بالصور .. ربع مليون مصلّ يحيون ليلة القدر في المسجد الأقصى

بالصور .. ربع مليون مصلّ يحيون ليلة القدر في المسجد الأقصى


28/04/2022

في انتصار جديد على التضييقات والقيود التي فرضها المحتل الإسرائيلي على الوصول إلى باحة المسجد الأقصى، وبقلوب يملؤها الرجاء والدعاء بأن يتم تحرير الأراضي المقدّسة من دنس المحتل الصهيوني، أحيا ربع مليون مصلٍّ من المسلمين ليلة القدر في بيت المقدس الليلة الماضية.   

في مشهد روحاني عظيم، واشتياق كبير، عادت مصليات الأقصى وجنباته وساحاته والمناطق المشجرة تمتلئ بصفوف المصلين من كلّ الأراضي الفلسطينية وبعض الدول العربية والإسلامية، مشاهد غابت خلال العامين الأخيرين عن الأقصى والقدس التي تتعرض لحملات تهويد متواصلة لطمس هويتها، في ظلّ جائحة كورونا من جهة، والقيود على دخول المصلين إلى القدس من جهة ثانية.

مشهد روحاني عظيم، عادت مصليات الأقصى وجنباته وساحاته تمتلئ بصفوف المصلين من كل الأراضي الفلسطينية وبعض الدول العربية والإسلامية

ووفقاً لوكالة "معاً" الفلسطينية، قامت دائرة الأوقاف الإسلامية والفرق الطبية وفرق النظام وعدد من المتطوعين بتوفير ما يلزم لراحة الصائمين الوافدين إلى الأقصى، وانتشرت الفرق في المساجد والساحة، وسهّلت دخول وخروج المصلين إلى المسجد وتنقلهم داخله، وخصصت الطرقات للفرق الطبية وللطوارئ، ونظمت صفوف المصلين الرجال والنساء.

أحيا ربع مليون مصلٍّ من المسلمين ليلة القدر في بيت المقدس

وتناوب أئمة المسجد الأقصى في أداء صلاة العشاء والتراويح والوتر، واختتم الشيخ يوسف أبو اسنينة إمام وخطيب المسجد صلاة الوتر، بالتضرع إلى الله بأن يحمي المسجد الأقصى من كيد الظالمين، ويحرّر الأسرى، ويغفر الذنوب.

ومنذ ساعات العصر، شهدت شوارع القدس القريبة من الأقصى، وطرقات وأزقة البلدة القديمة، وأبواب الأقصى، حركة نشطة، بتوافد المصلين إلى المسجد لإحياء ليلة القدر، وافترشت العائلات الساحات وتناولت طعام الإفطار فيه.

قيود المحتل الإسرائيلي وتضييقاته المستمرة لم تمنع المصلين من الوصول إلى الأقصى والقدس المحتلة، حيث تعرضت بعض المصليات للمضايقة

وعقب انتهاء صلاة التراويح والوتر، انطلقت مسيرة من المصلى القبلي، رفعت خلالها الأعلام الفلسطينية ورايات "لا إله إلّا الله"، وهتف الشبان للأقصى والقدس.

مصليات الأقصى وجنباته وساحاته والمناطق المشجرة تمتلئ بصفوف المصلين

 فكّوا قيد المحتل

قيود المحتل الإسرائيلي وتضييقاته المستمرة لم تمنع المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى والقدس المحتلة، وقد نقلت "معاً" عن بعض المصليات الفلسطينيات تعرضهنّ للمضايقة من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي، وقالت صفية محمود عطيانه من نابلس: "تدقيق على الحواجز، لكن بحمد الله المهم أنّه وصلت إلى القدس، روحي في هاي المدينة، بحبها وبحب أزقتها وشوارعها، هذا المكان هو مسرى الرسول"، أمّا الحاجة أم محمد، فقد خرجت من مدينة رام الله ظهراً، لتتمكن من الوصول والصلاة في الأقصى في وقت مبكر، وقالت: "تشديدات على حاجز قلنديا، تفتيش واحتجاز الكبار والصغار والنسوة، الطريق متعبة، بس لما وصلنا الأقصى نسينا كلشي، وكلّ التعب بهون عشان القدس والأقصى، أفطرت فيه، وأديت صلاة العشاء والتراويح، وسأبقى لصلاة الفجر... فرصتنا الوصول إلى الأقصى في هذا الشهر الفضيل".

وقال زياد بالو (63) عاماً من أريحا، الذي يعتكف في المسجد الأقصى منذ الجمعة الماضية:" الأجواء الروحانية والإيمانية لا تُعوّض، أتمنى أن يتمكن الجميع من الوصول والصلاة في الأقصى، فأنا من رمضان العام الماضي وأنا انتظر لحظة الدخول مجدداً إلى المسجد، الشباب أمنيتهم الوصول إلى الأقصى"، وقال شاب ثلاثيني من مدينة طولكرم: "الاحتلال لا يسمح للشباب بالوصول إلى القدس والأقصى، يحرمنا من هذه الأيام الفضيلة، لكنّي رفضت الخضوع لشروط الاحتلال، فمن حقي الوصول والصلاة في الأقصى، حاولت عبر الحواجز (3) مرات منذ ساعات الصباح حتى العصر، لكن تمّ إرجاعي في كلّ مرة، فاضطررت لسلك طرق التفافية وطويلة، وبحمد لله وصلت الأقصى، لا يأس بالوصول إلى مسجدنا، علينا بالتواجد والرباط فيه دائماً".

...

...

قصص مختلفة، جميعها تعكس وتحكي شوق أهالي مدن الضفة الغربية للأقصى، واستغلالهم هذا الشهر الفضيل للوصول إليه، آملين الصلاة فيه كلّ يوم دون قيد أو شرط أو تحديد أعمار، وتفضح المحتل الإسرائيلي، وما يفرضه من قيود وحواجز، ودّ لو يفرضها على عقول العرب جميعاً.

الصفحة الرئيسية