اتخذت السلطات البلجيكية تدابير أمنية جديدة لمكافحة الإرهاب، ومتابعة المقاتلين العائدين الذين يشكلون هاجساً أمنياً كبيراً نظراً لارتباطهم بعمليات إرهابية، تم تنفيذها بعد عودتهم من بؤر الصراع في الشرق الأوسط، لا سيما في سوريا والعراق.
واستندت بلجيكا إلى توصيات لجنة التحقيق البرلمانية في تقريرها، الذي صدر بعد مرور ما يقرب من 16 شهراً على تفجيرات بروكسل، التي وقعت في آذار (مارس) عام 2016، وخلفت 32 قتيلاً و300 مصاب.
وحددت السلطات، بحسب دراسة للمركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، الإجراءات الأمنية الواجب اتخاذها في بعض مستويات التهديدات الإرهابية مثل؛ إغلاق محطات القطارات الداخلية وإغلاق المدارس، ونشر الشرطة وعناصر الجيش في أماكن إقامة المهرجانات وغيرها .
ووافقت السلطات على تشكيل بنك للمعلومات لتوفير البيانات اللازمة للجهات المعنية، ما يسرع بكشف الارهابيين عبر حواسيب أجهزة الاستخبارات.
بلجيكا تشدد العقوبات على من يظهر عليهم مؤشرات التطرف وعدم إطلاق سراحهم المشروط وحظر السفر عليهم
وأوصى التقرير السلطات البلجيكية بضرورة تشديد العقوبات، على من يظهر عليهم مؤشرات التطرف، وعدم إطلاق سراحهم المشروط، وحظر السفر عليهم.
ومن جهته دعا وزير خارجية بلجيكا "ديدييه ريندرز" الدول الأوروبية إلى زيادة تعاونها في مجال الاستخبارات لمواجهة العدد المتزايد من المقاتلين الجهاديين العائدين إلى الدول الأوروبية بعد مشاركتهم في القتال بسوريا والعراق.
وزير خارجية بلجيكا دعا إلى زيادة التعاون في مجال الاستخبارات لمواجهة المقاتلين الجهاديين العائدين إلى الدول الأوروبية
وفي السياق ذاته، وافق البرلمان البلجيكي على مشروع قانون يسمح بتوسيع الطرق الخاصة التي تلجأ إليها الاستخبارات الأمنية، ومنها القرصنة على بعض المواقع والتنصت على المكالمات الهاتفية، وذلك في إطار مكافحة الإرهاب، وملاحقة المتطرفين ودعاة الكراهية.
يذكر أنّ 614 شخصاً، من بينهم 104 نساء، غادروا بلجيكا للقتال إلى جانب الجماعات المتطرفة، تتراوح أعمارهم ما بين 15 و70 عاماً، وعاد 114 متطرفاً منهم إلى بلجيكا، وأن أكثر من 20 متطرفاً منهم متورطون في هجمات إرهابية، ولـ7 منهم ضلوع في هجمات باريس وبروكسل، بمن فيهم بلال هدفي، وصلاح عبد السلام، ومحمد أبريني، الذين يقفون وراء سلسلة هجمات دموية أودت بأرواح 130 شخصاً في العاصمة الفرنسية. بحسب قائمة بنك المعلومات المحدث، الذي أنشأته السلطات البلجيكية.