انفجار لبنان.. كارثة تذكر اللبنانيين ببشاعة الحروب والبحث عن مفقودين في الظلام

انفجار لبنان.. كارثة تذكر اللبنانيين ببشاعة الحروب والبحث عن مفقودين في الظلام


05/08/2020

انتشرت فرق الإنقاذ في العاصمة اللبنانية بيروت، الثلاثاء، بحثا بين الركام عمن يمكن إنقاذه بعد أن هز انفجار هائل ميناء المدينة متسببا بوقوع 78 قتيلا وآلاف الجرحى، وفق رويترز. 

امتلأت الشوارع بالمستجدين، مستحضرة ذكريات أليمة في أذهان من عايشوا الحرب الأهلية في البلاد (1975- 1990)، حيث تعرض اللبنانيون لقصف مكثف، بعض سكان العاصمة ظنوا أن زلزالا ضرب المنطقة، بينما بحث الجرحى عن أحبائهم في العاصمة المنكوبة

المستشفيات كانت وجهة العائلات في البحث، حيث اكتظت غرف الطوارئ بالجرحى، تقول المسعفة ربى لرويترز إن غرفة واحدة استقبلت ما بين 200 إلى 300 جريج، "لم أر مثل هذا قط، إنه أمر مروع". 

وتقول هدى بارودي، التي تعمل مصممة في بيروت "لقد رمى الانفجار على بعد أمتار عدة، شعرت بالدوار وكنت مضرجة بالدماء، تذكرت انفجارا آخر شهدته ضد السفارة الأميركية عام 1983". 

وقالت الحكومة إنها تسعى لتقدير حجم الكارثة والخسائر المترتبة عليها، إذ قال وزير الصحة، حمد حسن في تصريح لرويترز "هناك العديد من المفقودين، هناك أشخاص يبحثون عن أحبائهم في غرف الطوارئ، من الصعب إجراء عمليات البحث لأنه لا توجد كهرباء". 

وأكد حسن وقوع 78 قتيلا وجرح قرابة 4 آلاف شخص. 

وتهشم زجاج النوافذ في أحياء العاصمة، بل طال مناطق تبعد كيلومترات عدة عنها، وفي قبرص، التي تبعد حوالي 180 كيلومترا عن بيروت، سمع سكان الجزيرة الانفجار، بينما قال أحد سكان نقوسيا إن نوافذ منزله اهتزت جراءه.

وقد أوصى مجلس الدفاع الأعلى اللبناني بإعلان بيروت مدينة منكوبة في أعقاب انفجار هائل، وأعلن حالة طوارئ لمدة أسبوعين في العاصمة وسلم مهام الأمن إلى السلطات العسكرية.

وأفاد بيان للمجلس، بث على الهواء مباشرة، بأن الرئيس ميشال عون قرر "تحرير الاعتماد الاستثنائي المنصوص عنه في المادة 85 من الدستور وفي موازنة العام 2020 والذي يبلغ 100 مليار ليرة لبنانية ويخصص لظروف استثنائية وطارئة".

كما أوصى المجلس قبل اجتماع للحكومة يوم الأربعاء بتكليف لجنة للتحقيق في الانفجار على أن تعرض نتائجها خلال خمسة أيام و"تتخذ أقصى درجات العقوبات على المسؤولين".

ولم تشرح أسباب وقوع  الانفجار المزدوج، بينما ذكرت وسائل إعلام محلية أن السبب من ورائه كان بسبب أعمال "لحام" لإصلاح ثقب في المستودع الواقع في الميناء. 

وبعد أن كانت الوكالة اللبنانية الحكومية أشارت إلى أن سبب اندلاع الانفجار هو حريق كبير في العنبر رقم 12 في مستودع للمفرقعات، ما أدى إلى موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، أكد  المدير العام للأمن العام في لبنان، عباس إبراهيم، أن الحادث نجم عن "مواد شديدة الانفجار".

ولاحقا، قال مصدر أمني إن "2700 طنا من مادة الأمونيا هي التي انفجرت"، قبل أن يتعهد رئيس الحكومة ،حسان دياب، بمحاسبة المسؤولين "لأنه من غير المقبول أن تكون شحنة من نترات الأمونيوم تقدر بـ2750 طنا موجودة منذ ست سنوات في مستودع، من دون اتخاذ إجراءات وقائية".

ونقلت الوكالة الوطنية للإعلان عن عون قوله خلال الاجتماع إن "كارثة كبرى حلت بلبنان"، مشددا على "ضرورة التحقيق فيما حدث وتحديد المسؤوليات، لا سيما أن تقارير أمنية كانت أشارت إلى وجود مواد قابلة للاشتعال والانفجار في العنبر المذكور".

عن "وكالة رويترز للأنباء"


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية