تحظى المرأة السعودية بمكانة مرموقة في بحر الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التي تقوم بها السعودية مع أواخر عام 2017 وبداية العام الجاري.
آخر قرار اتخذ على طريق إحقاق الحقوق المشروعة للمرأة، كان بفتح السلطات الباب أمام الفتيات السعوديات للالتحاق بالخدمة العسكرية.
وكالة الأنباء السعودية (واس)، قالت إن مديرية الأمن العام فتحت باب القبول للوظائف العسكرية النسائية لخريجات الثانوية العامة، للتعيين في كل من الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة والقصيم وعسير والباحة والشرقية.
تضاف هذه الخطوة إلى سلسلة قرارات مثيرة اتخذتها السلطات السعودية تحت قيادة الأمير الشاب محمد بن سلمان لتحسين واقع المرأة ضمن رؤية 2030.
وبنظرة إلى الوراء، يمكن إجمال مكتسبات عدة حققتها المرأة السعودية منذ أن بدأ الأمير بن سلمان ثورة الإصلاحات.
قيادة السيارة
كان المرسوم الملكي بالسماح للمرأة بقيادة المركبة أول التحولات التي حصلت وأكثرها جدلًا، نظرًا لكونه وضع حدًا لحقبة تاريخية منعت فيها المرأة من القيادة في السعودية.
وعلى ضوء القرار، تم توجيه إدارة المرور بالبدء في إصدار رخص القيادة للنساء اعتبارًا من 24 يونيو 2018.
دخول الملاعب
خلال الأشهر القليلة الماضية، كان يمنع على النساء دخول الملاعب لحضور مباريات كرة القدم التي تحظى بشعبية واسعة في السعودية.
لكن قطار الإصلاحات اقتضى الإعلان من خلال رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة تركي بن عبد المحسن آل الشيخ، البدء في تهيئة 3 ملاعب -هي استاد الملك فهد في الرياض، ومدينة الملك عبدالله في جدة، وملعب الأمير محمد بن فهد في الدمام- لتكون جاهزة لدخول العائلات، وفقًا للضوابط الخاصة بذلك مطلع 2018.
أحقية الحضانة وصندوق النفقة
وفي ضوء المرحلة الجديدة التي دخلتها المرأة السعودية نحو كامل حقوقها، وافق مجلس الوزراء على تنظيم صندوق النفقة على أن يكون مرتبطًا بوزير العدل، وله شخصية اعتبارية وميزانية مستقلة، ويكون مقره وزارة العدل، ويتولى عددًا من المهمات، منها: صرف النفقة لمَن صدر له حكم قضائي باستحقاقها، وصرفها لمَن صدر له أمر قضائي بها ولا تزال مطالبته بها منظورة أمام المحكمة، وفقًا للإجراءات التي تحددها اللائحة.
كما حسَم المجلس الأعلى للقضاء أحقية الأم بإثبات حضانة أبنائها دون الحاجة إلى رفع دعوى قضائية في محاكم الأحوال الشخصية، في الحالات التي يثبت فيها عدم وجود خصومة، أو نزاع بينها وبين والد المحضونين.
إنهاء مسألة ولي الأمر
كانت المرأة السعودية تواجه صعوبات في الحصول على عديد من الخدمات، إذ كانت تحتاج إلى الحصول على موافقة ولي أمرها لأداء أعمالها، لكن الملك سلمان بن عبد العزيز، وجه في شهر مايو الماضي بعدم مطالبة المرأة بالحصول على موافقة ولي أمرها في حال تقديم الخدمات لها، ما لم يكن هناك سند نظامي لهذا الطلب وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية.
رياضة مدارس البنات
من القرارات التي أدخلت البهجة بين النساء السعوديات، تطبيق برنامج التربية البدنية في مدارس البنات، على أن يجري تنفيذ البرنامج وفق الضوابط الشرعية، وبالتدريج، بحسب الإمكانات المتوفرة في كل مدرسة لحين تهيئة الصالات الرياضية في مدارس البنات، وتوفير الكفاءات البشرية النسائية المؤهلة.
الترشح والمشاركة في الانتخابات
قبل الثورة الأخيرة، كان قد سمح للنساء في السعودية للمرة الأولى بالمشاركة في الانتخابات البلدية كمرشحات وناخبات، في عام 2015.
المرأة تتقلد مناصب مرموقة
إضافة إلى التغييرات في نمط الحياة الاجتماعية، تقلدت المرأة السعودية مناصب مرموقة في أجهزة الدولة، خلال العام الأخير.
كان من بينها:
تعيين الأميرة ريما بنت بندر رئيسًا للاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية، لتكون بذلك أول امرأة سعودية تشغل هذا المنصب الرياضي.
تعيين فاطمة باعشن متحدثة باسم السفارة السعودية في واشنطن، لتكون أول سعودية تتحدث باسم مؤسسة حكومية.
تعيين نشوى طاهر قنصلًا فخريًا لدى هولندا، باعتبارها من أهم رموز السعودية في المجال الاقتصادي والدبلوماسي.
تعيين سارة السحيمي في رئاسة مجلس أقوى هيئة تنظيمية للسوق المالية بالسعودية وخارجها “تداول” لمدة 3 سنوات، وتعيين رانيا محمود نشار في منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة “سامبا” المالية.
تعيين الدكتورة لبنى الأنصاري ضمن قيادات منظمة الصحة العالمية، كـ”أول سعودية” تحصل على هذا المنصب.
حرية اللباس
رغم أنه لم يصدر أي قرار رسمي يسمح للمرأة باختيار اللباس الذي تريده، إلا أن مقترحًا تقدم به أحد كبار رجال الدين عضو هيئة كبار العلماء في السعودية عبد الله المطلقن قال فيه إن “ارتداء العباءة ليس فرضًا على المرأة”، الأمر الذي قد يمهد لإصدار قرار في هذا الجانب.
لكن لم يتضح بعد إذا ما كانت الحكومة السعودية سوف تغير قانون زي المرأة أم لا. وتلزم السعودية النساء بموجب قوانين مفعلة بقيود صارمة فيما يتعلق بالملابس، بارتداء ما يعرف “بالعباءة” التي تغطي جميع أجزاء الجسم.
عن "كيوبوست"