النظام الإيراني يحاول إسكات صوت الفنانين... ما علاقة احتجاجات عبادان؟

النظام الإيراني يحاول إسكات صوت الفنانين... ما علاقة احتجاجات عبادان؟


01/06/2022

تعرّض عدد من الفنانين لتهديدات وضغوط من جهات أمنية مختلفة بعد إصدار بيان يدعو القوات الأمنية إلى وضع الأسلحة أرضاً، والعودة إلى أحضان الشعب، في إشارة إلى احتجاجات مدينة عبادان، جنوب غربي إيران.

وكتب المخرج الإيراني محمد رسول آف، وهو أحد الموقعين على البيان المذكور، على صفحته على موقع "إنستغرام": بعد ساعات من صدور بيان "ضع سلاحك أرضاً"، تم إجراء اتصالات مكثفة من قبل مختلف المؤسسات مع الموقعين على البيان، واستمرت الضغوط لسحب التوقيعات، أو إجراء مقابلات مع وكالات الأنباء لإبطال شرعية البيان"، وفق ما نقلت وكالة "إيران إنترناشيونال".

عدد من السينمائيين يتعرضون لتهديدات وضغوط من جهات أمنية ومسؤولين في النظام بعد إصدار بيان يدعو القوات الأمنية إلى عدم قمع المتظاهرين

وأضاف رسول آف: "قاموا بترهيب بعض الموقعين بالاعتقال، وقالوا للبعض الآخر إنّهم حُرموا من العمل، هذا هو حال حرية التعبير في الجمهورية الإسلامية، البعض يعتقد أنّ السينما معسكر، ويسعون لإسكات صوت السينمائيين ضد العنف من خلال العسكرة".

وكان السينمائيون في إيران قد أشاروا في بيانهم إلى احتجاجات مدينة عبادان، وغيرها من الاحتجاجات التي اندلعت مؤخراً في مدن إيرانية مختلفة، وطالبوا قوات الشرطة المسؤولة عن قمع الشعب بوضع أسلحتها أرضاً.

وجاء في البيان أنّ "الشعب المضطهد هتف من جميع أنحاء إيران تضامناً وتعاطفاً" مع أهالي ضحايا مجزرة تشرين الثاني (نوفمبر) 2019 في إيران، واليوم مع الأسر الثكلى في عبادان.

محمد رسول آف: بعد ساعات من صدور بيان، ضغطت جهات أمنية على السينمائيين لسحب التوقيعات أو إجراء مقابلات لإبطال شرعيته

وأضاف السينمائيون الإيرانيون: "الآن، وبعد أن أدّى غضب الشعب العام الناجم عن الفساد والسرقة والتقاعس والقمع إلى تيار من التضامن الذي تجلّى في الاحتجاجات الشعبية، ندعو جميع العاملين في القوات العسكرية الذين أصبحوا أدوات قمع، بأن يعودوا إلى أحضان الشعب".

وعقب بيان سينمائيي إيران، هدّد وزير الإرشاد الإيراني، دون الإشارة مباشرة إلى هذا البيان: "سنواجه أولئك الذين يريدون الوقوف بوجه الحرس الثوري، وحراس البلاد، ببيانات بذيئة وتصريحات وهمية".

وعقب تهديد وزير الإرشاد، كتبت وكالة أنباء "مهر"، التابعة لمنظمة الدعاية الإسلامية، أنّ المخرج السينمائي رهبر قنبري سحب توقيعه من البيان قائلاً: "الوطن والحفاظ على تماسكه وأمنه خط أحمر مشترك لدينا جميعاً".

وكانت "مهر" قد كتبت في وقت سابق أيضاً أنّ داريوش ياري، صانع الأفلام الوثائقية ومخرج المسلسلات التلفزيونية "يرفض" توقيعه على هذا البيان.

وكالات أنباء رسمية تدّعي أنّ مخرجين سحبوا تواقيعهم من البيان، ونفوا معرفة أنّ محتواه سيكون حول قمع الأمن للمتظاهرين

وزعمت وكالة أنباء "تسنيم"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، في مقال لها أمس، أنّ عدداً من المخرجين الذين وقعوا بيان السينمائيين حول حادثة انهيار مبنى "متروبل" "احتجوا على أجزاء من نص البيان التي تتضمن قضايا سياسية وأمنية".

وتأتي هذه التهديدات عقب موجة جديدة من الاحتجاجات المناهضة للنظام، التي اندلعت عقب انهيار مبنى "متروبل" في عبادان، وهو الحادث الذي تضامن معه العديد من الفنانين الإيرانيين، بمن فيهم زهرا أمير إبراهيمي، التي فازت بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان "كان" السينمائي عن دورها في فيلم "العنكبوت المقدّس".

وقالت زهرا أمير إبراهيمي عند تسلمها الجائزة: "السعادة والنجاح مفهومان عامّان وجماعيان بالنسبة إليّ، وعلى الرغم من أنّني سعيدة للغاية في الوقت الحالي، إلا أنّ جزءاً من وجودي حزين على الشعب الإيراني، الذي يواجه العديد من المشاكل كلّ يوم".

وأضافت: "قلبي مع عبادان، وقلبي مع كلّ زاوية في إيران. أنا هنا، لكنّ قلبي مع رجال ونساء إيران".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية