ألقت قوات الأمن التركية القبض على شخص يدعى أوزجان كارلي، في مدينة أدرنة الحدودية مع اليونان، بعد أن أدلى بتصريحات لوسائل الإعلام والصحف حول عمله في مجال تهريب البشر وتجدد نشاطه المخالف للقانون مع فتح تركيا الحدود أمام المهاجرين.
كارلي أوضح في تصريحاته؛ أنّه أرسل اللاجئين السوريين إلى أوروبا عبر طرق غير شرعية، وتحدث قائلًا وهو يضحك: "أنا مهرب مهاجرين، سجنت لمدة 6 أعوام، هذه هي مهنتنا. وقوت يومنا من هذا العمل، وبعد أن سمح رئيس الجمهورية بانتقال المهاجرين -خارج الحدود- هرعت وأتيت إلى هنا لأنقل المهاجرين إلى بلدان أوروبية"، وفق ما نقلت صحيفة "زمان" التركية.
قوات الأمن التركية تلقي القبض على مهرب مهاجرين بعد أن اعلن تجدّد نشاطه بأمر من أردوغان
ومن غير المعلوم إن كان سبب اعتقال الرجل هو اعترافه بنقل المهاجرين بطرق غير شرعية، أم بسبب إقحامه أردوغان في تصريحه المثير عندما قال إنّه ينفذ تعليمات الرئيس.
وشهدت الحدود التركية اليونانية تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين، بعد أن أعلنت تركيا فتح الحدود مع الدول الأوروبية، وإصدار الرئيس أردوغان تعليمات بعدم منع أي لاجئ عند محاولته الانتقال إلى أوروبا، بما يخالف اتفاقية اللاجئين مع الاتحاد الأوروبي، رداً على سقوط أكثر من 30 قتيلاً من الجيش التركي في إدلب في غارة جوية للجيش السوري وغياب أيّ داعم أوروبي.
وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، أعلن في وقت سابق؛ أنّ عدد المهاجرين اللذين انتقلوا إلى أوروبا عبر مدينة أدرنة الحدودية التركية، وصل إلى 76 ألفاً و358، بينما أعلنت السلطات اليونانية أنها تمكنت من منع أكثر من عشر آلاف مهاجر غير شرعي حاول التسلل.
هذا واتهم مسؤول من الاتحاد الأوروبي تركيا بتضخيم أعداد المهاجرين من تركيا إلى أوروبا من أجل تشجيع بقية اللاجئين إلى الهجرة أيضاً، وفق "رويترز".
ودعا الاتحاد الأوروبي، على لسان الممثل السامي لشؤن اللاجئين في الاتحاد الأوروبي، بابار بالوتش، الدول الواقعة على طريق هجرة اللاجئين القادمين من تركيا، إلى تجنب استخدام القوة المفرطة في مواجهة موجات الهجرة غير الشرعية.
الاتحاد الأوروبي يتهم تركيا بتضخيم أعداد المهاجرين من أجل تشجيع بقية اللاجئين إلى الهجرة
تصريجات بالوتش جاءت بعد أن أثير جدل واسع على خلفية استخدام الشرطة اليونانية الغازات المسيلة للدموع، لوقف تدفق آلاف السوريين، السبت الماضي.
من جهته، قال وزير الدفاع البلغاري: "حدودنا مع تركيا هادئة"، مؤكداً أنّه لم يتمكن أيّ مهاجر غير شرعي من الدخول إلى البلاد.
وخلال الأيام الثلاثة الماضية؛ تدفق اللاجئين الأجانب في تركيا من مختلف الجنسيات وخصوصاً السوريين، على الحدود مع اليونان وبلغاريا، فور إعلان السلطات التركية سحب قواتها الأمنية من على الحدود، فيما عززت اليونان وبلغاريا قواتهما على الحدود مع تركيا لمواجهة موجات اللاجئين ومنعهم من العبور إلى أراضيهما.
القرار التركي جاء بعد تهديدات سابقة اعتبرت "ابتزازاً" لأوروبا، التي لم تدعم أنقرة في مخططاتها بشمال سوريا، وجاء بعد فقد 33 جندياً تركيزً حياتهم وأصيب 32 آخرون، في قصف جوي شنته قوات النظام السوري على تجمع لهم في محافظة إدلب.