بعد اللاجئين السوريين... أردوغان يلوح بورقة الإيغور لجذب الاستثمارات الصينية

بعد اللاجئين السوريين... أردوغان يلوح بورقة الإيغور لجذب الاستثمارات الصينية


28/07/2020

لا يتوانى الرئيس التركي عن استغلال اللاجئين والمهجّرين والهاربين من القمع والانتهاكات الإنسانية في سبيل تحقيق مآربه الشخصية ومصلحة حكومته، فحتى اليوم يلوّح بورقة اللاجئين السوريين التي يستخدمها أداة لابتزاز أوروبا، والآن يستخدم ورقة الإيغور للتفاوض على اتفاقيات اقتصادية واستثمارات مع جمهورية الصين.

وقالت صحيفة "تليغراف" البريطانية في تقرير: إنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يساعد الصين على استعادة مواطنيها المسلمين من أقلية الإيغور، بإرسالهم إلى دولة ثالثة، في إطار اتفاقيات اقتصادية عقدتها تركيا مع الحكومة الصينية.

صحيفة "تليغراف" البريطانية: أردوغان يساعد الصين على استعادة الإيغور، بإرسالهم إلى دولة ثالثة

وأفادت الصحيفة البريطانية، في مقدّمة تحقيق موسّع، أنّ حكومة أردوغان تحتجز المئات من أقلية الإيغور المسلمة، ونقلت بعضهم إلى دولة وسيطة، ستقوم بدورها بتسليم هؤلاء إلى الصين.

ومن بين هؤلاء، كانت إيموزي كوانهان (59 عاماً)، الأرملة والأم لولدين، والتي نجحت في الفرار من الصين، العام الماضي، واستقرّ بها الحال في تركيا.

وظنّت إيموزي أنها ستكون في مأمن في ظلّ حكم أردوغان، الذي يدّعي أنه حامي المسلمين حول العالم، لكنّ ظنها قد خاب.

واختفت المرأة الإيغورية من سكن خصّصته لها الدولة التركية، واكتشف ذووها أنها في مركز احتجاز في مدينة إزمير، بعد أن أجرت مكالمة هاتفية مع ابنها من المركز، وكان ذلك الاتصال الأخير الذي قطعه أحد الحراس.

جنكيز: أبناء الإيغور في تركيا باتوا يخشون من أن تصل الصين إليهم، بعد تحسّن العلاقات بين أنقرة وبكين اقتصادياً

واكتشفت العائلة، عبر محامية وكّلتها في القضية، أنّ إيموزي سُلمت إلى طاجيسكتان، على الرغم من أنها لم تعش هناك ولا تحمل جنسية هذا البلد.

وقالت مصادر لـ "تلغراف": إنّ السيدة الإيغورية جرى تسليمها لاحقاً إلى الصين.   

وتعتقد عائلتها أنّ أردوغان سلّمها إلى الصين عبر طاجيكستان، مثل المئات من أبناء عرقها، ويرى ذوو هؤلاء أنّ تركيا ضحّت بهم من أجل الاستثمارات الصينية.

وبينما تنفي السلطات التركية تقرير الصحيفة البريطانية، تؤكد "تلغراف" أنها حصلت على وثائق تؤكد تسليم الحكومة التركية لمسلمي الإيغور.

ويُقدّر عدد مسلمي الإيغور في تركيا بنحو 50 ألفاً. واللعب على وتر الدين لعبة يتقنها أردوغان، ويعتقد أنه بهذا الأسلوب يحقق أهدافه خارجياً وداخلياً، غير أنّ ما يحدث في الأروقة يخالف ما هو معلن.    

ويقول الناشط إسماعيل جنكيز، ويُعرف رمزياً باسم رئيس وزراء الإيغور: إنّ أبناء الإيغور في تركيا باتوا يخشون من أن تصل الصين إليهم، خاصة مع تحسّن العلاقات بين أنقرة وبكين اقتصادياً.

ويتساءل ناشطون: "لماذا تتواطأ أنقرة مع الصين؟ فيأتي الجواب: المال وتعزيز الاستثمارات".  

وتسعى بكين إلى زيادة الاستثمارات إلى أكثر من 6 مليارات دولار بحلول نهاية العام المقبل.

وتركيا، من جانبها، تريد الأموال الصينية في ظلّ الأزمة الاقتصادية في البلاد، وتردّي العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.

ويعتقد الإيغور أنّ ذلك على حسابهم، ويقول جنكيز:" هناك الكثير من المال. قضيتنا تأتي في المرتبة الثانية".

وقال المحامي المتخصّص في قضايا الترحيل، إبراهيم إرجين: إنّ لديه قائمة تضم 200 أكاديمي من أقلية الإيغور الموجودين في تركيا، مشيراً إلى أنّ بكين تطالب بهم كلهم.

ورأى المحامي أنه لن يتمّ تسليم الإيغوريين إلى الصين مباشرة، في المستقبل القريب، لذلك ستحاول الصين الضغط حتى يتمّ إرسالهم إلى دولة ثالثة تتمكّن من تسلمهم منها.

ويقدّم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه بأنّه الملاذ الآمن لأقلية الإيغور المتحدثة باللغة التركية في الصين، ورفع صوتاً عالياً من أجل إعلاء قضيتهم، لكن تبين أنّ الأمر مجرّد كلام، وأنّ أردوغان يستخدمهم في سبيل تحسين العلاقات الاقتصادية مع الصين.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية