باكستان تُحذر طالبان من إيواء المسلحين... ما القصة؟

باكستان تُحذر طالبان من إيواء المسلحين... ما القصة؟

باكستان تُحذر طالبان من إيواء المسلحين... ما القصة؟


15/07/2023

حذر قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير حركة طالبان الأفغانية من "رد فعال" لقواته في حال أخفقت الحركة في وقف إيواء المسلحين الذين يتآمرون لشن هجمات عبر الحدود من أفغانستان.

هذه التصريحات الصارمة التي أدلى بها قائد الجيش الجمعة جاءت بعد هجومين شنهما مسلحون هذا الأسبوع، وأسفرا عن مقتل (12) جندياً باكستانياً في مقاطعة بلوشستان جنوب غربي البلاد على الحدود مع أفغانستان.

والخميس، قال مسؤولون محليون والجيش: إنّ مهاجمين هاجموا جنوداً باكستانيين كانوا يقومون بعملية في مقاطعة بلوشستان المضطربة بجنوب غرب البلاد، ممّا أسفر عن قتل (3) جنود و(2) من المسلحين، وفقاً لما نقلته "العربية".

كانت بلوشستان مسرحاً لتمرد منخفض المستوى من قبل مجموعات انفصالية صغيرة لأكثر من عقدين

وقال الجيش في بيان: إنّ تبادل إطلاق النار وقع الأربعاء في منطقة بلوشستان في (سوي)، حيث توجد خطوط الأنابيب الرئيسية للغاز الطبيعي في البلاد. ولم يتضح من يقف وراء الهجوم، لكن من المرجح أن تحوم الشكوك حول جماعات انفصالية محلية اتهمت بارتكاب مثل هذه الهجمات السابقة.

وقال المسؤولون المحليون: إنّ عملية اعتقال المسلحين الذين فروا بعد تبادل إطلاق النار كانت جارية.

يُذكر أنّ حركة طالبان باكستان، وهي مجموعة مسلحة منفصلة وهي أيضاً حليف لطالبان الأفغانية وتنظيم داعش، لها تواجد في بلوشستان بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الجماعات الانفصالية التي تقاتل من أجل الاستقلال عن إسلام أباد.

حركة طالبان الباكستانية منفصلة عن حركة طالبان الأفغانية، ولكنّها حليف وثيق لها

وجاءت أعمال العنف في (سوي) بعد ساعات من هجوم (5) مسلحين على مركز أمني في منطقة (زوب) في بلوشستان، ممّا أسفر عن مقتل (9) جنود، وقال الجيش: إنّ هؤلاء المهاجمين الـ (5) قتلوا.

وكانت بلوشستان مسرحاً لتمرد منخفض المستوى من قبل مجموعات انفصالية صغيرة لأكثر من عقدين. وأراد القوميون البلوش في البداية الحصول على حصة من موارد المقاطعات، لكنّهم بدؤوا في وقت لاحق تمرداً من أجل الاستقلال.

حركة طالبان الباكستانية منفصلة عن حركة طالبان الأفغانية، ولكنّها حليف وثيق لها، وقد شجع استيلاء تلك الجماعة على أفغانستان في آب (أغسطس) 2021 حركة طالبان باكستان، وهما تشتركان في الإيديولوجية نفسها.    

الحركتان، على الرغم من التقارب في الأصل والمعتقدات وحتى مناطق النفوذ، تتصرفان بشكل مختلف أحياناً ولهما قيادتان مختلفتان

واعتاد مقاتلو حركة طالبان باكستان على الاختباء في شمال غرب باكستان، وكان لديهم أيضاً ملاذ في أفغانستان، لكنّهم عاشوا في الغالب حياة هروب.

ومع ذلك، بدأت حركة طالبان الأفغانية في إيواء حركة طالبان الباكستانية علناً عندما وصلت إلى السلطة، بعد أن أفرجت عن قادة الحركة الباكستانية ومقاتليها الذين اعتقلتهم الإدارات السابقة في كابل.

وقالت طالبان مراراً إنّها لن تسمح لأيّ شخص، بما في ذلك حركة طالبان باكستان، باستخدام الأراضي الأفغانية لشن هجمات ضد أيّ دولة، بما في ذلك باكستان.

لكنّ الحركتين، على الرغم من التقارب في الأصل والمعتقدات وحتى مناطق النفوذ، تتصرفان بشكل مختلف أحياناً، ولهما قيادتان مختلفتان.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية