دعا الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي الأحد حركة النهضة إلى التوافق معه وإنهاء توافقها القديم مع حزب نداء تونس، استعدادا للانتخابات العامة المقبلة، ناصحا الحركة الإسلامية بالسير معه ليأكلا سويا "التمساح" قبل أن يأكلهما، في إشارة إلى نداء تونس الذي أطاح به في انتخابات 2014 التشريعية والرئاسية.
وكان المرزوقي يتحدث في مؤتمر شعبي بمدينة صفاقس (جنوب) إحياء للذكرى الخامسة للمصادقة على الدستور الجديد لتونس في 27 يناير/كانون الثاني 2014.
وتوجه المرزوقي إلى حركة النهضة (68 مقعدا بالبرلمان من إجمالي 217 مقعدا) قائلا "إلى أصدقائي في حركة النهضة، ما الذي يجمعكم بمن توافقتم معهم؟"، مضيفا "أنتم إنما تغذون تمساحا اليوم سيأكلكم غدا في آخر لقمة".
وتابع "أنصح أصدقائي في حركة النهضة أن يسيروا معنا لنأكل التمساح بدل أن يأكلنا".
وتفكك حزب المرزوقي حراك تونس الإرادة في سبتمبر/ايلول 2018 بعد استقالة أعضائه الذين اتهموه بالاصطفاف والتخندق في المحور القطري التركي والتفرد بالقرار، في خطوة (الاستقالات) فسّرت على أنها تكتيك سياسي من أعضاء الحزب المستقيلين لحسابات انتخابية ويرجح أن ينضم المستقيلون للتيار الديمقراطي (المنشق عن المؤتمر من أجل الجمهورية وهو الحزب الذي أسس المرزوقي بعد الثورة).
واعتبر المرزوقي أن "التوافق القائم بين النداء والنهضة يترك التونسيين بدون أفق وأنا أقول للتونسيين الأفق هو 2019 (الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة) والتغيير يكون داخل المنظومة الديمقراطية بجموع المواطنين"، مضيفا "إلى أصدقائي اليساريين، عدوكم الحقيقي هو الفقر وليس الإسلام والإسلاميين".
وكانت حركة النهضة التي تحالفت مع حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي أسسه المرزوقي وحزب التكتل الديمقراطي وقادت الائتلاف الحكومي بعد الثورة ضمن ما سمي بالترويكا، قد تخلت عن حليفها (الرزوقي) في انتخابات 2014 وتحالفت مع نداء تونس.
ويسعى المرزوقي الذي فقد الدعم السياسي حتى من المقربين منه، إلى إعادة ترتيب تحالفاته على أمل العودة للحكم. ويبدو أنه يدفع لاستنساخ تجربة التحالف السابقة مع الحركة الإسلامية.
ومن غير الوارد أن تنساق حركة النهضة لدعوات المرزوقي لحسابات انتخابية، فالرجل لم يعد يتمتع بنفوذ سياسي كما كان في السابق والرهان عليه مجددا قد يأكل من نفوذ النهضة السياسي وقاعدتها الانتخابية.
وبخصوص الجدل المثار في البلاد حول استغلال فرنسا للثروات الطبيعة الباطنية في تونس، قال المرزوقي "الثروات الطبيعية ملك للشعب التونسي ونحن سنسترجع هذا الملك من لوبيات الفساد والنهب ."
لكن الرئيس التونسي السابق تجاهل أنه لم يفعل شيئا حين كان في السلطة ولم يقاوم الفساد ولم يتحدث عن مسائل تتعلق بثروات تونس وبعقود الاستغلال الأجنبية، ما يشير إلى أن تصريحاته في هذا الشأن لا تخرج عن سياق الدعاية الانتخابية.
وكانت هيئة الحقيقة والكرامة (دستورية مستقلة) نشرت في منتصف مارس/آذار 2018، وثائق تتعلق باتفاقيات أُبرمت في 1955، تتيح لفرنسا استغلال الثروات الباطنية من نفط وملح وماء وفوسفات، لا تزال سارية حتى يومنا هذا.
في سياق آخر، انتقد المرزوقي مشروع القانون الذي دفع به الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي للبرلمان من أجل المساواة بين الجنسين في الإرث، قائلا "أنا مع مقدسات الشعب، لا مع مقدسات بشرى بالحاج حميدة"، في إشارة إلى رئيسة اللجنة الرئاسية التي أشرفت على إعداد مشروع القانون.
وهي مغازلة صريحة للقاعدة الانتخابية لحركة النهضة الإسلامية التي رفضت مبادرة السبسي واعتبرتها مساسا بالتشريع الاسلامي.
واختتم المرزوقي خطابه بالقول "سأركز حزبي (حراك تونس الذي له 4 نواب في البرلمان) في المستقبل على أربعة نقاط هامة في تونس وهي التنمية والتعليم والنظام السياسي والتغير المناخي"
عن "ميدل إيست أونلاين"