الناشطة الحقوقية أروى الخطابي: "الإخوان" في اليمن أداة بيَد أردوغان

الناشطة الحقوقية أروى الخطابي: "الإخوان" في اليمن أداة بيَد أردوغان


كاتب ومترجم جزائري
02/09/2020

ترجمة: مدني قصري

قالت الأكاديمية والناشطة الحقوقية، أروى الخطابي: إنّ جماعة الإخوان المسلمين في اليمن كانت أداة لتنفيذ خطط الرئيس، رجب طيب أردوغان، التوسعية لإحياء الإمبراطورية العثمانية.

تعاني النساء في الشرق الأوسط عموماً من التهميش، لا سيما في الدول التي تستخدم الإسلام ذريعة لتطبيق قوانينها والقوانين الإسلامية، وفق مفاهيمها.

مع صعود جماعة الإخوان المسلمين في تركيا، بقيادة أردوغان، ومع اندلاع ثورات الربيع العربي باتت أحلام أردوغان بالعودة إلى أيام خلافة العثمانيين أقرب إلى التحقّق

وأعلنت أروى الخطابي، وهي باحثة يمنية وناشطة حقوقية، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء "ANHA"؛ أنّه "على الرغم من تشكيل تحالفات وكيانات نسوية يمنية ثورية، فإنّ دور العصر اليمني في دعم تقدم عملية السلام ما يزال ضعيفاً للغاية؛ حيث لم تضمن الأحزاب السياسية الوجود السياسي للمرأة، ما يشير إلى أنّ الحكومة اليمنية الشرعية هي بالأساس من جماعة الإخوان المسلمين، وليست جاهزة لإعطاء المرأة دوراً مهماً في مفاوضات السلام.

هنا تفاصيل الحوار:

كيف تُقيّمين الأحداث والصراعات التي تدور في اليمن اليوم وطموحات الدولة التركية؟

الصراع في اليمن مستمر منذ فترة طويلة جداً، لكن وفق السؤال عن الأطماع التركية في اليمن؛ فإنّ الأتراك لم يغادروا اليمن إلا عام 1918، بعد هزيمتهم في الحرب العالمية الأولى، التي أجبرتهم على الانسحاب منها، ومن كلّ الأراضي التي كانوا يحتلونها في الوطن العربي وفي القارة الأوروبية.

بعد مغادرة اليمن حكمت الإمامة الزيدية، من عام 1918 حتى ثورة 26 أيلول (سبتمبر) الأبدية، تميزت فترة الإمامة بالحروب والاضطرابات السياسية الدائمة التي تسبّبت في الانهيار الاقتصادي والاجتماعي لليمن، والفساد والفقر والجوع وانتشار الأمراض، وهو ما أدّى إلى هجرة أعداد كبيرة من اليمنيين.

مع هزيمة الإمامة، في ثورة 26 أيلول (سبتمبر) 1962، حاولت مختلف الحكومات الجمهورية تحسين الأوضاع السياسية والاقتصادية للمواطنين، لكنّ نجاحها كان متواضعاً دائماً؛ بسبب استمرار المشكلات والحروب الداخلية بين اليمنيين أنفسهم، وفي أوائل التسعينيات، تمّ توقيع اتفاقية وحدة اليمن، في 22 أيار (مايو) 1990. 

أدّت تقلبات الوضع العربي وحرب الخليج الأولى إلى زعزعة استقرار الوحدة اليمنية، وفي عام 1994 اندلعت حرب كبرى بين مهندسي الوحدة، مما أحدث شرخاً كبيراً في الصفوف الوطنية، التي ما نزال نعاني منها حتى اليوم، مع انتشار الفساد والفشل السياسي والاقتصادي، فضلاً عن انتشار الجماعات الدينية المتصارعة، وقد دخلت هذه المنطقة العربية في صراع مع الجماعات الإسلامية، من أجل السيطرة على النفوذ، وانتشار الأموال المخصصة للأحزاب الدينية والميليشيات الإسلامية التي ساهمت في تدمير الدولة من الداخل.

المرأة اليمنية تحتاج للدعم، في الدور الذي تلعبه على كافة المستويات السياسية والقانونية.. والأحزاب السياسية لم تمنح المرأة حضوراً كبيراً، أو شرعية لِلَعب دورٍ مهمّ

وهكذا ظهرت جماعة الحوثي منذ أوائل التسعينيات، وساهمت في ستّ حروب دمّرت الدولة بين عامَي 2004 و2010، وظهرت أيضاً القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وتسبّبت بتدمير الدولة، بقتل قادة الجيش والأمن، وأخيراً؛ ظهر تنظيم داعش الذي دمّر كثيراً من قدرات اليمن.

عام 2011؛ اندلعت ثورات الربيع العربي، وبدأت التحالفات تتغير، وتشكّلت المصالح الدولية بطرق أخرى".

ما هي أهداف توسيع المشروع الاستعماري العثماني الجديد في اليمن؟

مع صعود جماعة الإخوان المسلمين في تركيا، بقيادة رجب طيب أردوغان، ومع اندلاع ثورات الربيع العربي، التي موّلتها، كما تقول تقارير، قطر المقربة من الأتراك، باتت أحلام أردوغان بالعودة إلى أيام خلافة العثمانيين، أقرب إلى التحقّق. 

في بداية الثورة، ظهر رجل الدين الشهير، عبد المجيد الزنداني(1)، في مكان التغيير، حيث أعلنت اعتصامات الثورة عن قيام الخلافة الإسلامية عام 2020، وبالفعل؛ ما انفكّ هذا الرجل يعلن بلا انقطاع ما يدور في أذهان الإخوان المسلمين، وما كان يدور في اجتماعاتهم المغلقة. 

وبالفعل ظهرت حقائق كثيرة تؤكّد المدّ العثماني الجديد في المنطقة واليمن على وجه الخصوص، وقد سعت قطر، كمُموّلة، واليمن كداعم لاستعادة الخلافة الإسلامية، إلى تأكيد التوسع التركي في المنطقة، وهو ما أكّده عقد تنظيم الإخوان المسلمين اليمنيين في تركيا، بقيادة شيخ العشيرة ورجل الأعمال الإخواني، حميد الأحمر.

على الرغم من أنّ السلطات التركية لم تخفِ طموحاتها التوسعية في المنطقة، إلا أنّها لم تُعبِّر عن رأي واضح في ذلك الوقت، وما حدث قبل أسابيع قليلة من تحويلٍ متحف آيا صوفيا إلى مسجد، لا يبتعد كلياً عن مجال محاولة تركيا إعادة الخلافة الإسلامية إلى المنطقة؛ هذا العمل ليس بريئاً، وليس محايداً، لكنّه يرمز إلى طموحات تركيا في المنطقة العربية، بما في ذلك اليمن؛ حيث يشكل تحدّياً للمجتمع الدولي، ولأوروبا التي ترفض انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.

وماذا عن دور المرأة في دفع عملية السلام؟

فيما يتعلق بدور المرأة في دفع عملية السلام؛ فهو ضعيف للغاية بشكل عام، رغم وجود بعض الناشطات النسويات اللاتي يتواصلن مع المبعوث الدولي لحلّ القضية اليمنية، مارتن غريفيث، تلتقي هذه المنظمة النسائية غريفيث بين الحين والآخر، وتقدم اقتراحاتها، لكن هذا ما يزال مجرد زخرفة. 

الأحزاب السياسية لم تمنح المرأة حضوراً سياسياً كبيراً، أو شرعية لِلَعب دورٍ مهمّ في مفاوضات السلام.

 وما هي الاحتجاجات التي تنظمها المرأة في اليمن؟ 

فيما يخص الاحتجاجات النسوية، فهي متنوعة، ومتنوّعة للغاية، فعلى سبيل المثال؛ هناك العديد من الإجراءات لإطلاق سراح السجينات والمعتقلات في السجون، وهناك جمعية أمهات المفقودين والمخطوفين قسراً، وهناك منظمة تضامن المرأة لصالح السلام، وجميع هذه المنظمات تحاول الدفاع عن حقوق المرأة وحقوق الإنسان.

في آذار (مارس)؛ أنشأنا كتلة 8 أذار (مارس) في جنيف، لصالح المرأة اليمنية من أجل الدفاع عن حقوق المرأة والطفل، والمساهمة في مفاوضات السلام، وكانت الدكتورة، وسام باسنداوا، رئيسة المنظمة الشهيرة لحقوق الإنسان، ونأمل ألا يتمّ استبعاد جميع النساء من مفاوضات السلام، كما أودّ أن أؤكد أنّ المرأة اليمنية في حاجة إلى مزيد من الدعم، في الدور الذي تلعبه على كافة المستويات السياسية والقانونية.

هامش:

(1) عبد المجيد بن عزيز الزنداني؛ سياسي داعية يمني وهو المؤسس لجامعة الإيمان باليمن، ومؤسس الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنّة في مكة المكرمة ورئيس مجلس شورى حزب التجمع اليمني للإصلاح، وأحد كبار مؤسسي جماعة الإخوان المسلمين في اليمن.

مصدر الترجمة عن الفرنسية :

urdistan-au-feminin.fr



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية