
أثارت تصريحات الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي المغربي عبد الإله بنكيران، التي وصف فيها وزير العدل عبد اللطيف وهبي بـ "وزير الفساد"، أثارت غضباً واستنكاراً في الوسطين السياسي والحزبي.
ووفق ما نقل موقع (ميدل إيست أون لاين)، فقد اعتبر البعض أنّ بنكيران يستخدم الدين غطاء لمهاجمة خصومه، ويحاول إظهار نفسه وصيّاً على الدين والأخلاق، في خطاب شعبوي تجاوز فيه حدود اللباقة، بينما يفترض أنّه كان يوماً ما رجل دولة حين قاد حكومة الإسلاميين الأولى بعد 2011، وأنّه يفترض أن يكون خطابه متزناً.
وقالت أوساط سياسية: إنّ ما بدر منه لا يليق بسياسي كان يوماً ما رئيساً للائتلاف الحكومي، وإنّ تهجمه على وزير العدل فيه انتهاك واضح للأخلاق والقانون، بما يستوجب تتبعه قضائيّاً.
بنكيران يستخدم الدين غطاء لمهاجمة خصومه، ويحاول إظهار نفسه وصياً على الدين والأخلاق في خطاب شعبوي.
وكان بنكيران قد هاجم وهبي في كلمته خلال التجمع العام الافتتاحي للحملة الانتخابية لحزبه المنعقد الأحد الماضي بالرباط؛ بسبب "دفاعه عن العلاقات الرضائية"، قائلاً: إنّه "يجب أن نسميها بمسماها الحقيقي الذي هو الزنى"، مضيفاً أنّ "هذا ليس وزير عدل، بل وزير فساد، وليس من المعقول أن يبقى في حكومة أمير المؤمنين".
وكثيراً ما انتقد أمين عام "البيجيدي" حكومة عزيز أخنوش، معتبراً أنّها فشلت في الوفاء بوعودها، رغم أنّ التقارير تشير إلى أنّ الوزراء الحاليين نجحوا في تسوية العديد من الملفات وإيجاد حلول للمشاكل التي خلفتها حكومتا الإسلاميين.
وردّاً على تصريحات بنكيران، قال عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار محمد أوجار لموقع (مدار 21) الإخباري المغربي: "يمكن أن نتفق أو نختلف مع عبد اللطيف وهبي، وأن نحيي ما يقوم به في كثير من المجالات، وأن نناقشه في بعض المواقف، ولكن لا يليق بتاتاً أن يسقط المعجم السياسي، خاصة من قبل رجل ترأس الحكومة وتولى الأمانة العامة لحزب نحترمه".
وأكّد أنّه "لا يمكن أن نقبل في إطار التدافع والتنافس السياسي أن يتجرأ وينحط رئيس حكومة سابق إلى أن يصف الرئيس الحالي للحكومة بألفاظ سوقية"، متابعاً: "اللحظة الانتخابية هي لحظة صدق وتنافس وتدافع، ولكن بقواعد أخلاقية وليس بالبهتان وترويج الأكاذيب"، حسب المصدر ذاته.
وأكد متابعون للمشهد السياسي أنّ تتبع المعتدي قضائياً صار ضرورياً، واعتبروا أنّ الخطاب بين عدد من السياسيين لا يتوافق مع دعوات العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى ضرورة تخليق الحياة العامة، وتجاوز السباب السياسي.
ويرى المحلل السياسي المغربي محمد شقير أنّ الأمين العام لحزب العدالة والتنمية قد "تجاوز كل الحدود في تهجمه على الوزير"، داعياً الأخير إلى مقاضاته لوضع حدٍّ لمثل هذا الخطاب داخل المشهد السياسي"، وفق ما نقل (مدار 21).