بلقاءات مشبوهة وتصريحات متضاربة.. قرداحي يثير غضب العراقيين هذه المرة.. ما القصة؟‎

بلقاءات مشبوهة وتصريحات متضاربة.. قرداحي يثير غضب العراقيين هذه المرة.. ما القصة؟‎


25/05/2022

بعد أزمة دبلوماسية وسياسية تسبب فيها الإعلامي جورج قرداحي بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي في كانون الأول (ديسمبر) الماضي بتصريحات حول حرب اليمن، أثار وزير الإعلام اللبناني السابق موجة جديدة من الغضب والجدل في العراق بسبب التقائه سياسيين عراقيين موالين لإيران، ويتهمهم الشارع العراقي بالتسبب بقتل الآلاف من المدنيين، فضلاً عن إدلائه بتصريحات متضاربة حول الأوضاع هناك.

وزار جورج قرداحي العراق، نهاية الأسبوع الماضي، بدعوة من اللجنة المشرفة على معرض بغداد الدولي للكتاب للمشاركة فيه كضيف شرف، لكنه سرعان ما أثار غضب وانزعاج العراقيين.

لقاءات مشبوهة

وخلال زيارته التقى قرداحي برئيس الحكومة العراقية الأسبق، نوري المالكي، الذي يشغل اليوم منصب الأمين العام لـ "حزب الدعوة"، وزعيم "ائتلاف دولة القانون"، المنضوي في "الإطار التنسيقي" الموالي لطهران.

وأدان العراقيون على مواقع التواصل هذا اللقاء، وقال أحدهم في تغريدة على موقع "تويتر"، "المالكي يستقبل قرداحي. لقاء المطرودين والمنبوذين!".

وسخرت مغردة عراقية من هذا اللقاء قائلة: "بعد مقابلة المالكي لجورج قرداحي من تتوقعون راح يقابل مقتدى؟".

بعد ذلك التقى قرداحي، أمين عام ميليشيا "بدر"، وزعيم "تحالف الفتح"، هادي العامري وأخذه في الأحضان، ليلحقه بلقاء آخر بقيادات ميليشيا "حركة النجباء" المقربة من إيران، الأمر الذي أثار حفيظة الكثير من العراقيين.

وهو ما اعتبره مدوّنون ومغرّدون عراقيون، سقطة أخلاقية منه، ومحاولة منه لتلميع وجوه شخصيات سياسية "منبوذة" محلياً وأمام الرأي العام الخارجي.

التقى قرداحي، أمين عام ميليشيا "بدر"، وزعيم "تحالف الفتح"، هادي العامري وأخذه في الأحضان، ليلحقه بلقاء آخر بقيادات ميليشيا "حركة النجباء" المقربة من إيران، الأمر الذي ٱثار حفيظة الكثير من العراقيين

واعتبر بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، زيارة قرداحي لهذه الميليشيا الإيرانية "حلقة جديدة من حلقات السقوط الأخلاقي"، وقال أحد المغردين: "الحلقة الثالثة من مسلسل السقوط: #جورج_قرداحي بضيافة ميليشيات النجباء الارهابية!".

وأضاف: "بعد بعد بعد .. مازلت انتظر صورتك مع باقي شلة خامنئي ايها (الاع.. لامي)".

وكان قرداحي زار معرض بغداد الدولي للكتاب الجمعة الماضية؛ أي في اليوم الثاني، بعد يوم الافتتاح الذي شهد هو الآخر حالة من الغضب إثر افتتاحه من قبل المالكي.

ومن المقرر أن يوقع قرداحي عقداً مع قناة عراقية أطلقت حديثاً لتقديم برنامج خلال الفترة المقبلة وجميع بنود العقد تقريباً اكتملت. وتضيف المصادر، أنّ القناة المملوكة لشخصيات مقربة من الفصائل الولائية لإيران في العراق ستعيد قرداحي إلى الشاشة، وستوفر له كل الإمكانيات لتقديم برنامج أسبوعي، وفق ما أوردته صحيفة "العرب" اللندنية.

تصريحات متضاربة

كما وأثار قرداحي جدلاً واسعاً بعد تصريحات حول الأوضاع في العراق، تراجع عنها وقال إنها فُهمت على أنها "حنين للنظام السابق".

وقال قرداحي في مقطع الفيديو المتداول: "كنا قاعدين بالنجف الأشرف بيجي واحد حامل تلفون وبسألني انت كنت تزور العراق في الثمانينيات شو رأيك بشوارع العراق مقارنة بالثمانينيات؟ طلعت فيه أنا وقلت له والله في فرق كبير بدك تعرف شو؟ كانت أحلى الشوارع قبل..".

زار قرداحي معرض بغداد الدولي للكتاب في اليوم الثاني لافتتاحه، الأمر الذي شهد هو الآخر حالة من الغضب إثر افتتاحه من قبل المالكي

وأضاف: "كنت بحكيها مزح، عملوا قصة منها صاروا يفسروها والله كأنه حنين إلى النظام السابق ومدري أيش؟ شو هالحكي..".

وانتقد المغردون تصريحات قرداحي المتناقضة، وقال أحدهم "جورج قرداحي يتراجع عن تصريحه السابق بخصوص أنّ العراق كانت أفضل في الثمانينيات من الآن، ويقول إنها كانت مجرد مزحة!".

ويضيف: "يبدو أنّ الجماعة قاموا بتوبيخه باعتبارهم أحضروه كقائد وبطل لمحور المقاومة فلا يفترض أن ينتقد تجربتهم العظيمة!".

فيما سخر مغرد آخر من تصريحات قرداحي قائلاً: "جابو جورج قرداحي من لبنان يلمع صورتهم وبأول لقاء #طينهم".

ليست الأولى

يذكر أنّ قرداحي استقال في كانون الأول (ديسمبر) الماضي من منصبه كوزير للإعلام بعد تصريحات فجرت أزمة دبلوماسية بين لبنان والسعودية.

وضمن حلقة من برنامج "برلمان شعب" من إنتاج قناة الجزيرة القطرية الذي بث يوم 28 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، صرّح قرداحي بأنّ الحوثيين في اليمن يدافعون عن أنفسهم ضد ما قال إنها "اعتداءات السعودية والإمارات"، مؤكداً أنّ ذلك "حرب عبثية يجب أن تتوقف".

استقال قرداحي في كانون الأول الماضي من منصبه كوزير للإعلام بعد تصريحات فجرت أزمة دبلوماسية بين لبنان والسعودية

واعتبر حزب الله اللبناني تصريحات قرداحي حينها "مشرّفة وشجاعة". وينتمي قرداحي إلى كتلة سياسية متحالفة مع حزب الله الموالي لإيران والتي تدعم بدورها الحوثيين في اليمن.

ويشار أيضاً إلى أنّ ممارسة السياسة كانت دائماً من بين طموحات قرداحي، الذي سبق وأكد أنّ مشواره السياسي "لم ينته أبداً، بل بدأ الآن".

مواضيع ذات صلة:

هل جرى "تسمين" قرداحي سياسياً لرفع سعره عند البيع؟

ما حقيقة بيع جورج قرداحي لعقاراته في لبنان وتحويل أمواله إلى الخارج؟

الأزمة اللبنانية- الخليجية... ما بعد قرداحي



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية