تحالف الجيش الراسخ مع الكيزان والفلول هو السبب

تحالف الجيش الراسخ مع الكيزان والفلول هو السبب

تحالف الجيش الراسخ مع الكيزان والفلول هو السبب


02/11/2023

يوسف السندي

في الشهور الماضية لم ينقل الدعم السريع الحرب الى مناطق حواضنه الاجتماعية في غرب السودان، لكنه أصبح مضطرا لذلك بعد تدخلات الاستخبارات الكيزانية التي أرادت ان تثير قبائل الغرب ضد الدعم السريع في خطة عسكرية مفهومة ، ان تثير القلاقل في الحزام الاجتماعي الذي يدعم الدعم السريع بالرجال ، وبالتالي اشغال الدعم السريع بنفسه وشغل جنوده بما يجري في مناطقهم ، ولكن يبدو ان كيزان الجيش تسرعوا كما هي عادتهم أطلقوا الحرب متسرعين وهم يظنون حسمها يسير في ست ساعات فقط ، ثم اشعلوا الفتن القبلية في مناطق الدعم السريع قبل ان يوفروا للفرق العسكرية هناك أي دعم عسكري ، فانقلبت الآية عليهم ، وتساقطت الفرق بسرعة غريبة ومحرجة في يد الدعم السريع حتى ان الفرقة ٢٢ زالنجي سلمت بدون قتال.

أراد كيزان الاستخبارات العسكرية نقل الحرب الى مناطق الدعم السريع عبر تنفيذ سياسة (فرق تسد) بين القبائل هناك ، ولكنهم فشلوا بصورة مخجلة ، وهاهو الدعم السريع الان قد أمن ظهره وسيتفرغ اكثر لحرب العاصمة وغيرها ، مما يعني تمدد الحرب للأسف وليس انحسارها.

استمرار شرفاء القوات المسلحة في الصمت على قيادة الجيش الكيزانية ومليشياتهم سوف يدفعون ثمنه في انفسهم. صمت شرفاء الجيش عن انقلاب ١٩٨٩م مع ان كل القوى السياسية نبهت الجيش الى أن واجبه الاساسي هو حماية حكم الشعب، وأن التفريط في حكم الشعب يعني التفريط في سلامة وامن وتماسك البلد ، لم يستمع لهم ضباط وجنود الجيش ،(سدوا دي بطيئة ودي بعجينة)، فانزلقت البلاد في عهد الانقاذ في مستنقع حروب ، وبدل حرب في الجنوب فقط ظهرت الحرب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق وشرق السودان ، وانفصل ثلث السودان بعيدا ، وخاض الجيش كل هذه الحروب كثمن لخيانته لحكم الشعب ورفضه الاستماع لصوت القوى السياسية التي هي عنقاء السياسة في البلد.

بعد خلع المخلوع بثورة ديسمبر ، حاولت القوى السياسية ان توضح للجيش ان مسألة تعدد الجيوش لابد لها من حل قبل ان تقود للحرب ، وأن مسألة تدخل الجيش في السياسة ودعم طرف سياسي على اخر هو السبب الرئيسي في حمل الاخرين للسلاح واندلاع الحروب ، وأن الجيش يجب ان يكون بعيدا عن السياسة يحمي الارض والعرض والدستور وحكم الشعب ، لكن الجيش ضرب بكل هذه التوضيحات عرض الحائط ونصب نفسه الوصي على السياسة والحكم في السودان ، وبدل ان يفي بعهده في الوثيقة الدستورية مع الثوار انقلب عليها داعما للكيزان وفلولهم ، وكانت هذه هي اللحظة التي خرج بفعلها البلد من المسار الصحيح واتجه بسرعة جنونية نحو الهاوية.

حاول السياسيون مجددا معالجة خطأ الجيش والكيزان والفلول الكارثي وفرملة انحدار البلد نحو الهاوية ، فقدموا اتفاقا اطاريا يحل أزمة الحكم ويعالج مسألة تعدد الجيوش سلميا ويخرج الجيش بشرف من السياسة ويستعيد حكم الشعب ، الا ان الجيش بتحالفه الراسخ مع الكيزان والفلول رفضوا كل هذا وانسحبوا من الاطاري ، فضل الجيش الكيزان والفلول على السودان ، فضل الحرب على السلام ، فضل الفوضى على الاستقرار، فشجع هذا مليشيات الكيزان على اشعال الحرب فجر ١٥/ابريل لكي يقضون بضربة واحدة على قوى الثورة وعلى بندقية الدعم السريع ويحكمون البلد مجددا بقبضة من حديد ، ولكنهم أخطأوا التقدير في الحسابات العسكرية ، أخطاءوا خطا فادحا ومكلفا لهم وللبلد ، اذ وضح ان الدعم السريع كان جاهزا عسكريا بصورة لم يتوقعها الكيزان ولا في أسوأ كوابيسهم الليلية وهاهو الان متقدما عليهم في ميادين القتال.

مازالت القوى السياسية في نفس موقفها الأول والاستراتيجي تعلم أن هذه الحرب والحروب السابقة لها والانفصال والدمار وانحطاط السودان كله ناتج عن سبب واحد هو استخدام السلاح وسيلة للسيطرة على الحكم ، وأن علاج كل هذه الهيلمانة والموت والنزوح والدمار واحد لا غير وهو روزنامة الحكم المدني والتي تحتوي على (سلطة شعب مدنية ، جيش مهني قومي واحد داخله كل حملة السلاح، خروج الجيش من السياسة) ، اذا لم يتم التواثق على هذه الروزنامة وتطبيقها كتلة واحدة فان الحرب ستستمر في بلادنا حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.

عن "الراكوبة"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية