بالصور.. غضب واستياء في الأردن بعد تشويه أحد أهم المواقع الأثرية.. ما القصة؟

عمّت حالة من الغضب والاستياء بين الأردنيين، بعدما أقدم مجهولون على تشويه أحد أهم المواقع الأثرية شمال الأردن بواسطة الطلاء.

وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر أحد أعمدة موقع جرش الأثري مشوهة باستخدام طلاء رشاش أسود اللون.

وتظهر الصور كتابات وصفت بـ "العبثية" تظهر على ما يبدو تغزل شاب بفتاة وذلك على أعمدة جرش التاريخية التي يقصدها السواح الأجانب. 

 طالب أردنيون بمحاسبة من ارتكب هذه الأفعال وأن تطال المحاسبة المسؤولين على الآثار لعدم فعلهم ما يكفي لحماية مثل هذا الموقع التاريخي

وأعرب مغردون عن استيائهم الشديد مما حدث لواحد من أهم المواقع الأثرية التي تستقطب السياحة الأجنبية في البلاد والتي تعود لآلاف السنين.

وطالب أردنيون بمحاسبة من ارتكب هذه الأفعال وأن تطال المحاسبة المسؤولين على الآثار لعدم فعلهم ما يكفي لحماية مثل هذا الموقع التاريخي.

في المقابل، قال مدير سياحة جرش، فراس خطاطبه، إنّ المديرية تتابع منذ، صباح أمس "حادثة الاعتداء على أحد أعمدة مدينة جرش الأثرية".

وأضاف في تصريح لموقع "رؤيا" الأردني أنّ ما حدث يمثل "سلوكيات خاطئة من شأنها إفساد ما تم إنجازه خلال عطلة عيد الفطر واستقبال جرش لأكبر عدد من السياح على رأس المواقع الأثرية في المملكة".

الى ذلك، أكد مدير دائرة الآثار العامة الدكتور فادي بلعاوي، أنّ الدائرة بدأت مع الجهات الأمنية المختصة بالتحقيق في حادثة الإعتداء والعبث بأعمدة وجدار في مدينة جرش الأثرية من قبل أحد الأشخاص يوم أمس.

 قامت دائرة الآثار بتغطية الكتابات لإخفاء التشويه باستخدام الطين مؤقتاً إلى أن يجري إخفاؤها بشكل علمي

وقال بلعاوي لموقع "عمون" الأردني اليوم الأحد، إنّ دائرة الآثار بدأت بمعالجة وإزالة التشوه الذي حدث بطريقة علمية للمحافظة على القيمة التاريخية والأثرية في ذلك الموقع، مشيراً إلى أنّ جميع المواقع الأثرية يوجد بها حراسة وكاميرات ولكن هذا لا يكفي في حال وجود جهل وقلة وعي وإدراك من بعض العابثين الذين لا يقدرون قيمة تلك الأماكن والآثار التي هي إرث تاريخي وحضاري لكل مواطن.

ونوّه بلعاوي إلى أنّ دائرة الآثار العامة وبالتعاون مع وزارة السياحة ووزارة التربية والتعليم والجهات الأمنية المختصة، ستطلق حملة توعية شاملة تهدف إلى ضرورة الحفاظ على المقدرات الأثرية ومعرفة قيمتها التاريخية والحضارية، خاصة ونحن على أبواب موسم سياحي جديد.

وقامت دائرة الآثار بتغطية الكتابات لإخفاء التشويه باستخدام الطين مؤقتاً، إلى أن يجري إخفاؤها بشكل علمي.

ومدينة جرش الأثرية الرومانية التي تبعد نحو 50 كيلومتراً شمال عمان تحتل المركز الثاني بعد البتراء في قائمة أفضل الأماكن المحببة للزيارة في الأردن، نظراً لما تتميز به هذه المدينة الأثرية بتعاقب الحضارات فيها منذ أكثر من 6500 عام. 

وشهدت المدينة عصرها الذهبي تحت حكم الرومان، ومن المعروف عن هذا الموقع أنه واحد من أفضل المدن الرومانية حالاً والمحفوظة حتى الآن في العالم. 

وتم اكتشاف هذه المدينة، التي ظلّت متوارية عن الأنظار تحت الرمال لقرون من الزمن، قبل 70 عاماً حيث تم التنقيب عنها وترميمها. 

وتنبئ هندستها المعمارية والإشارات الدينية واللغوية عن امتزاج وتعايش ثقافتين جبّارتين في هذه المدينة، هما الثقافة الرومانية الإغريقية لبلاد البحر الأبيض المتوسط والتقاليد العربية المشرقية العريقة.

وشهدت المملكة في عطلة عيد الفطر السعيد حركة سياحية داخلية وخارجية نشطة من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية، بحسب وزارة السياحة.

وبلغ العدد الإجمالي لزوار المواقع السياحية والأثرية في المملكة من المواطنين والسياح العرب والأجانب في الأيام الثلاثة الأولى من عطلة عيد الفطر، نحو 190 ألف زائر.

وأكدت الوزارة في وقت سابق أنّ إجراءات الحكومة التخفيفية المتعلقة بجائحة كورونا، انعكست إيجاباً على تنشيط الحركة السياحية وزيادة أعداد السياح القادمين إلى المملكة، وتسهيل حركة وصولهم للمواقع السياحية,