بعد حادث "كنيس تكساس"... كيف تواجه أمريكا الإرهاب المحلي؟

بعد حادث "كنيس تكساس"... كيف تواجه أمريكا الإرهاب المحلي؟


16/01/2022

"إذا حاول أحد الدخول إلى المبنى، أخبركم بأنّني سأقتل الجميع"، العبارة الأبرز في الصحافة العالمية خلال الساعات الماضية، أطلقها محتجز رهائن كنيس تكساس، قبل أن تنهي الشرطة الاحتجاز بعد (10) ساعات عصيبة عاشها المجتمع الأمريكي.

خلال ساعات الاحتجاز تفاوضت سلطات إنفاذ القانون في بلدة صغيرة في تكساس بالولايات المتحدة، أمس، مع رجل اتخذ عدة أشخاص رهائن في كنيس يهودي.

اقرأ أيضاً: أمريكا تُذكر بملف الرهائن الأمريكيين في لبنان خلال مفاوضاتها مع إيران.. لماذا؟

وأوردت قناة "إيه بي سي نيوز" أنّ المشتبه به احتجز حاخاماً و(3) آخرين رهائن في كنيس "بيت إسرائيل" في كوليفيل على بعد حوالي (40) كيلومتراً غرب دالاس.

وأضافت القناة أنّ الخاطف مُسلّح، وادّعى أنّه وضع قنابل في مواقع لم يكشفها.

سيدة القاعدة

ونقلت "ايه بي سي نيوز" عن مسؤول أمريكي أنّ الرجل يزعم أنّه شقيق عافية صديقي التي أطلقت عليها صحف أمريكية لقب "سيدة القاعدة"، وهو يطالب بإطلاق سراح أخته من السجن.

 زعم أنّه شقيق "عافية صديقي" التي أطلقت عليها صحف أمريكية لقب "سيدة القاعدة" وطالب بإطلاق سراحها من السجن

وقد قضت محكمة في نيويورك عام 2010 بسجن الباكستانية عافية صديقي مدّة (86) عاماً بتهمة محاولة قتل عسكريين أمريكيين في أفغانستان، وقد أثارت القضية البارزة احتجاجات في باكستان.

والتقط بث مباشر لصلاة السبت على فيسبوك صوت رجل يتحدث بصوت مرتفع، رغم أنّه لم يُظهر المشهد داخل المبنى.

استغلال دور العبادة في العمليات الإرهابية والإجرامية ليس الأول الذي تشهده تكساس

ويقول الصوت: "ضعوا أختي على الهاتف"، و"سأموت"، كما سُمع يقول: "هناك شيء خاطئ في أمريكا".

وما تزال عافية صديقي، الباكستانية المسجونة في أمريكا، مطلباً يتجدد من قبل الجماعات الإرهابية، وهذه المرّة من مختطف رهائن كنيس بتكساس.

وبين التنظيمات الإرهابية التي طالبت بالإفراج عنها تنظيم داعش، الذي طالب بالإفراج عنها مقابل إطلاق سراح الصحفي الأمريكي، جيمس فولي، الذي قتله التنظيم فيما بعد.

وفي أول ردّ فعل منه على الحادث، أكد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، اليوم الأحد، أنّ بلاده ستقف ضد تصاعد التطرّف، وضد معاداة السامية، في أعقاب احتجاز رهائن في كنيس يهودي بتكساس.

وقال بايدن في بيان: "إنّ هناك المزيد الذي ستقوم به إدارته في الأيام المقبلة لمعرفة دوافع محتجز الرهائن"، معبّراً عن فخره لتطبيق القانون.

طالب تنظيم داعش سابقاً بالإفراج عن "عافية صديقي" مقابل إطلاق سراح الصحفي الأمريكي، جيمس فولي، الذي قتله التنظيم فيما بعد

وانتهت قصة احتجاز الرهائن بإعلان حاكم ولاية تكساس الأمريكية جريج أبوت اليوم الأحد إطلاق سراح جميع المحتجزين في الكنيس اليهودي دون أن يصاب أيّ منهم بأذى.

وأكدت الشرطة من جانبها مقتل منفذ عملية احتجاز الرهائن في الكنيس اليهودي، بعد (10) ساعات مرّت عصيبة على المحتجزين.

ليس حادث تكساس الأول

ليست الحادثة الأولى التي تواجهها ولاية تكساس الأمريكية، الولاية التي سبق أن صدّق المشرعون فيها، في 25 أيار (مايو) 2021، على مشروع قانون يسمح لمعظم الناس بحمل المسدسات بدون الحصول على ترخيص مسبق.

وتتطلب القوانين الحالية من حاملي المسدسات ضرورة الحصول على ترخيص، وتدريب، وفحص للخلفية الاجتماعية التي يأتي منها الشخص المعني.

اقرأ أيضاً: أمريكا تُصعد ضد الإرهاب الداخلي... هل تتكرر أحداث اقتحام الكابيتول؟

لكنّ الحاكم الجمهوري لتكساس صوّت لصالح التخلي عن القيود التي كان معمولاً بها، بالرغم من التحذيرات التي تطلقها جماعات تقييد استخدام الأسلحة التي ترى أنّ هذه الإجراءات يمكن أن تُعرّض حياة الناس للخطر.

استغلال دور العبادة في العمليات الإرهابية والإجرامية ليس الأول الذي تشهده تكساس، فقد فتح مسلح النار على جمع من المصلين بكنيسة في ولاية تكساس بجنوب الولايات المتحدة؛ ممّا أدى إلى مقتل (26) شخصاً في تشرين الثاني (نوفمبر) 2017، وأوضحت التحقيقات لاحقاً أنّ منفذ الحادث مختل عقلياً، وكان في خلاف عائلي مع أهل زوجته، وقد قتلت والدة زوجته في الحادث.

 أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أنّ بلاده ستقف ضد تصاعد التطرف، وضد معاداة السامية

بحسب شبكة "سي إن إن"، قال "مات ديسارنو"، الوكيل الخاص المسؤول في مكتب التحقيقات الفيدرالي بدالاس: "إنّ السلطات حددت هوية المشتبه باحتجازه الرهائن في كنيس تكساس، لكنّها لا تستطيع الكشف عن هويته للجمهور في الوقت الحالي".

وأضاف أنّه لا يوجد أي مؤشر، حتى الآن، على أنّ هذا الحادث جزء من "أي تهديد مستمر"، وأنّ المحققين يعتقدون أنّ المشتبه به كان يركز على "قضية واحدة لا تُشكّل تهديداً خاصاً للمجتمع اليهودي".

اقرأ أيضاً: الإرهاب والعولمة.. كيف يمكن فهم هذه العلاقة المعقدة؟

وذكر ديسارنو أنّه سيكون هناك المزيد من التحقيقات في اتصالات المشتبه به ودوافعه، وذلك بالتنسيق مع شركاء في دول أخرى.

إسرائيل ترى الحادث معادياً للسامية

من جانبه، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد في بيان نشرته صحيفة "العين الإخبارية": "أشعر بالارتياح لسماع أنّه تمّ إطلاق سراح جميع الرهائن من مصلين في بيت إسرائيل بتكساس، وسيتمّ لم شملهم مع أحبائهم".

وقدّم الوزير الإسرائيلي الشكر لسلطات إنفاذ القانون الفيدرالية والولائية والمحلية في الولايات المتحدة.

 تقرر إنشاء وحدة لمكافحة الإرهاب المحلي؛ بسبب تهديدات متزايدة تواجهها الولايات المتحدة مؤخراً

وعلى الرغم من نفي "مات ديسارنو"، الوكيل الخاص المسؤول في مكتب التحقيقات الفيدرالي بدالاس أن يمثل الحادث أيّ تهديد للمجتمع اليهودي، أو أنّه موجّه ضدهم تحديداً، إلّا أنّ لابيد اعتبر ما حدث هو "مثال آخر على الخطر المستمر الذي تشكّله معاداة السامية"، قائلاً: "يجب أن يكون اليهود قادرين على العبادة دون خوف".

وأشار لابيد إلى أنّ "الجاليات اليهودية حول العالم هي عائلتنا، ونحن نقف معاً في الكفاح ضد معاداة السامية".

وحدة مكافحة الإرهاب المحلي

في سياق آخر، قالت وزارة العدل الأمريكية أمس: إنّه تقرر إنشاء وحدة لمكافحة الإرهاب المحلي؛ بسبب تهديدات متزايدة تواجهها الولايات المتحدة مؤخراً.

وقال المدعي العام المساعد لقسم الأمن القومي بوزارة العدل الأمريكية ماثيو أولسن، أمام اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ: إنّه "بناء على تقييمات من مجتمع الاستخبارات، فإنّ البلاد تواجه تهديداً متزايداً من المتطرفين العنيفين المحليين؛ أي الأفراد في الولايات المتحدة الذين يسعون إلى ارتكاب أعمال إجرامية عنيفة لتعزيز أهداف اجتماعية أو سياسية محلية".

اقرأ أيضاً: هذا ما تحتاجه استراتيجية الاتحاد الأوروبي لمواجهة الإرهاب بفاعلية أكبر

وحذّر مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل العام الماضي من زيادة التهديد والتحقيقات في أعمال الإرهاب المحلي منذ عام 2020.

وعلى الرغم من عدم وجود قانون اتحادي محلي خاص بالإرهاب، فإنّ الحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة الأمريكية تُعرّف الإرهاب المحلي على أنّه "عمل إجرامي يشكّل خطراً على حياة الإنسان، يبدو أنّ الهدف منه تخويف أو إكراه المدنيين".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية