بعد الإساءة للإيزيديين.. موجة سخط جديدة تضرب الإخوان في أوروبا.. ما القصة؟

بعد الإساءة للإيزيديين.. موجة سخط جديدة تضرب الإخوان في أوروبا.. ما القصة؟


18/11/2020

وصف مؤسس منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية، ورئيس منتدى الجمعيات الخيرية الإسلامية في بريطانيا، ورئيس منظمة الإغاثة الإسلامية في سويسرا هاني البنا، وصف الإيزيديين بأنهم "عبدة الشيطان"، ما أثار حالة من الغضب والسخط.

وكان البنا قد صرّح بهذا الوصف في فيديو نشر على "تويتر" خلال محاضرة له في أيلول (سبتمبر) الماضي، عقب تعليقات معادية للسامية وداعمة لتنظيم الإخوان المسلمين ومنظمات متطرفة أخرى، حسبما أوردت صحيفة "ذا ناشيونال".

اقرأ أيضاً: مستقبل غير مشرق للإعلام الإخواني

وكانت منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية قد أعلنت أنّ النائب العام والرئيس السابق للجنة المخابرات والأمن في البرلمان البريطاني، دومينيك غريف، ترأس لجنة مستقلة لمراقبة سلوك أمناء المؤسسة الخيرية وكبار المديرين التنفيذيين فيها.

منظمة الإغاثة الإسلامية بوابة إخوانية للتطرف

وردّاً على تصريحات البنا، قال أحمد خديدة برجس نائب المدير التنفيذي لجمعية المساعدة الإيزيدية الخيرية "يزدا"،  وفق ما أوردت "ذا ناشيونال": إنّ مثل هذا التعليق صدم الإيزيديين الذين واجهوا الإبادة الجماعية على يد تنظيم داعش الإرهابي، وخصوصاً أنه جاء من قبل مسؤول في منظمة إغاثة.

من جانبه، وصف المدير التنفيذي لمركز أبحاث مكافحة التطرف، ديفيد إبسن، ما قاله البنا بأنه "يستحق الشجب"، مضيفاً أنّ منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية دأبت مؤخراً على الإدلاء بتعليقات غير مقبولة ذات صلة بجماعات دينية وعرقية.

 

مؤسس منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية يصف الإيزيديين بأنهم "عبدة الشيطان"

 

وبدوره، اعتبر الباحث في جمعية "هنري جاكسون"، الدكتور رقيب إحسان، تصريحات البنا بأنها شبيهة بفكر وآراء "داعش"، مشيراً إلى أنها كشفت ما وصفه بـ"الفضائح والفساد" المقترن بشخصيات بارزة في منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية.

وأضاف إحسان: "تصنيف المنظمة للإيزيديين كعبدة للشيطان سيلقى ترحيباً لدى داعش الذي سعى للقضاء على هذه الأقلية في شمال العراق. لا شك بأنّ مسؤولي منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية عبارة عن مجموعة من الشخصيات التي لا تراعي القيم الإنسانية".

جدير بالذكر أنّ البنا لعب دوراً بارزاً في تأسيس منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية بمدينة برمنغهام الإنجليزية في عام 1984، وقد صنفتها دول عديدة، ومنها الإمارات، باعتبارها "جماعة إرهابية".

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون في شمال أفريقيا: آليات التحرك وتحديات السلطة

وتشير تقارير إلى أنّ المنظمة قد تلقت في العام الماضي 749 ألف دولار، بينما وصل الرقم إلى مليون و82 ألف دولار في عام 2018، من قبل جمعية قطر الخيرية المرتبطة بالقيادي الإخواني يوسف القرضاوي الذي يقيم في الدوحة.

وتواجه منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية في أوروبا انتقادات لاذعة ودعوات لتعليق تمويلها ووقف أنشطتها، فقد جمّدت مجموعة تحالف المعونة الألمانية "أكتيون دويتشلاند هيلفت" عضوية المنظمة حتى كانون الأول (ديسمبر) 2021.

وفي السويد، ترتفع الأصوات المنادية بمراجعة الوكالة السويدية للتنمية الدولية "سيدا" لدعمها لمنظمة الإغاثة الإسلامية، بعد نشر عدد من أعضائها محتوى لمتطرف يدعو للعنف على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

برجس: تصريحات البنا صدمت الإيزيديين الذين واجهوا الإبادة الجماعية على يد تنظيم داعش

 

ويُرتقب أن تعيد هيئة الطوارئ والكوارث ببريطانيا النظر في دور منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية، في الوقت الذي تقاضي فيه مفوضية المؤسسات الخيرية المنظمة.

وهاني البنا مصري تخرّج في كلية الطب بجامعة الأزهر، ثم التحق بكلية الطب في جامعة بيرمنجهام في بريطانيا عام 1991، وعمل بعدة مؤسسات اجتماعية لها أنشطة في 46 دولة، وكان الهدف المعلن لتلك المؤسسات مساعدة المحتاجين، أمّا الأهداف الخفية، فكانت تحقيق أهداف تنظيم الإخوان المسلمين، وفق ما أورده مركز المرجع للدراسات والأبحاث الاستشرافية حول الإسلام الحركي.

اقرأ أيضاً: هل تنهي فرنسا والنمسا التواجد الإخواني على أراضيهما؟

 وقد تمّ توجيه العديد من الاتهامات لهاني البنا؛ بسبب ترؤسه لمنظمة الإغاثة الإسلامية ببريطانيا التي تأسست عام 1984، وتصنيفها ضمن المنظمات الدولية المشبوهة التي لها نشاط ملحوظ مع الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وكذلك بسبب تقرّبه الشديد من عضو مكتب إرشاد الجماعة عصام الحداد، الذي عمل مستشاراً للشؤون الخارجية للرئيس الإخوانب المعزول محمد مرسي.

وعقب ثورة 25 يناير2011، تمكنت المنظمة من تأسيس فرع لها في مصر، ولكن ما إن سقط نظام الإخوان في ثورة 30 حزيران (يونيو) 2013، حتى توالت الاتهامات للمنظمة بإدارة أموال جماعة الإخوان واتخاذ فعل الخير غطاءً لتمويل الأعمال الإرهابية، وذكرت تقارير إخبارية أنّ قيادات الإخوان قامت بتوظيف واستخدام أموال تم تحويلها من المنظمة الأم في لندن إلى مكتبها في القاهرة بمبلغ نحو 20 مليون جنيه مصري و100 ألف إسترليني.

وكان لهاني البنا العديد من الكلمات المسيئة إلى مصر، فقد صرّح بأنّ هناك أماكن فقيرة في مصر أشد فقراً من مناطق المجاعات بالقارة الأفريقية، كما وصف العشوائيات في مصر بأنها أكثر بؤساً ومعاناة من عشوائيات بنغلاديش والهند، وانتقد المؤسسات الخيرية في مصر قائلاً عنها: إنّ العمل الإنساني في الصومال أسهل من العمل الإنساني في مصر.

 

إحسان: تصريحات البنا شبيهة بفكر وآراء تنظيم داعش الذي سعى لإبادة الأقلية الإيزيدية

 

وخلال حوار أجراه مع صحيفة "الشروق" المصرية قال هاني البنا: إنه لا ينتمي إلى عائلة مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا (1928)، وإنه يواجه مضايقات بسبب تشابه الأسماء، وهذا التصريح ينفي ما يحدث على أرض الواقع، إذ يقيم البنا علاقة وطيدة بالعديد من القيادات الإخوانية، ومنهم عصام الحداد، كما أنه أشاد بفكر الجماعة أثناء إجرائه العديد من المقابلات في الصحف الخارجية، ووصف حسن البنا بأنه الأب الروحي للعمل الإنساني في العالم.

وفي سياق متصل بنشاطات البنا، كشف تقرير برلماني ألماني نهاية العام الماضي علاقة تنظيم الإخوان بتمويل المنظمات المتطرفة عن طريق استغلال أموال التبرعات.

ومن أبرز تلك المؤسسات، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الألمانية، "منظمة الإغاثة الإسلامية" التي يمتدّ نشاطها إلى حوالي 40 دولة حول العالم، وتؤكد تقارير دولية أنها من أبرز روافد تمويل الإخوان في العالم.

وأشار التقرير إلى أنّ المنظمة تلقت تبرعات مجموعها 6 ملايين و100 ألف يورو حتى عام 2016، مؤكداً أنّ المنظمة لا تعمل فقط في ألمانيا، وأنّ لها نشاطاً واسعاً على مستوى العالم.

وبدأت المحكمة الفيدرالية الألمانية فحص المنح الرسمية للإغاثة الإسلامية، التي تأسست في برمنجهام بالمملكة المتحدة، التي ترتبط بجماعة الإخوان المسلمين.

وقال نائب رئيس الأمانة العامة للاندماج بالحزب الاشتراكي الألماني حسين خضر: "منظمة الإغاثة الإسلامية مسجلة بالأوراق الرسمية لدى الجهات الحكومية البريطانية كمؤسسة غير ربحية، لكنها تتلقى تمويلاً بمليارات الدولارات في جميع الدول التي تعمل بها، وتستغل هذه التمويلات في تنفيذ أجندات متطرفة".

 

وستروب: هاني البنا من أبرز العناصر الإخوانية المتطرفة، وله علاقة وثيقة بدعم الإرهاب

 

وأكد خضر، في تصريح، أنّ منظمة الإغاثة الإسلامية "تتخذ من العمل الخيري غطاء لتمويل العمل الإرهابي والأجندات لجماعة الإخوان".

وأشار إلى أنّ مؤسسي المنظمة نجحوا في تسجيلها بألمانيا في المجلس الأعلى للتبرعات، وهو ما يسهّل عليهم جمع مليارات الدولارات شهرياً تحت غطاء العمل الخيري، لكنّ الحكومة الألمانية وجدت شبهة في الأمر بعد تتبع تدفقات الأموال.

وأكد خضر أنّ منظمة الإغاثة تتعاون بشكل وثيق مع جميع المنظمات التابعة لجماعة الإخوان الموجودة في ألمانيا، موضحاً أنّ هناك عدداً كبيراً من الجمعيات الأهلية التابعة للإخوان في ألمانيا، يتمّ تتبعها في الوقت الحالي بسبب أنشطة مشبوهة ودعمها للإرهاب، أبرزها جماعة الشبان المسلمين.

وقالت الحكومة الألمانية: إنّ "منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا"، وهي فرع من "منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية" ومقرّها برمنجهام البريطانية، لها صلات واسعة بجماعة الإخوان المسلمين، حسب تقدير الجهات الأمنية الألمانية.

وقال التقرير، الذي أعدّه الباحث بمنتدى دراسات الشرق الأوسط سام وستروب: "إنّ هاني البنا الذي أسّس منظمة الإغاثة الإسلامية ومديرها الحالي، من أبرز العناصر الإخوانية المتطرفة، وله علاقة وثيقة بدعم الإرهاب".

ويؤكد الباحث عمرو فاروق، في تصريح صحفي نقله موقع "العين" الإخباري، أنّ "منظمة الإغاثة الإسلامية" التي أسستها قيادات التنظيم الدولي لجماعة الإخوان عام 1984 في مدينة "برمنجهام" شمال لندن ببريطانيا، أمثال هاني البنا وعصام الحداد، ويتبعها فروع في أكثر من 40 دولة، كانت بمثابة الغطاء الشرعي لجمع الأموال من الجاليات العربية والإسلامية، وأتاحت لهم فرصة الانتشار في مساحات جغرافية واسعة بحجّة العمل الإنساني.

يذكر أنّ التنظيم الدولي لجماعة الإخوان استغلّ العمل الخيري لتحقيق مآرب سياسية وتنفيذ أجندات مشبوهة، واتخذ من جميع الأنشطة الاجتماعية والخيرية غطاءً لأهداف أخرى، تحت ستار أعمال الخير ومساعدة الفقراء.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية