النمسا تكشف انتهاكات قانونية تركية على أراضيها.. هذه أبرزها

النمسا تكشف انتهاكات قانونية تركية على أراضيها.. هذه أبرزها


08/10/2020

لوّحت النمسا بإمكانية فرض الكثير من العقوبات على الجمعيات والهيئات التركية التي تعمل على أراضيها، بالإضافة إلى تغيير السياسة التي تتعامل بها مع تركيا، بسبب الممارسات المخالفة للقانون التي يمارسها بعض المحسوبين على نظام حزب العدالة والتنمية الحاكم.

 وأعلنت النمسا اكتشافها مخالفات مالية وضريبية في 211 جمعية تركية عاملة على أراضيها، وهو ما وصفته وزيرة الاندماج النمساوية سوزان راب بـ"الوقاحة".

 

النمسا تعلن اكتشافها مخالفات مالية وضريبية في 211 جمعية تركية عاملة على أراضيها

 

ووفق ما نشرته صحيفة "كرونه" النمساوية، فإنّ محققين بدؤوا منذ النصف الثاني من 2019 بتدقيق ملفات الضرائب في مئات الجمعيات التركية العاملة بالبلاد.

ونقلت الصحيفة عن وزير المالية جرينوت بلوميل قوله: إنه "تمّ فحص ملفات 211 جمعية تركية، والنتائج كانت مقلقة للغاية".

وتابع: "اكتشفنا أخطاء كبيرة، وسحبنا نتيجة لذلك وضعية عدم الربحية من 40% من الأعمال التي خصّصت للمراجعة، بسبب انتهاكات خطيرة للقوانين ومخالفات مالية". 

وأضاف: "هناك مخالفات تقدّر بالملايين، وهذا يضرّ بصورة العمل التطوعي بأكمله".

واستدعت الخارجية النمساوية الإثنين الماضي السفير التركي أوزان سيهون، للمرّة الثالثة خلال 5 أشهر، لتوضيح طبيعة القوانين النمساوية التي تجرّم التهرب الضريبي والتمويل الخارجي للمنظمات الناشطة بأراضيها.

اقرأ أيضاً: إس-400 وناغورني كاراباخ يضعان تركيا بمواجهة الغرب

ونقلت الصحيفة النمساوية، عن مصادر لم تسمّها، قولها: إنّ هناك ضغوطاً كبيرة على فيينا لاتخاذ خطوات قوية ضد الجمعيات التركية.

ودفعت تصرفات نظام أردوغان "غير المسؤولة" العلاقات مع فيينا إلى الهاوية، وخلقت توتراً غير مسبوق منذ عقود، متوقعة أن تتزايد الضغوط على الحكومة لاتخاذ إجراءات قوية ضد أنقرة وأذرعها في النمسا.

ففي أواخر أيار (مايو) الماضي، نشرت صحيفتا "فولكس بلات" و"كرونه" النمساويتان، مقطع فيديو لفعالية نظمتها السفارة التركية بمقرّ معهد "وندر" التركي المثير للجدل، بالعاصمة فيينا، بدعم من مؤسسة خيرية مقرّبة من بلال نجل أردوغان.

 

مجموعة من تنظيم "الذئاب الرمادية" المتطرف تهاجم مظاهرة للأكراد واليساريين كانت تندد بالفاشية في فيينا

 

ووثق المقطع احتفالاً بانتهاء شهر رمضان، حضره السفير التركي أوزان سيهون ونواب عن حزب أردوغان ومجموعة من الطلبة الأتراك في النمسا، بمشاركة مسؤولين بالحزب عبر تقنية الفيديو كونفرانس.

ووزّع السفير التركي الهدايا والمواد الغذائية والإعانات المادية على الطلبة الأتراك، وجميعهم كانوا من المقرّبين من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا.

وفي كلمته بالمناسبة، قال السفير: إنّ "المسيحيين لا يقومون بمثل ما نفعله هنا"، مضيفاً: "في عيد الميلاد (عيد ميلاد السيد المسيح)، وأنا أقول كلمة عيد الميلاد باللغة الألمانية حتى تفهموا ما أعنيه، يتصرّف المسيحيون بأنانية، وينسحبون إلى جدرانهم الأربعة، ولا يوزّعون الهدايا كما نفعل".

تلك التصريحات أثارت استياءً عارماً في النمسا، ووُصفت بأنّها "ازدراء للدين المسيحي"، وعلى إثرها استدعت وزيرة الاندماج النمساوية سوزان راب السفير التركي للاحتجاج.

اقرأ أيضاً: تركيا والحسابات الخاطئة

وقالت راب حينها: إنّ "السفير اعتذر، لكننا لن نتسامح أبداً مع النفوذ التركي في النمسا"، مضيفة: "بدأنا تحقيقاً شاملاً في الفاعلية التي حضرها السفير التركي في معهد وندر في فيينا وما جرى فيها من مخالفات".

لم يمرّ شهر واحد على أزمة سيهون، حتى اختلق النظام التركي أزمة جديدة مع النمسا، حين هاجمت مجموعة من تنظيم "الذئاب الرمادية" المتطرّف مظاهرة للأكراد واليساريين كانت تندّد بالفاشية في فيينا، ما أدّى لاندلاع اشتباكات بالحجارة وزجاجات المياه، وإحداث أعمال شغب واسعة، أصيب خلالها عنصرا شرطة.

اقرأ أيضاً: تركيا تسعى إلى توريط «الناتو» في الحرب الأذرية ـ الأرمينية!

وقد أشعلت الواقعة الغضب بأروقة السياسة النمساوية، ما دفع وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالينبرغ إلى استدعاء السفير التركي إلى الوزارة وتوبيخه، وهو ما اعترف به سيهون في وقت لاحق، وقال: إنه "تلقى معاملة غير لائقة".

فيما قال المستشار النمساوي سبستيان كورتس، خلال تصريحات نقلها موقع التلفزيون المحلي "أو آر إف": إنّ "تركيا تبث الفتنة، وتخلق أجواءً تخدم مصالحها الخاصة في النمسا".

لم يتوقف الأمر عند ذلك، فقد أعلنت السلطات النمساوية، نهاية آب (أغسطس) الماضي، اكتشاف شبكة تجسّس تركية في النمسا.

اقرأ أيضاً: تركيا في ليبيا.. إلى أين؟

وقالت صحيفة "كرونه" النمساوية: إنّ سلطات إنفاذ القانون في فيينا تتبعت أثر جاسوس تركي خلال التحقيق في اشتباكات حزيران (يونيو) الماضي بين نشطاء أكراد وأتراك في قلب فيينا.

ونقلت الصحيفة عن وزير الداخلية كارل نيهامر قوله: "المشتبه به اعترف بأنه جزء من شبكة تجسّس تنقل المعلومات إلى الحكومة التركية"، مضيفاً: إنّ "مكتب المدعي العام النمساوي يعتزم توجيه الاتهام للمشتبه به بالتجسس".

اقرأ أيضاً: تركيا متهمة دولياً بتأجيج الصراع بين أرمينيا وأذربيجان.. ما الجديد؟

ولفت الوزير إلى أنّ المشتبه به كان سجيناً في تركيا، وكان شرط الإفراج عنه هو العمل جاسوساً على الرعايا الأتراك المقيمين في النمسا.

ودفعت الحادثة الوزيرة سوزان راب إلى التحذير من أنّ "النمسا أصبحت دولة مستهدفة من قبل أنشطة التجسس التركي"، مضيفة أنّ "المخابرات التركية تمارس نفوذها على الأفراد والجمعيات والمساجد التركية العاملة هنا".

وتابعت: إنّ "ذراع رجب طيب أردوغان الطولى تصل إلى فيينا، وهذا يضرّ الاندماج في النمسا، ونحن لن نتسامح معه".

ولم تمرّ أيام حتى انكشف المخطط الأكبر، حين سلّم عميل للاستخبارات التركية نفسه لنظيرتها النمساوية، واعترف بوجود خطط تركية لتنفيذ سلسلة من الاغتيالات السياسية في فيينا.

 

السلطات النمساوية تعلن نهاية آب الماضي اكتشاف شبكة تجسس تركية في النمسا

 

ونقل موقع "زاك زاك" المحلي، عن مصادر لم يسمّها،  قولها: إنّ هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) أجرت تحقيقات مع العميل الذي أقرّ بأنه يسعى لتنفيذ اغتيالات سياسية تشمل السياسي بريفان أصلان، ومالك الموقع بيتر بيلتس السياسي النمساوي المناوئ لتركيا، إضافة إلى عضو البرلمان الأوروبي أندريس شنايدر.

وبما يتعلق بموضوع التجسّس، استنكرت تركيا مطلع أيلول (سبتمبر) الماضي، ادعاءات فيينا بأنّ أنقرة تقوم بتجنيد عملاء للتجسّس لمصلحتها في النمسا.

جاء ذلك على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية حامي أقصوي، في معرض إجابته خطياً عن سؤال صحفي بشأن ادعاءات السلطات النمساوية، وفق وكالة "الأناضول".

اقرأ أيضاً: استمرار حالات الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي للمعارضين في تركيا

وقال أقصوي: "نرفض الادعاءات الصادرة عن السلطات النمساوية التي لا أساس لها بحقّ بلادنا، ومن الواضح أنّ أوساطاً معادية لتركيا تقف وراءها".

وأضاف: إنّ تركيا تلقت بدهشة الاتهامات التي وجّهتها حكومة فيينا إلى أنقرة بشكل غير مسؤول، انطلاقاً من تلك الادعاءات.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية