بكين في مواجهة الحرب التجارية الأمريكية: ردّنا حاضر

بكين في مواجهة الحرب التجارية الأمريكية: ردّنا حاضر


12/05/2019

في حين كان المفاوضون مجتمعين على طاولة الحوار، دخلت زيادة الرسوم الجمركية حيّز التنفيذ، فيما خرج الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، معلناً أنّه "لا حاجة إلى الإسراع في المفاوضات".

وكان ترامب قد قرر، الثلاثاء الماضي، زيادة الرسوم الجمركية على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار، من 10 إلى 25 %، بعد اتهامه بكين بـ "خرق الاتفاق، والتنصّل من تعهدات سابقة"، هذا الأمر تزامن مع عودة مسؤولين من أكبر اقتصادين في العالم، على رأسهم نائب رئيس الوزراء الصيني، ليو هي، والممثل الأمريكي للتجارة، روبرت لايتهايزر، ووزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوتشين، إلى طاولة المفاوضات، أول من أمس، في محاولة أخيرة لإنقاذ الاتفاق التجاري.

رغم ذلك، خرج ترامب بتصعيده؛ إذ أعلن أنّه "لا حاجة إلى الإسراع في مفاوضات التجارة مع بكين"، وذلك بعد ساعات قليلة على دخول الزيادة في الرسوم حيّز التنفيذ.

وعلى تويتر، كتب ترامب: "المحادثات مع الصين تتواصل بشكل ودّي جداً، لا حاجة على الإطلاق إلى الإسراع، فيما تسدّد الصين رسوماً جمركية بنسبة 25% للولايات المتحدة على سلع ومنتجات بقيمة 250 مليار دولار"، مضيفاً: "الرسوم في بعض النواحي أفضل من التوصل إلى اتفاق تجاري".

كما أشار ترامب إلى أنّ "الرسوم ستعود على بلدنا بثروة أكبر بكثير من اتفاق تقليدي من نوعه، وهي أيضاً أسرع وأكثر سهول" وفق وكالتي الأنباء؛ "أ ف ب"، و"رويترز".

أما بكين، التي أبدت تحفظاً بادئ الأمر، فقد خرجت أخيراً عن الصمت لتتوعد بالردّ. وقال متحدث باسم وزارة التجارة الصينية، أول من أمس: إنّ "أيّ تصعيد في النزاعات التجارية لن يكون في مصلحة أمريكا ولا الصين ولا العالم، ولذلك سيكون مما تأسف له الصين"، وأضاف: "لكن إذا طبقت أمريكا تعريفاتها المضاعفة على المنتجات الصينية، فسيكون على بكين اللجوء إلى الرد باتخاذ تدابير مضادة".

ومع عدم تحرك إدارة ترامب لاستدراك قرار الرسوم الجديدة، فرضت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية، في إشعار رسمي، الرسوم الجمركية الجديدة، بقيمة 25%، على الشحنات المستهدفة بالزيادة القادمة من الصين إلى الولايات المتحدة، بعد منتصف ليل أمس بتوقيت واشنطن.

وقالت متحدثة باسم الهيئة: إنّ البضائع التي تندرج تحت أكثر من 5700 فئة منتجات تستهدفها الزيادة الأخيرة، غادرت الموانئ والمطارات الصينية قبل منتصف الليل، وستدفع نسبة الرسوم القديمة، وهي 10%.

 وأعلنت وزارة التجارة الصينية، أمس؛ أنّها "تأسف بشدة" لزيادة الرسوم على السلع الصينية، وتعهدت باتخاذ "التدابير المضادة اللازمة"، فيما لم يكشف عن ماهية هذه التدابير. لكن البيان أضاف أنّ "الجولة الـ 11 للمشاورات الأمريكية، الصينية الاقتصادية والتجارية العالية المستوى جارية، ونأمل أن يتمكن الجانبان، الأمريكي والصيني، من الالتقاء في منتصف الطريق".

 

من جانبه، رأى المستشار لدى "ماكلارتي أسوسيتس"، جيمس غرين، الذي كان، حتى آب (أغسطس) الماضي، أكبر مسؤول في مكتب الممثل التجاري الأمريكي في السفارة في بكين؛ أنّ "الصينيين في النهاية سيرغبون في استمرار المفاوضات، السؤال: أين سيتوجهون بالرد؟".

 ويعتقد غرين أنّ الصين ستعزز الحواجز غير المتعلقة بالرسوم على الشركات الأمريكية، مثل تأجيل موافقات الجهات التنظيمية؛ إذ ليس بمقدورها فرض رسوم جمركية أعلى على واردات سلع أمريكية بنفس القيمة.

والقطاع الأكبر تأثراً من الواردات الصينية بأحدث زيادة للرسوم؛ هو فئة تبلغ قيمتها ما يزيد على 20 مليار دولار، وتضم أجهزة مودم الإنترنت وأجهزة التوجيه (رواتر) وأجهزة أخرى لنقل البيانات، تليها لوحات الدوائر المطبوعة، البالغة قيمتها نحو 12 مليار دولار، والمستخدمة على نطاق واسع في منتجات مُصنعة في الولايات المتحدة.

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية