بخريطة سرية.. كيف ينتشر الإخوان داخل أوروبا؟

بخريطة سرية.. كيف ينتشر الإخوان داخل أوروبا؟


03/03/2022

حسام حسن

يوم بعد الآخر، يثبت اتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا أنه الذراع الطولى للإخوان في وأداتها الرئيسية لجمع الأموال ونشر التطرف.

ومنذ أواخر الثمانينيات، سعى قادة شبكة الإخوان غير الرسمية لعموم أوروبا إلى إنشاء هيكل رسمي للقارة العجوز، وفق تقرير حديث لمركز توثيق الإسلام السياسي "حكومي" في النمسا.

وفي عام 1989، أسس عناصر الإخوان، اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا (FIOE)، وهي منظمة مقرها بروكسل، لتكون المظلة الجامعة للمؤسسات التابعة للتنظيم في عموم دول القارة.

وكل جمعية أو مؤسسة تشغل عضوية اتحاد المنظمات الإسلامية، ترتبط بالإخوان بشكل أو بآخر، وفق التقرير ذاته.

وقال التقرير أيضا، إن "الغالبية العظمى من المناصب القيادية في اتحاد المنظمات الإسلامية، كان يحتلها دائما، كبار القادة في بيئة الإخوان، ويشرف الاتحاد على كل الجمعيات والمؤسسات التابعة للجماعة في القارة الأوروبية".

وبمرور الوقت، أسس اتحاد المنظمات الإسلامية الذي تغير اسمه مؤخرا إلى مجلس مسلمي أوروبا، العديد من الكيانات المتخصصة لخدمة أهداف محددة، ومن بينها اتحاد الشباب الأوروبي المسلم والمنظمات الطلابية "فيميسو".

وتعمل فيميسو التي تتخذ من بروكسل أيضا مقرا لها، كمنظمة جامعة للشباب والمنظمات الطلابية لكل بيئة إخوانية في كل دولة بالقارة.

وعادة ما يشغل أطفال بعض كبار قادة بيئة الإخوان الأوروبيين مناصب قيادية في فيميسو، وفق التقرير النمساوي.

وكانت منظمة فيميسو محور طلب إحاطة في البرلمان الأوروبي في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بسبب علاقاتها بالإخوان، واختراقها مؤسسات الاتحاد الأوروبي.

ففي أواخر العام الماضي، قدم النائب نيكولاس فيست طلب إحاطة موجه إلى المفوضية الأوروبية، يحمل عنوان "تمويل حملة WE CAN4HR (يمكننا) وتنفيذها والإشراف عليها"، في خطوة جديدة تستهدف منظمات الإخوان.

وجاء في ديباجة طلب الإحاطة التي اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منها: "في فبراير/شباط 2020، أطلق المجلس الأوروبي حملة بعنوان "يمكننا" أو (WECAN4HR) بهدف مكافحة خطاب الكراهية على شبكة الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي".

وتابعت: "تلقت هذه الحملة تمويلًا من الاتحاد الأوروبي، وبالتحديد من برنامج الحقوق والمساواة والمواطنة" التابع للتكتل.

ديباجة الإحاطة أضافت في سردها للوقائع: "في يومي 27 و28 سبتمبر/أيلول 2021، جرى تنظيم ورشة عمل كجزء من الحملة نفسها، بالتعاون مع منتدى المنظمات الشبابية والطلابية الأوروبية المسلمة (فيميسو)، وهي منظمة مرتبطة بجماعة الإخوان"، وفق ما اطلعت عليه "العين الإخبارية".

وبالإضافة إلى فيميسو، أسس اتحاد المنظمات الإسلامية، قبل سنوات، ما يعرف بـ"المجلس الأوروبي للفتوى والبحوث" (ECFR)، ومقره في مدينة دبلن، والذي يصف نفسه بأنه "هيئة فقهية تقدم المساعدة الدينية للمسلمين الأوروبيين، في ضوء رغبتهم في التوفيق بين احترام الشريعة والعيش داخل مجتمعات ذات أغلبية غير مسلمة".

ويقول مركز توثيق الإسلام السياسي عن هذه المجلس، إنه "يخضع لقيادة يوسف القرضاوي، وغالبية أعضائه مرتبطون بفروع الإخوان في أوروبا أو الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".

أوروبا ترست

أما الضلع الأهم في المؤسسات التي أسسها اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، فهو مؤسسة "أوروبا ترست" التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرا لها، وتملك فروعا في دول أوروبية مختلفة، وفق التقرير النمساوي.

وتخضع مؤسسة "أوروبا ترست"، لسيطرة مجموعة من كبار قادة شبكة الإخوان الأوروبية، وتشارك في مجموعة متنوعة من الأنشطة المالية تدور في الأغلب حول تجارة العقارات، والتي بدورها تخدم غرض تمويل مختلف كيانات الإخوان الإرهابية.

وقبل أسابيع، قدمت نائبة منحدرة من الحزب الحاكم في النمسا، بطلب إحاطة في البرلمان الأوروبي، ضد تمويل الإخوان عبر مؤسسة تتخذ من بريطانيا مقرا لها.

النائبة هي رئيسة كتلة حزب الشعب النمساوي في البرلمان الأوروبي، أنجيلكا فينتسغ، ويتعلق طلبها بالتدفقات المالية من مؤسسة في بريطانيا لمنظمات الإخوان في دول الاتحاد الأوروبي.

وتقصد فينتسغ بذلك، منظمة "Europe trust" التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها، وتعتبر أهم المؤسسات المالية التابعة للإخوان، وتندرج تحت المنظمات التي أسسها اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا.

وقبل أشهر، موّلت المؤسسة المذكورة "أوروبا ترست" عملية شراء لعقار كامل في برلين، ليصبح مقرا لجمعيات تابعة للجماعة الإرهابية.

وجاء طلب الإحاطة الذي قدمته فينتسغ، تحت عنوان "مؤسسة "يوروب ترست كممول للمساجد الراديكالية والمرافق التعليمية وجمعيات الضغط"، وفق نص الطلب الذي اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه.

وذكرت ديباجة الطلب الذي اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه "توزع (يوروب ترست) الملايين على المنظمات الإسلاموية الأوروبية المصنفة من قبل أجهزة المخابرات على أنها متطرفة ومعادية للديمقراطية".

يذكر أن منظمة "Europe Trust" تتخذ من العمل الخيري والتنموي في أوروبا غطاء لتحركاتها منذ تأسيسها في 1996 بقرار من اتحاد المنظمات الإسلامية، المنظمة المظلية للإخوان في القارة العجوز.

وفي السنوات الماضية، ذكرت تقارير لصحف عالمية مثل وول ستريت جورنال والتايمز أن "Europe Trust" هي الأداة المالية لجماعة الإخوان في أوروبا.

ووفق مراقبين، فإن اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، يملك ثلاث أذرع رئيسية هي فيميسو، ومجلس الفتوى، وأوروبا ترست، وكل منها تنشط في مجال مهم للجماعة الإرهابية؛ التأثير على الشباب ونشر الأفكار المتطرفة، وأخيرا تمويل التنظيمات والقيادات الإخوانية في أوروبا. 

وتلخص هذه الأذرع الثلاثة أهداف الإخوان الإرهابية الأساسية في أوروبا، التأثير على الشباب ونشر التطرف، وجمع التمويل، وفق المراقبين.

ووفق المركز الاتحادي للتعليم السياسي "حكومي" في ألمانيا، فإن اتحاد المنظمات الإسلامية هو المنظمة الرئيسية للإخوان في أوروبا منذ ١٩٨٩، ويدير كافة المنظمات التابعة للإخوان في القارة الأوروبية. 

كما أنه يملك أذرع في كل المجالات، بداية من جمع التمويل "أوروبا ترست"، والشباب "فيميسو"، والأفكار المتطرفة "مجلس الفتوى"، وأخيرا شؤون المرأة "المنتدى الأوروبي للمرأة المسلمة المؤسس في ٢٠٠٦".

عن "العين" الإخبارية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية