المعهد الفرنسي لعلوم الإسلام يتصدى لفكر الإخوان... كيف؟

المعهد الفرنسي لعلوم الإسلام يتصدى لفكر الإخوان... تفاصيل

المعهد الفرنسي لعلوم الإسلام يتصدى لفكر الإخوان... كيف؟


28/12/2022

برغم أنّه باشر مهامه فعلياً مؤخراً، يسعى المعهد الفرنسي لعلوم الإسلام للتصدي لفكر تنظيم "الإخوان" وباقي تيارات الإسلام السياسي، من خلال إطلاق برنامجه العلمي للمرّة الأولى عبر بناء قوة بحثية كبيرة من الأكاديميين والمفكرين والخبراء.

تساهم هذه البعثة في تطوير الدراسات العلمية والبحوث رفيعة المستوى حول علوم الإسلام في فرنسا، والترويج على المستوى الوطني للدراسة البحثية لنُظم المعتقدات الدينية والمعرفة ذات الصلة بسماحة الدين الإسلامي ودوره الحضاري والإنساني.

المعهد أطلق برنامجه العلمي للمرّة الأولى عبر بناء قوة بحثية كبيرة من الأكاديميين والمفكرين والخبراء من أجل تطوير الدراسات والبحوث حول علوم الإسلام في فرنسا

 ومع نهاية العام 2022، يسعى المعهد الذي تمّ إنشاؤه رسمياً في شباط (فبراير) الماضي، في منطقة أوبارفيلييه شمال باريس، لتطوير برامج الماجستير والدكتوراه، وتعزيز التدريب اللغوي عالي المستوى، وزيادة مجموعة الباحثين القادرين على الإشراف على أطروحات الدراسات العليا في علوم الإسلام، وفقاً لما نشره موقع 24 الإلكتروني.

وذلك من أجل المساهمة من خلال التدريب والبحوث في تعزيز مجالات التميّز وتطوير التخصصات الدينية النادرة، وإطلاق مناهج دراسية مبتكرة تعمل على مكافحة التطرف، وتساهم في تعزيز جهود إدماج الجاليات المُسلمة في المجتمع الفرنسي.

يسعى المعهد لإطلاق مناهج دراسية مبتكرة تساهم في تعزيز جهود إدماج الجاليات المسلمة في المجتمع الفرنسي

ويُعدّ معهد علوم الإسلام ثمرة جهود (8) شركاء من أبرز الجامعات والمؤسسات الأكاديمية العُليا في فرنسا؛ هي: جامعة إيكس مرسيليا، المدرسة العليا العامة في ليون، المدرسة العملية للدراسات المتقدمة، كلية الدراسات المتقدمة في العلوم الاجتماعية، المعهد الوطني للّغات والحضارات الشرقية، جامعة لوميير ليون 2، جامعة جان مولان ليون 3، جامعة ستراسبورغ، وذلك بالإضافة إلى وزارة التعليم العالي والبحث والابتكار.

المعهد الذي طالب بتأسيسه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في إطار جهود محاربة "الانفصالية"، والتصدّي لتيارات الإسلام السياسي في بلاده، بدأ في إطلاق منح دراسية وتقديم الدعم المالي للبحوث والدراسات العلمية حول الإسلام التي تتم بشكل أكاديمي بحت، قادر على تنوير الطلاب والباحثين والمهتمين في مجال العلوم والمعارف الإسلامية الحقيقية، بعيداً عن أفكار الإسلام السياسي أو ظاهرة الإسلاموفوبيا التي يحاول الإخوان تضخيمها واستثمارها لصالحهم.

وللالتزام بمهمته المتمثلة في تحديد وقيادة برامج البحث في علوم الإسلام، أطلق المعهد دعوة لتنفيذ مشاريع "من أجل إسلامولوجيا للتميّز"، بشرط أن يكون مُبتكرو هذه المشاريع البحثية التي تمتد على (3) أعوام للدكتوراه، قد شاركوا بأبحاثهم في مؤسسة أكاديمية فرنسية أخرى للتعليم العالي.

المعهد بدأ في إطلاق منح دراسية وتقديم الدعم المالي للبحوث والدراسات العلمية حول الإسلام

وأطلق المعهد أيضاً دعوة للمشاركة في مشاريع التأليف والتحرير العلمي وترجمة النصوص ذات الصلة بفكر الإسلام إلى الفرنسية، ومنها إلى العديد من اللغات الأجنبية الأخرى. ويُقدّم المعهد الدعم المالي للإقامات اللغوية في العالم العربي، وذلك للطلاب المسجلين في برامجه أو في أطروحة مشروع بحثي في علم الإسلام، ومن الذين سبق لهم بالفعل أن قاموا بدراسة اللغة العربية من غير الناطقين بها.

ومن أجل تشجيع أبحاث الشباب، يُقدّم المعهد منحاً دراسية لأطروحاتهم المكتوبة باللغة الفرنسية في أحد جوانب علوم الإسلام، ويتمّ التخطيط لتطوير برامج دائمة عبر الإنترنت من أجل التعليم المستمر على المدى الطويل، وذلك بهدف بناء برنامج علمي متماسك قادر على تلبية الاحتياجات المتزايدة للتدريب في جميع أنحاء الأقاليم الفرنسية.

يُشار إلى أنّ المؤسسات الجامعية الـ (8) الشريكة في تأسيس معهد علوم الإسلام بالتعاون مع وزارة التعليم العالي، تُقدّم منذ أعوام تدريبات ودراسات إسلامية، ولكنّ الجديد في المعهد هو التنسيق فيما بينها لاعتماد برنامج علمي مُشترك، ودعم مشاريع التدريب والبحث حول الإسلام لتخدم كلّ من يرغب في التعمّق في علومه، فضلاً عن تقديم مقترحات لصُنّاع القرار حول ما يُسمّى "الإسلام الفرنسي" باعتباره مُكوّناً رئيساً وفاعلاً في المجتمع.

هذا، وجدّدت وزارة التعليم العالي والبحث والابتكار الفرنسية دعوتها للمسؤولين الدينيين الذي يرغبون بالمساهمة في التعريف بالإسلام بشكل علمي للعمل بصفة مدراء مشاريع داخل المعهد، وكذلك للأئمة المُعتمدين، من خلال المساهمة في تقديم محاضرات وورش عمل، بالإضافة إلى تعزيز التدريب حول ممارسات الدين بشكل صحيح من قبل مراكز العبادة المعتمدة في إطار قانون الجمهورية الفرنسية.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية