"بلومبيرغ": الإمارات وإسرائيل تضغطان على واشنطن للحصول على ضمانات أمنية

"بلومبيرغ": الإمارات وإسرائيل تضغطان على واشنطن للحصول على ضمانات أمنية


15/03/2022

تضغط الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل على الولايات المتحدة لصياغة إستراتيجية أمنية للشرق الأوسط في حالة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، حيث توفر الحرب الجارية في أوكرانيا وارتفاع أسعار النفط نفوذاً للحصول على ضمانات فشلوا في تأمينها في عام 2015. هذا ما نقلته شبكة "بلومبيرغ" الأمريكية عمّن وصفتهم بـ "خمسة أشخاص مطلعين على الأمر، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لأن المناقشات خاصة". وأضافوا أنّ الإمارات وإسرائيل، الذين أقاموا علاقات دبلوماسية في عام 2020، يطالبون بنهج متماسك يتضمن تعزيز الدفاع الصاروخي وتبادل المعلومات الاستخباراتية. وتفيد الشبكة الأمريكية بأنّ إسرائيل والإمارات العربية المتحدة تواصلتا مع مسؤولي إدارة جو بايدن بشكل منفصل، لكنهما تنسقان وسط مخاوف من أن تستخدم إيران مكاسب نفطية غير متوقعة لتوجيه المزيد من الأموال إلى الجماعات المسلحة بالوكالة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، على حد قول ثلاثة أشخاص.

اقرأ أيضاً: مفاوضات نووي إيران رهينة أزمة أوكرانيا... وواشنطن تخطط لإبعاد روسيا

ونقلت الشبكة عن مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية قوله إنّ الولايات المتحدة ملتزمة بمنطقة يكون فيها شركاؤها في مأمن من "العدوان الخارجي" وتعمل معهم لمواجهة تهديدات إيران. وأشار مسؤول كبير في إدارة بايدن إلى أنّ هناك مناقشات جارية حول مشهد التهديد المتطور. ولم يؤكد المسؤولون أي التزام أمريكي بخطة محددة أو جديدة.

وعارضت حكومات دول الخليج العربية وإسرائيل اتفاق 2015 الذي حدّ من البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات، قائلين إنه فشل في معالجة مخاوفهم بشأن قدرات الصواريخ الباليستية لإيران، أو دعمها لميليشيات من بينها حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن. وتفاقم الاستياء منذ ذلك الحين، ما دفع حكومات دول الخليج العربية إلى توسيع العلاقات مع روسيا والصين كوسيلة تحوّط من فك الارتباط الأمريكي المستمر عن المنطقة. وتذكر "بلومبيرغ" أنّ العلاقات تدهورت لدرجة أنها كانت مترددة في الالتفاف حول جهود الولايات المتحدة لعزل موسكو وطمأنة أسواق الطاقة؛ حيث أدى غزو الرئيس فلاديمير بوتين لأوكرانيا إلى ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في 13 عاماً.

عارضت حكومات دول الخليج، وإسرائيل اتفاق 2015 الذي حدّ من البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات، قائلين إنه فشل في معالجة مخاوفهم بشأن قدرات الصواريخ الباليستية لإيران

وقد تم تعليق المحادثات لإحياء الاتفاق النووي الأسبوع الماضي بعد 11 شهراً من المباحثات مع عدم وجود بدائل واضحة للتعامل مع الأنشطة النووية المتسارعة لطهران، ما قد يزيد المخاوف الأمنية الإقليمية.

النفط من أجل الأمن

وتقول "بلومبيرغ": إنّ تصميم إدارة بايدن على تهدئة أسواق الطاقة حتى مع تشديد العقوبات قد منح الإمارات، ثالث أكبر منتج في منظمة أوبك، نفوذاً جديداً في المناقشات مع المسؤولين الأمريكيين. وقد زارت باربرا ليف، كبيرة مديري الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أبو ظبي الأسبوع الماضي لتخفيف التوترات.

اقرأ أيضاً: الاتحاد الأوروبي يعلن توقف مفاوضات فيينا حول نووي إيران... ما الأسباب؟

وأضافت الشبكة الأمريكية أنّ المحادثات تركزت حول مطالبة الإمارات بضمانات أمنية ورغبة بايدن في إخراج المزيد من براميل الخام من أوبك. بعد ذلك الاجتماع بوقت قصير، أصدرت الإمارات بياناً عبر مبعوثها في واشنطن، السفير يوسف العتيبة، قائلة إنها ستدعو أعضاء أوبك + لزيادة إنتاج النفط بشكل أسرع. انخفضت أسعار النفط على إثر ذلك، ورحب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين بالمبادرة. وقد خفف وزير النفط الإماراتي في وقت لاحق التوقعات، وأكد أنّ بلاده لا تزال ملتزمة بكارتل منتجي النفط. وترفض منظمة أوبك +، التي تهيمن عليها السعودية وتضم روسيا، حتى الآن دعوات من البيت الأبيض وكبار مستهلكي النفط لتسريع الإنتاج.

ولم تعلق المملكة العربية السعودية، التي لها ثقل كبير في أوبك وهي معارضة رئيسية، بأي تعليق منذ بيان الإمارات العربية المتحدة. وأكد المسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية أنّ الولايات المتحدة أجرت "مناقشات منتظمة رفيعة المستوى مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وغيرهما بشأن نهج تعاوني لإدارة ضغوط السوق الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا وكذلك بشأن مجموعة من القضايا التي تواجه بلداننا".

عقوبات جديدة على الحوثيين؟

إلى ذلك، ذكرت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية أنّ رئيس وزراء المملكة المتحدة بوريس جونسون قد يسافر إلى المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع، مستغلًا علاقاته الأفضل مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، للضغط من أجل مزيد من الإغاثة لأسواق النفط. كما أنّ علاقات الولايات المتحدة مع الإمارات العربية المتحدة توترت، وهي حقيقة تم الاعتراف بها علناً ولكن لم تتم معالجتها إلا في أعقاب حرب أوكرانيا. ظهر عمق الخلاف في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، عندما فاجأت الإمارات الحلفاء بالامتناع عن التصويت بقيادة الولايات المتحدة لإدانة الغزو الروسي. قال مصدران لـ"بلومبيرغ"، إنّ الإمارات تستغل الاهتمام الأمريكي المتجدد للمطالبة بتغطية أوسع لنظام باتريوت وثاد للمنطقة في أعقاب سلسلة من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة على أبوظبي هذا العام.

"بلومبيرغ": إنّ تصميم إدارة بايدن على تهدئة أسواق الطاقة حتى مع تشديد العقوبات قد منح الإمارات، ثالث أكبر منتج في منظمة أوبك، نفوذاً جديداً في المناقشات مع المسؤولين الأمريكيين

من المرجح أن يشمل ذلك عقوبات إضافية وإغلاق حسابات وسائل التواصل الاجتماعي للحوثيين، لكنه لن يصل إلى حد إعادة تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية أجنبية. ونقلت "بلومبيرغ" عن مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية قوله إنّ الولايات المتحدة "لن تتهاون" في تسمية قادة وكيانات الحوثيين الذين يساهمون في عدم الاستقرار الإقليمي والمعاناة الإنسانية.

اقرأ أيضاً: بعد بلوغها مرحلة حاسمة... مفاوضات النووي الإيراني تتعثر بعد هذا المطلب الروسي

دعت الإمارات الولايات المتحدة إلى إعادة الحوثيين إلى قائمة الإرهاب في أعقاب الاعتداءات الصاروخية التي استهدفت أبو ظبي في شباط (فبراير) الماضي، لكن جماعات الإغاثة تقول إنّ هذا سيعيق قدرتها على توصيل المساعدات للمدنيين.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية