شهدت الجزائر جدلاً على مدار الأيام الماضية، عقب أيام من تصنيف اليونسكو طبق الطعام المغاربي الشهير "الكسكس" ضمن التراث العالمي للإنسانية، وذلك عقب تداول تصريحات لوزيرة الثقافة الجزائرية، مليكة بن دودة، تقول فيها: إنّ المرأة التي لا تجيد صناعة الكسكس تشكّل تهديداً لأسرتها.
وشنّ روّاد على مواقع التواصل هجوماً حاداً على الوزيرة، ووصفوا تصريحاتها بالمهينة للمرأة، في وقت أصدرت فيه الوزيرة بياناً توضح فيه حقيقة التصريح.
اتهمت الوزيرة أطرافاً لم تسمّها بـ"ببتر جملة من سياقها" وقالت: حين يتمّ بتر جملة من سياقها يمكنها أن تحمل تأويلاً أو تأويلات خاطئة
وأكدت الوزيرة، بحسب ما أورده موقع "العين"، أنّ تصريحها اقتُطع من سياقه، قائلة: إنّ "الكسكس ارتبط في سياقه التاريخي بالحياة، وما يزال إلى اليوم لدى الكثيرين هو العيش، ويختصّ بتسمية الطعام دوناً عن كلّ الوجبات، والبربوشة من البر القمح رمز البقاء"، في إشارة إلى معاني التسميات المختلفة للكسكس بمختلف مناطق الجزائر.
واتهمت الوزيرة أطرافاً لم تسمّها بـ"ببتر جملة من سياقها"، وقالت: "وحين يتمّ بتر جملة من سياقها يمكنها أن تحمل تأويلاً أو تأويلات خاطئة، خاصة في موضوعات التاريخ والفكر، في بعض تقاليدنا اليوم تحضير الكسكس صفة للمرأة وميزة، أمّا تاريخياً، فقد كان مورد حياة، وتكاملاً اقتصادياً للأسرة، خاصة في الفترة النوميدية".
وختمت توضيحها قائلة: "لا أشكّ في ذكاء المتلقي أنّ جملة من كلمتي في افتتاح أيام الكسكس قد أخرجت عن سياقها، واستُخدمت في غير محلّها، والعودة إلى التسجيل تزيل أيّ لبس أو تزييف".
في غضون ذلك، أصدرت قناة "الجزائرية أون"، التي تسببت في الأزمة، بنشر المقطع المجتزأ عبر صفحتها على "فيسبوك"، بياناً أكدت فيه بأنّ صفحاتها نشرت مقطع فيديو قصيراً لتصريح الوزيرة "أدّى إلى تداوله خارج سياقه التاريخي دون قصد، ودون أي نيّة مبيتة".