المنظمة الصهيونية تطلب من إسرائيل بناء مساكن لإيواء اللاجئين الأوكرانيين في هذه المناطق

رغم أنّ اسرائيل ترفض دخول الأوكرانيين حتى بعد نشوب الحرب، وإعادة بعضهم إلى الدول القادمين منها، وطلب ما يثبت أنّهم لا يعتزمون البقاء فيها، لكي لا يتحولوا إلى ماكثين غير قانونيين أو لاجئين، تقدّمت المنظمة الصهيونية العالمية أمس بطلب إلى الحكومة الإسرائيلية لبناء بلدة يهودية في منطقة النقب تضم (1000) وحدة سكنية لإيواء يهود أوكرانيا القادمين إلى إسرائيل هرباً من الحرب.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في تقرير لها أمس: إنّ المنظمة الصهيونية وضعت خطة طوارئ لاستيعاب يهود أوكرانيا.

إسرائيل ترفض دخول الأوكرانيين حتى بعد نشوب الحرب، وإعادة بعضهم إلى الدول القادمين منها، وطلب ما يثبت أنّهم لا يعتزمون البقاء فيها

وقال رئيس قسم الاستيطان في المنظمة يشاي ميرلنغ: إنّه "قبل أسابيع من بدء الحرب الروسية الأوكرانية، وضع خطة مفصلة لإنشاء منازل مؤقتة للعائلات اليهودية في أوكرانيا التي تخطط للهجرة إلى إسرائيل، وعرضها على رئيس المنظمة الصهيونية العالمية والقائم بأعمال رئيس الوكالة اليهودية لإسرائيل، يعقوب حاجويل" .

تتضمن الخطة إنشاء مبانٍ سكنية بأحجام مختلفة تتراوح مساحاتها ما بين (55) متراً مربعاً و(90) متراً مربعاً، يتمّ استخدامها كمجمعات لإيواء المهاجرين اليهود الأوكرانيين، أو أولئك الذين يفكرون في الهجرة منها. ولم يتم تحديد موقع هذه البلدة، علماً بأنّ هناك نزاعاً كبيراً بين عرب النقب والحكومة الإسرائيلية التي تحاول التخلص من تجمعاتهم السكنية ومصادرة أراضيهم، وفي هذا الإطار تمارس عمليات هدم واسعة لبيوت مبنية بلا تراخيص في قراهم، وتتحدث عن خطة تهويد للنقب.

المنظمة الصهيونية العالمية تطلب من الحكومة الإسرائيلية بناء بلدة يهودية لإيواء يهود أوكرانيا القادمين إلى إسرائيل

وبحسب مصادر حكومية، قالت الصحيفة: إنّ خطة الطوارئ تشتمل على إنشاء مبانٍ سكنية ليهود أوكرانيا أيضاً في مناطق أخرى، في حال قدوم عدد كبير من المهاجرين الفارين من الحرب. وهناك احتمال أن يتم بناء وحدات سكنية في مستوطنات غور الأردن، وهي منطقة محتلة في الضفة الغربية، وكذلك في مناطق قريبة من الحدود الشمالية في النقب ووادي عربة (على الحدود مع الأردن) ووادي الينابيع بالقرب من بيسان.

وكان السفير الأوكراني في تل أبيب إيفغين كورنيتشوك قد صرّح بأنّ إسرائيل ترفض دخول مواطنين أوكرانيين.

القنصل الأوكراني: نطلب خطوة إنسانية، خاصة من الدولة الإسرائيلية، وفتح الباب أمام اللاجئين

وبعث القنصل الأوكراني في إسرائيل رومان كوتوفيتش رسالة إلى وزارة الداخلية الإسرائيلية، يوم الإثنين الماضي، طلب فيها السماح لجميع المواطنين الأوكرانيين الذين يصلون إلى مطار بن غوريون بالدخول إلى إسرائيل، حسبما نقلت صحيفة "هآرتس" أول من أمس.

وجاء في رسالة القنصل الأوكراني: "نطلب خطوة إنسانية، خاصة من الدولة اليهودية والأمّة الإسرائيلية، وفتح الباب أمام اللاجئين.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ أوكرانيا على رأس قائمة الدول التي تحظر إسرائيل دخول مواطنيها إليها، لمنع هجرة غير قانونية. وخلال الأعوام 2018 – 2021 منعت إسرائيل دخول (15,430) أوكرانياً، وهذا أعلى عدد من الأجانب الذين طلبوا الدخول إلى إسرائيل.

إسرائيل أقرّت إجراءات جديدة بخصوص الأوكرانيين، فسيدخل جميع الأوكرانيين إلى إسرائيل من دون مانع، إذا دعاهم إسرائيلي، وسيطالب بالتوقيع على تعهد

ويتواجد في إسرائيل حالياً قرابة (7200) أوكراني انتهت صلاحية تأشيرة دخولهم، ويشكّلون 24% من مجمل الأجانب المتواجدين في إسرائيل بصورة غير قانونية.

وقالت سلطة السكان والهجرة الإسرائيلية، في أعقاب التوجهات الأوكرانية: إنّه تم إقرار إجراءات جديدة بخصوص الأوكرانيين.

وقالت وزيرة الداخلية الإسرائيلية أييليت شاكيد: "سيدخل جميع الأوكرانيين إلى إسرائيل من دون مانع، إذا دعاهم إسرائيلي، وسيطالب بالتوقيع على تعهد بألّا يستقروا في البلاد، وعليه إيداع كفالة، وإذا لم يدعهم أحد، فإنّهم سيدخلون كسياح، (بشرط) ألّا يكون هناك اشتباه بأنّهم سيستقرون في إسرائيل، وإذا كان هناك اشتباه، فسوف ينقلونهم إلى الاستجواب".

وأشارت الصحيفة إلى حالات وصل فيها أوكرانيون إلى إسرائيل الأسبوع الماضي، ومُنعوا من الدخول، وبينهم مواطنة أوكرانية جاءت عن طريق هنغاريا مع والدتها الإسرائيلية وزوج والدتها، وسمحت السلطات بدخول الأم وزوجها، ورفضت دخول الأوكرانية، وتعيد السلطات الإسرائيلية الأوكرانيين في هذه الحالات إلى الدولة التي قدموا منها مباشرة.

وفي حالة أخرى سمحت السلطات الإسرائيلية بدخول مواطنة أوكرانية (54) عاماً، تسكن ابنتها في إسرائيل، وذلك لشهر واحد فقط، وبكفالة بمبلغ (30) ألف شيكل.