المرأة.. يوم واحد يزاحم معاناة مستمرة

المرأة.. يوم واحد يزاحم معاناة مستمرة


08/03/2018

يحتفل العالم بـ "اليوم العالمي للمرأة"، في وقت تتعرض فيه ملايين النساء، في كلّ دول العالم للاضطهاد والتمييز والتحرش والاغتصاب والعنف، ليتحوّل اليوم الذي كرّس الاعتراف بإنجازات المرأة والمطالبة بتعزيز حضورها، وترسيخ مبادئ المساواة بين الرجال والنساء، إلى يوم يسلّط فيه الضوء على معاناتهم، في كثير من المجتمعات.

العالم العربي شهد حراكاً نسائياً غير مسبوق، خلال العام الماضي؛ حيث كسرت العديد منهن الحاجز، وصدحت بصوتها لتسمع ليس فقط الأنظمة الحاكمة؛ بل المنظمات العالمية أيضاً، التي دفعت باتجاه إصدار قوانين التمييز الجنسي، ومنح المرأة حقوقها المدنية، كمنح الجنسية لأبنائهنّ، وحقوق مدنية أخرى تتعلق بالأهلية والولاية. الحراك النسائي العربي تمخّض في المغرب العربي، مروراً بالأردن ولبنان، ليستقرّ في دول الخليج بشكل عام، والسعودية بشكل خاص، التي شهدت المرأة فيها أكبر تغيرات منذ عشرات الأعوام.

العالم يحتفل بـ "اليوم العالمي للمرأة" في وقت تتعرض فيه ملايين النساء للاضطهاد والتمييز والتحرش والاغتصاب والعنف

مواقع التواصل الاجتماعي لم تبقَ بمنأى عن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة؛ بل فردت مساحة واسعة لوجهات نظر متضاربة، بعضهم وقف إلى جانب المرأة، مؤكّدين في تعليقاتهم وتغريداتهم أنّ المرأة تعاني، في كثير من المجتمعات، حتى المتقدمة منها، مستشهدين بفضائح التحرش الجنسي التي طالت الكثير من النجمات العالميات على أيدي مخرجين ومنتجين سينمائيين، ونشطاء آخرين عبّروا عن الدّور الإيجابي الذي تقوم به المرأة في المجتمعات، مؤكّدين أنّ المرأة نصف المجتمع وهي المحرك الأساسي له، وكان لنشطاء آخرين وجهات نظر مغايرة تتعلق بالتمييز، ليس ضدّ المرأة، بل ضدّ الرجل خاصة في قطاع العمل، مشتكين من مقاسمة المرأة لهم لسوق العمل الذي يعاني وطأة الأزمات الاقتصادية.

جعل النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، هاشتاغ يوم المرأة العالمي، "ترند" على مستوى العالم، وابتعدوا قليلاً عن معاناتها، ليذكروا أبرز إنجازاتها، والنجاحات التي حققتها خلال السنوات الماضية.

يوم "المرأة العالمي" كان يسمّى، في الأصل، "اليوم العالمي للمرأة العاملة"، قبل أن تعتمده الأمم المتحدة رسمياً، في 8 آذار (مارس) 1975، وقد تزامنت فكرته مع أنشطة الحركات العمالية في مطلع القرن العشرين، في أمريكا الشمالية وبعض مناطق القارة الأوروبية.

تقول بعض المصادر: إنّ هذا الاحتفال بهذا اليوم جاء إثر قيام مؤسسات رديفة للأحزاب الشيوعية، بعقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، في باريس عام 1945 .

لكن أغلب المصادر تشير إلى ارتباط هذه اليوم ببدايات حركة النساء العاملات في الولايات المتحدة، عندما خرجت آلاف النساء، عام 1856، إلى شوارع نيويورك، للاحتجاج على الظروف اللاإنسانية التي كنّ يجبرن على العمل فيها.

ورغم تعامل الشرطة بوحشية مع النساء المتظاهرات، كرّرت عاملات النسيج النيويوركيات تظاهراتهنّ، في 8 مارس (آذار) عام 1908، وهنّ يحملن الخبز اليابس (الجاف) والورود، في خطوة رمزية للمطالبة بتخفيض ساعات العمل، ورفع أجور النساء، ووقف تشغيل الأطفال، ومنح النساء حقّ الانتخاب.
وكانت هذه المسيرة بداية تشكل حركة نسوية داخل الولايات المتحدة، بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة إلى موجة المطالبة بالمساواة في الحقوق، منها الحقوق السياسية، وعلى رأسها الحق في الانتخاب.

في الوقت نفسه، كانت نساء القارة العجوز على الموعد "النضالي" في حراكهنّ للتعبير عن مطالبهن بتحسين ظروف النساء، وإزاحة الظلم عن كواهلهنّ، ونظمت فعالية دولية للنساء في آب (أغسطس) عام 1910، في كوبنهاغن، شاركت فيها 100 امرأة من 17 دولة، وذلك قبيل انطلاق المؤتمر الثاني للاشتراكية الدولية، الذي كان على جدول أعماله مناقشة شؤون المرأة العاملة.
وبمبادرة من الناشطة الاشتراكية الألمانية، كلارا زيتكين، تمت الموافقة على مقترح الاحتفال باليوم العالمي للمرأة العاملة، الذي اقتصر على كلٍّ من: ألمانيا، والدنمارك، وسويسرا، والنمسا، في 19 آذار (مارس)، ابتداء من عام 1911.

عام 1913، احتفلت النساء الروسيات باليوم الأوّل للمرأة، في إطار حركة السلام، وقد صادف آخر يوم أحد من شهر شباط (فبراير)، تظاهرن خلاله ضدّ الحرب العالمية.

وعام 1917، اشتعلت الاحتجاجات النسوية في روسيا من أجل "الخبز والسلام"، بسبب ظروف الحرب العالمية، وتغيّر تاريخ الاحتفال بيوم المرأة، ليوافق تاريخ 8 آذار (مارس)، عندما أقرّت الحكومة المؤقتة حينها حقّ المرأة الروسية بالتصويت.

عام 1975، خلال السنة الدولية للمرأة، عمدت الأمم المتحدة إلى الاحتفال باليوم الدولي للمرأة في 8 آذار (مارس).
ليصبح هذا التاريخ، من كلّ عام، يوماً للمرأة، واعتمدته كثير من دول العالم.
 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية