الموساد مجدداً في قفص الاتهام بعد اغتيال البطش

حمل اغتيال العالِم والأكاديمي الفلسطيني فادي البطش في ماليزيا صباح أمس السبت أصابع جهاز "الموساد" الإسرائيلي، الذي يحفل سجله بسلسلة كبيرة من الاغتيالات التي طالت فلسطينيين على مدى عقود من الصراع الصهيوني الفلسطيني. وقد دأب "الموساد" على تجنيد عملاء لهم من دول كثيرة في العالم، حتى يخفي الأدلة المباشرة على تورطه في الجرائم. وقد سارعت وسائل إعلام عبرية إلى اتهام البطش بأنه "مهندس في حماس وخبير طائرات بدون طيار".

واتهمت عائلة البطش، المولود في بلدة جباليا الفلسطينية، الموساد الإسرائيلي بتدبير عملية الاغتيال، مطالبة بفتح تحقيق عاجل.

وفي هذا السياق، كما يرصد متابعون، أعلن نائب رئيس الوزراء الماليزي، وزير الداخلية، أحمد زاهد حميدي، أنّ منفذي عملية اغتيال الأكاديمي الفلسطيني، فادي البطش، من القوقاز وعلى صلة باستخبارات أجنبية.

وأكد نائب رئيس الوزراء الماليزي أنّ بلاده ستطلب من الشرطة الدولية (الإنتربول) تعقب منفذي اغتيال البطش.

يعيش البطش، وهو محاضر جامعي في الهندسة الكهربائية في ماليزيا برفقة زوجته وأبنائه الثلاثة منذ 10 سنوات

وقال حميدي في تصريحات نقلتها صحيفة "نيو سترايتس تايمز" المحلية إنّ "السلطات لا تستبعد احتمال تورط وكالات أجنبية، بناءً على كيفية قتل الأكاديمي فادي البطش".

وأضاف: "يمكن أن يكون لقتله بعض الصلات مع وكالات استخبارات أجنبية، أو بعض الدول غير الصديقة لفلسطين".

وفي السياق أمر الوزير الماليزي شرطة بلاده بـ"إجراء تحقيق شامل في القضية، بما في ذلك الحصول على مساعدة الإنتربول (منظمة الشرطة الجنائية الدولية)، وآسيانبول (الجهة الرسمية المكونة من أجهزة الشرطة التابعة لرابطة أمم جنوب شرق آسيا) وغيرهما من الوكالات المعنية".

وأوضح حميدي أنّ التحقيقات الأولية أظهرت أنّ مرتكبي الواقعة "استقلا دراجة نارية من طراز BMW GX" معرباً عن أسفه إزاء واقعة الاغتيال.

ومضى قائلاً: "أنا حزين لما حدث، وحسب معلومات الشرطة، كان الضحية يقيم هنا لمدة 10 سنوات، وكان خبيراً في الهندسة الكهربائية وصناعة الصواريخ".

ويعيش البطش المختص، وهو محاضر جامعي في الهندسة الكهربائية في ماليزيا برفقة زوجته وأبنائه الثلاثة منذ 10 سنوات. وهو حاصل على شهادة الدكتوراة في الهندسة الكهربائية. بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف. كما أنه حاصل على وسام الشرف الماليزي الذي منحه إياه الرئيس الماليزي شخصياً لابتكاره العلمي المبدع في مجال الهندسة الكهربائية.

بعض التغريدات للبطش: 

سجل علمي حافل

يتميز البطش بسجل علمي حافل، فقد حصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في الهندسة الكهربائية من الجامعة الإسلامية في غزة أواخر عام 2009، وعقب ذلك تمكن من الحصول على قبول الدكتوراه من جامعة "مالايا" الماليزية.

بعد حصوله على درجة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية وتحقيقه إنجازات علمية، سرعان ما حصل على منحة خزانة الحكومية (Yayasan Khazanah 2016)  كأول عربي، وهي الأولى في ماليزيا من حيث جودة المنحة ومن أفضل الجوائز العالمية.

وسائل إعلام عبرية اتهمت البطش بأنه "مهندس في حماس وخبير طائرات بدون طيار"، وعائلته حملت مسؤولية اغتياله لإسرائيل

وأعد الفلسطيني فادي البطش خلال دراسته الدكتوراه في منحة الخزانة بحثاً حول رفع كفاءة شبكات نقل الطاقة الكهربائية باستخدام تكنولوجيا إلكترونيات القوى. ونجح فعلياً في ابتكار جهاز يعتمد تصميمه على تكنولوجيا إلكترونيات القوى، ومن ثم توصيله بشبكة نقل الطاقة الكهربائية وتحسين كفاءة الشبكة بنسبة تصل لــ 18 %.

ويحقق البحث في حال تطبيق فكرته عدة فوائد أهمها تقليل الفقد في الطاقة (Power Losses)  الذي ينتج عن عملية نقل الطاقة الكهربائية من محطات توليد الطاقة الكهربائية عبر خطوط النقل إلى المستهلكين، إلى جانب تحسين كفاءة شبكة نقل الكهرباء عموماً.

كما حقق البطش، إنجازات أكاديمية أخرى، منها نشر 18 بحثاً محكماً في مجلات عالمية، والمشاركة في أبحاث علمية محكمة في مؤتمرات دولية عقدت في عدة دول، والحصول على جائزة أفضل بحث في مؤتمر (Saudi Arabia Smart Grid conference SASG - 2014) والذي عقد في السعودية.