مفاوضات نووي إيران رهينة أزمة أوكرانيا... وواشنطن تخطط لإبعاد روسيا

مفاوضات نووي إيران رهينة أزمة أوكرانيا... وواشنطن تخطط لإبعاد روسيا


14/03/2022

شأنها شأن معظم الملفات الدولية، امتدّت تبعات النزاع الروسي الأوكراني إلى مفاوضات "خطة العمل المشتركة الشاملة" حول البرنامج النووي الإيراني في فيينا، بعد دنوها من إبرام اتفاق مع القوى الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.

وكان الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قد أعلن الجمعة الماضية توقف المفاوضات بين إيران والقوى العالمية بشأن مصير اتفاقها النووي، وأنّها توقفت بسبب "عوامل خارجية"، في إشارة إلى سعي موسكو للحصول على ضمانات من الدول الغربية المفاوضة بأنّ العقوبات على موسكو على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا، لن تعيق العلاقات الاقتصادية بين روسيا وطهران، المطلب الذي رفضته الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية.

مطالب روسيا ليست العائق الوحيد

نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن مسؤول أمريكي رفيع تأكيده أنّ واشنطن لن تتفاوض بشأن أيّ إعفاءات من العقوبات المتعلقة بأوكرانيا مع روسيا من أجل إنقاذ الاتفاق النووي.

وقال المسؤول الأمريكي: إنّ الولايات المتحدة لن تتفاوض بشأن إعفاءات من العقوبات المتعلقة بأوكرانيا على روسيا لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015،

مسؤول أمريكي أكد أنّ واشنطن لن تتفاوض بشأن أيّ إعفاءات من العقوبات ضد روسيا من أجل إنقاذ الاتفاق النووي. ويمكن أن تحاول إبرام اتفاق منفصل يستثني موسكو.

ورأت الصحيفة الأمريكية أنّ الهجوم الصاروخي الإيراني على العراق فجر أمس الأحد زاد الأمور تعقيداً، بعدما تسبّب في هرع القوات الأمريكية هناك بحثاً عن مأوى.

وقد تبنّى الحرس الثوري الإيراني هجوماً بالصواريخ الباليستية في الساعات الأولى من فجر أمس الأحد على القنصلية الأمريكية في محافظة أربيل عاصمة إقليم كردستان شمال العراق، إلا أنّ الهجوم لم يسفر عن خسائر بشرية، وفقاً للسلطات العراقية.

 بدائل أمريكية لإبعاد روسيا عن المفاوضات

في حين وصف المسؤول الأمريكي العقوبات الأمريكية والغربية على روسيا بأنّها "أحد أهم أهداف السياسة الخارجية" للرئيس الأمريكي جو بايدن، قال إنّ واشنطن سوف تبدأ في استكشاف بدائل للاتفاق النووي مع إيران خلال أسبوع، إذا لم تتراجع روسيا عن مطالبها بضمانات مكتوبة تعفي العلاقات الاقتصادية الروسية الإيرانية من العقوبات المتعلقة بأوكرانيا، والتي قد تؤدي إلى تقليص تجارتها المستقبلية مع إيران.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنّ الضمانات التي تطالب بها روسيا قد تقوض مجموعة العقوبات القاسية التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية على روسيا بسبب غزو أوكرانيا.

وقال المسؤول الأمريكي: "لا أرى مجالاً لتجاوز ما هو داخل حدود خطة العمل الشاملة المشتركة، ونقول إنّه لا مجال لإعفاءات تتجاوز تلك الخطة".

 مسار بديل

الضغط الروسي للحصول على ضمانات بأنّ تجارتها مع إيران لن تتأثر بالعقوبات على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا، دفع الإدارة الأمريكية لدراسة كافة البدائل المتاحة.

الهجوم الصاروخي الإيراني على العراق زاد الأمور تعقيداً، بعدما تسبب في هرع القوات الأمريكية بحثاً عن مأوى.

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أوروبيين قولهم: إنّ روسيا وعدت بالردّ بمطالبها المحددة للحصول على ضمانات في الأيام القليلة المقبلة.

وقال المسؤول الأمريكي: "إذا ضغطت روسيا على مطالب الضمان، أو لم تردّ في الأسبوع المقبل، فسوف تحتاج واشنطن إلى التفكير بسرعة كبيرة في مسار بديل".

والخميس الماضي، قال حجة الإسلام علي رضا سليمي عضو الهيئة الرئاسية لمجلس الشورى الإسلامي: إنّه تمّت مراعاة الخطوط الحمراء الإيرانية في المفاوضات والفريق المفاوض الإيراني يلتزم بها، موضحاً أنّ "رفع العقوبات وأخذ ضمانات للوفاء بالالتزامات والتحقق من الوفاء بالتزامات هي الخطوط الحمراء لإيران".

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قد أكد الثلاثاء الماضي أنّ بلاده "عازمة على الاحتفاظ بخطوطها الحمراء وضرورة احترامها خلال المفاوضات الجارية بفيينا حول إلغاء الحظر"، مشدداً: "لن نسمح لأيّ عنصر خارجي أن يؤثر (سلباً) على مصالحنا الوطنية في هذه المفاوضات"، وفقاً لـ"إيرنا"، إلا أنّه قال، في اليوم نفسه بعد اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرجي لافروف: إنّ التعاون بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأيّ دولة أخرى، بما فيها روسيا، يجب ألّا يتأثر بأجواء الحظر.

 وتخوض إيران مفاوضات مع بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا بشكل مباشر، ومع الولايات المتحدة بشكل غير مباشر لاستئناف العمل بالاتفاق النووي المبرم عام 2015 والهادف لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي. وبدأت هذه المفاوضات في نيسان (أبريل) 2021 لإنقاذ الاتفاق المبرم بين إيران والقوى الكبرى، ثم استؤنفت في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) بعد تعليقها عدّة أشهر. وقد انسحبت الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب، أحادياً من الاتفاق في 2018 بعد (3) أعوام من إبرامه، معيدة فرض عقوبات قاسية على إيران التي ردّت بعد عام تقريباً بالتراجع تدريجياً عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق.

وتُعدّ الجولة الـ8 من المفاوضات، التي بدأت في 27 كانون الأول (ديسمبر) في فيينا، واحدة من أطول جولات المفاوضات، حيث يستكمل المشاركون مسودة نص الاتفاقية، ويبتّون في بعض القضايا الخلافية.

وبلغت المفاوضات الآن مرحلة يتعلق نجاحها أو فشلها فقط باتخاذ قرارات سياسية من جميع الأطراف. وتهدف المفاوضات إلى تطبيق "عودة متبادلة" من جانب واشنطن وطهران إلى الاتفاق الذي يُقدّم تخفيفاً للعقوبات عن إيران، مقابل قيود على برنامجها النووي.

وتسعى طهران للحصول على ضمانات حقيقية من واشنطن للتأكد من عدم انسحابها من الاتفاق مرة أخرى، وأن تحترم تعهداتها. ومن بين هذه الضمانات رفع جميع العقوبات مرّة واحدة عن إيران في إطار الاتفاق النووي، وعدم فرض عقوبات أمريكية جديدة طالما أنّ إيران تلتزم بشروط الاتفاقية.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية