
قال الباحث في شؤون الجماعات الأصولية وتيارات الإسلام السياسي عمرو فاروق: إنّ أدبيات الإخوان تقدم الانتماء الديني على الوطني، وغالبية رسالة حسن البنا والخطاب الفكري لسيد قطب قائم على هذا المضمون، موضحاً أنّ أفكارهم تعمل عزلة شعورية عن المجتمع المحيط، وتكرّس لفكرة المؤامرة على الإسلام من خلال الانتماء الوطني.
وأوضح فاروق، في مداخلة عبر قناة (دي إم سي)، أنّ جماعة الإخوان تعتبر الانتماء الوطني نوعاً من القبلية والعصبية، بينما مقاصد الشريعة نفسها لا يوجد فيها تعارض بين حب الدين والوطن، ولكنّ التعارض في كتاباتهم ظاهر، مؤكداً أنّهم يعتبرون أنّ الوطن قائم على فكرة الحدود والتخوم الجغرافية، ولكنّ الوطن لدينا مرتبط بمفهوم العقيدة.
الإخوان يعتبرون أنّ الانتماء الوطني نوع من القبلية والعصبية، بينما مقاصد الشريعة نفسها لا يوجد فيها تعارض بين حبّ الدين والوطن.
وتابع: "الإخوان يعتبرون الوطن حدوداً وهمية، ومجرد صناعة بشرية، وأنّ السلطة الزمنية هي المتحكمة فيه، في حين يعتبرون دولة الخلافة من وجهة نظرهم أنّها جماعة المسلمين، ولا يعترفون بمؤسسات الدولة ولا الوطن"، مؤكداً أنّ التنظيمات التي خرجت من عباءة الإخوان كلها أصولية مسلحة تُكفر المجتمع، وكلها تتبنّى أفكار سيد قطب وحسن البنا.
يُذكر أنّ الإخوان ارتبطوا بعلاقات مشبوهة مع عدد من التنظيمات الإرهابية، فالجماعة نفسها بدأت تنظيماً تكفيرياً عنيفاً، وامتلكت جناحاً مسلحاً، ثم أعادت تنشيطه بعد ثورة 30 حزيران (يونيو)، وخلال وجودها في الحكم حافظت على روابط مع تلك التيارات، وأبرزها القاعدة والجهاد الإسلامي والتكفير والهجرة، ولاحقاً تنظيم داعش بعد تأسيسه عقب ثورة حزيران (يونيو).