بعد بلوغها مرحلة حاسمة... مفاوضات النووي الإيراني تتعثر بعد هذا المطلب الروسي

بعد بلوغها مرحلة حاسمة... مفاوضات النووي الإيراني تتعثر بعد هذا المطلب الروسي


10/03/2022

بعد بلوغها مرحلة حاسمة، تواجه مفاوضات "خطة العمل المشتركة الشاملة" حول النووي الإيراني في فيينا مصيراً غامضاً في ضوء مطلب روسي وُصف بـ"المستعصي".

ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسيين غربيين، لم تُسمّهم، أنّ الأطراف المشاركة في المفاوضات سارعت أمس لحلّ المطالب الروسية، التي تهدد بإفشال المفاوضات في اللحظات الأخيرة، فيما بدت الولايات المتحدة الأمريكية غير راغبة في التواصل مع روسيا بشأن هذه المسألة.

وضعت روسيا "عقبة جديدة" من خلال المطالبة بضمانات بأنّ العقوبات التي تستهدف موسكو لن تؤثر على تجارتها مع إيران.

 وحذّرت القوى الغربية روسيا الثلاثاء الماضي من إفشال اتفاق "شبه مكتمل" لعودة الولايات المتحدة وإيران إلى الامتثال للاتفاق النووي لعام 2015.

من جهته، رفض ميخائيل أوليانوف مبعوث روسيا لمفاوضات "خطة العمل المشتركة الشاملة" في فيينا أيّ تلميح إلى أنّ موسكو عرقلت الاتفاق.

 مطلب روسي صعب للغاية

لم يكد المفاوضون ينتهون من القضايا العالقة أمام العودة إلى اتفاق 2015، الذي يرفع العقوبات عن إيران، حتى وضعت روسيا ما وصفته وكالة رويترز بـ"عقبة جديدة" من خلال المطالبة بضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة الأمريكية بأنّ العقوبات الغربية التي تستهدف موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا لن تؤثر على تجارتها مع إيران.

قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان: "لن نسمح لأيّ عنصر خارجي أن يؤثر (سلباً) على مصالحنا الوطنية في هذه المفاوضات

وقال أوليانوف: إنّ مطالب موسكو لم تلقَ ردود فعل إيجابية، مضيفاً: "في ضوء الظروف الجديدة، وموجة العقوبات ضد روسيا، لدينا الحق في حماية مصالحنا في المجال النووي والسياق الأوسع".

وشدد على أنّه "يتعين على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أن يوضحا أنّه لا يمكن للعقوبات الآن أو في المستقبل أن تضرّ بتنفيذ المشاريع النووية في إيران، وكذلك علاقاتها التجارية والاقتصادية."

ونفى أوليانوف، الذي التقى منسق المفاوضات الأوروبي إنريكي مورا على مدار اليومين الماضيين، أن تكون مطالب بلاده عرقلت العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، قائلاً: "لا يوجد نص نهائي، فكيف يمكن لموقفنا أن يؤخر أيّ شيء إذا لم تنته المفاوضات النهائية."

مكاسب إضافية

اتهمت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، الثلاثاء الماضي، روسيا بالسعي لجني فوائد إضافية من مشاركتها في جهود استعادة الاتفاق النووي، لكنّها قالت: إنّ واشنطن لن تلعب لعبة "دعونا نعقد صفقة".

ونقلت رويترز عن دبلوماسي غربي قوله: إنّه ما يزال من غير الواضح ما هي الطبيعة الدقيقة لمطالب موسكو، لكنّها تبدو أوسع من التزاماتها النووية لإحياء الاتفاق، وقال دبلوماسي أوروبي: إنّ روسيا تطالب بضمانات شاملة بشأن التجارة بين موسكو وطهران، وقالوا إنّ المحادثات الآن من غير المرجح أن تنتهي هذا الأسبوع.

وكان مورا قد كتب على حسابه الرسمي على تويتر مؤخراً: "إنّ الوقت قد حان لاتخاذ قرارات سياسية لإنهاء المفاوضات."

تهدف المفاوضات إلى تطبيق "عودة متبادلة" من جانب واشنطن وطهران إلى الاتفاق الذي يُقدّم تخفيفاً للعقوبات عن إيران، مقابل قيود على برنامجها النووي

 وتخوض إيران مفاوضات مع بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا بشكل مباشر، ومع الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، لاستئناف العمل بالاتفاق النووي المبرم عام 2015، والهادف لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي. وبدأت هذه المفاوضات في نيسان (أبريل) 2021 لإنقاذ الاتفاق المبرم بين إيران والقوى الكبرى، ثم استؤنفت في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر)، بعد تعليقها عدّة أشهر. وانسحبت الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب أحادياً من الاتفاق في 2018 بعد (3) أعوام من إبرامه، معيدة فرض عقوبات قاسية على إيران، التي ردّت بعد عام تقريباً بالتراجع تدريجياً عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق.

وتُعدّ الجولة الثامنة من المفاوضات، التي بدأت في 27 كانون الأول (ديسمبر) في فيينا، واحدة من أطول جولات المفاوضات، حيث يستكمل المشاركون مسودة نص الاتفاقية، ويبتّون في بعض القضايا الخلافية.

وبلغت المفاوضات الآن مرحلة يتعلق نجاحها أو فشلها فقط باتخاذ قرارات سياسية من جميع الأطراف. وتهدف المفاوضات إلى تطبيق "عودة متبادلة" من جانب واشنطن وطهران إلى الاتفاق الذي يُقدّم تخفيفاً للعقوبات عن إيران، مقابل قيود على برنامجها النووي.

نقلت رويترز عن دبلوماسي غربي قوله: إنّه ما يزال من غير الواضح ما هي الطبيعة الدقيقة لمطالب موسكو، لكنّها تبدو أوسع من التزاماتها النووية لإحياء الاتفاق

وتسعى طهران للحصول على ضمانات حقيقية من واشنطن، للتأكد من عدم انسحابها من الاتفاق مرة أخرى، وأن تحترم تعهداتها، ومن بين هذه الضمانات رفع جميع العقوبات مرة واحدة عن إيران في إطار الاتفاق النووي، وعدم فرض عقوبات أمريكية جديدة، طالما أنّ إيران تلتزم بشروط الاتفاقية.

 خطوط حمراء

قال حجة الإسلام علي رضا سليمي عضو الهيئة الرئاسية لمجلس الشورى الإسلامي: إنّه تمّت مراعاة الخطوط الحمراء الإيرانية في المفاوضات، والفريق المفاوض الإيراني يلتزم بها.

ونقلت وكالة "إيرنا" الإيرانية عن سليمي توضيحه اليوم الخميس: "رفع العقوبات، وأخذ ضمانات للوفاء بالالتزامات، والتحقق من الوفاء بالالتزامات، هي الخطوط الحمراء لإيران".

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قد أكد الثلاثاء الماضي أنّ بلاده "عازمة على الاحتفاظ بخطوطها الحمراء، وضرورة احترامها خلال المفاوضات الجارية بفيينا حول إلغاء الحظر"، مشدداً: "لن نسمح لأيّ عنصر خارجي أن يؤثر (سلباً) على مصالحنا الوطنية في هذه المفاوضات"، وفقاً لـ"إيرنا"، إلا أنّه قال، في اليوم نفسه بعد اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرجي لافروف: إنّ التعاون بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأيّ دولة أخرى، بما فيها روسيا، يجب ألّا يتأثر بأجواء الحظر.

 ونقلت إيرنا عن عبد اللهيان تأكيده للافروف أنّ "إيران تعارض الحرب، كما ترفض سياسية فرض العقوبات."

الصفحة الرئيسية