في إثيوبيا اليوم.

المندوبة الأمريكية بمجلس الأمن تطالب قوات تيغراي بالانسحاب من عفر وأمهرة، ووقف التقدم نحو أديس أبابا، والحكومة الإثيوبية لبدء المفاوضات

من جهته، قال مندوب الصين بالأمم المتحدة: إنّ ممارسة الضغوط على إثيوبيا ستصعب إمكانية التوصل لحلّ الأزمة، ودعا الحكومة الإثيوبية لضبط النفس والحوار تجنباً للتصعيد في تيغراي.

هذا، وأعلن الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة أنّ هناك "نافذة ضيقة" تشكلّ فرصة لإنهاء القتال في إثيوبيا.

وقد أبلغ مبعوث الاتحاد الأفريقي الرئيس النيجيري السابق ألوسيجون أوباسانجو، ومساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، مجلس الأمن التابع الأمم المتحدة بوجود هذه الفرصة.

وفي تصريح من نيجيريا قال أوباسانجو: إنهم يأملون بحلول نهاية الأسبوع أن يكون لديهم برنامج يوضح كيف يمكنهم تحقيق وصول المساعدات الغذائية، وانسحاب القوات بشكل يرضي جميع الأطراف.

وأضاف: "كلّ هؤلاء القادة في أديس أبابا وفي الشمال متفقون، كلّ طرف على حدة، على أنّ الخلافات بينهم سياسية، وتستوجب حلّاً من خلال الحوار".

وشدّد أمام المجلس الذي يتضمن 15 عضواً على أنّ نافذة اغتنام الفرصة "ضيقة جداً والوقت قصير".

وقال سفير إثيوبيا لدى الأمم المتحدة تاي أتسكي سيلاسي أمدي لمجلس الأمن الدولي: "طريقنا إلى الحوار والحل السياسي لن يكون مباشراً أو سهلاً".

أوباسانجو: نأمل بحلول نهاية الأسبوع أن يكون لديهم برنامج يوضح كيف يمكنهم تحقيق وصول المساعدات الغذائية وانسحاب القوات في إثيوبيا

وأضاف: "نركز في الوقت الحالي على كبح جبهة تحرير تيغراي، وعلى عمليات الإنقاذ، والوصول إلى مواطنينا الذين يعانون بشدة".

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قد قال: إنّ بلاده لن تتفكك، وستبقى، وستهزم من وصفهم بأعدائها.

وفي حفل لجمع التبرعات للمجهود الحربي، دعا آبي أحمد شعبه لدعم إثيوبيا بالأموال وخدمتها بالعلم، وفق وكالة "فرانس برس".

وقال وزير الدولة الإثيوبي للشؤون الخارجية رضوان حسين: إنّ قرار عدم التفاوض مع المجموعات التي صُنفت إرهابية ما زال قائماً.

وأضاف الوزير أنّ أديس أبابا لن ترضخ للضغوط التي تمارس عليها، وأنها تتمسك باستقلالية قرارها.

بالمقابل، قال قائد جيش تحرير أورومو في إثيوبيا جال مورو: "إنّ قواته اقتربت من العاصمة، وتستعد لشنّ هجوم آخر، وتوقع أن تنتهي الحرب في وقت قريب جداً".

وذكر مورو أنّ المقاتلين الموالين للحكومة بدؤوا بالانشقاق، وأنّ مقاتلي جبهة تحرير أورومو أصبحوا قريبين للغاية من النصر، حسب تعبيره.

وأكد قائد جيش تحرير أورومو أنّ الحكومة الفيدرالية تحاول فقط كسب الوقت، وإثارة حرب أهلية في البلد، ولهذا تدعو الشعب للقتال.

ووفق تقديرات الأمم المتحدة، يعيش نحو (400) ألف من سكان شمال تيغراي في ظروف شبيهة بالمجاعة، بعد مرور عام على اندلاع الحرب.

وبدأ الصراع في تشرين الثاني (نوفمبر) 2020، عندما قامت قوات موالية لجبهة تحرير شعب تيغراي بالاستيلاء على قواعد عسكرية في تيغراي.

وتسببت الحرب بمقتل الآلاف، وبنزوح أكثر من مليوني شخص من منازلهم.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية