في فرنسا، طالبت إحدى المحاكم بسجن إلياس دي إمزالين، وهو ناشط مقرب من جماعة الإخوان المسلمين، مدة (8) أشهر مع وقف التنفيذ، وغرامة قدرها (2000) يورو، بعد أن دعا إلى القيام بانتفاضة، والسير نحو باريس، خلال مظاهرة تدعمها جماعة الإخوان جرت في بداية شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، حين قال: "هل نحن مستعدون لقيادة الانتفاضة في باريس؟ في ضواحينا؟ في أحيائنا؟ سوف نظهر لهم أنّ صوت التحرر يأتي منّا، فلنبدأ من باريس".
علاقات مشبوهة
الناشط الفرنسي إلياس دي إمزالين تربطه علاقات مشبوهة بجماعة الإخوان وأذرعها في أوروبا، وهو مؤسس موقع "الإسلام والمعلومات"، وهناك تقارير تتحدث عن تمويلات إخوانية تجري تحت غطاء الموقع السابق، ويقوم دي إمزالين بأنشطة تدعم الأجندة الإخوانية بداعي دعم الفلسطينيين، وأحيل إلى المحاكمة إثر تقرير أمني قُدّم إلى المدعي العام بسبب التصريحات التي أدلى بها خلال المظاهرة المؤيدة للفلسطينيين.
وتقدم وزير الداخلية الفرنسي السابق جيرالد دارمانين بشكوى جنائية إلى مكتب المدعي العام في باريس يوم 10 أيلول (سبتمبر) الماضي، وذلك في أعقاب خطاب دي إمزالين خلال مظاهرة جرت يوم 8 أيلول (سبتمبر) استخدم فيه مصطلح "الانتفاضة".
وفي إطار التحقيق ألقي القبض على دي إمزالين في 24 أيلول (سبتمبر) أثناء توجهه للإدلاء بشهادته في باريس. وبعد (48) ساعة من الاحتجاز أطلق سراحه ووضع تحت المراقبة القضائية.
وتمّ تقديم هذا البلاغ بموجب المادة (40) من الدستور، بسبب التحريض على العمل المسلح ضدّ سلطة الدولة أو ضد جزء من السكان من جهة، ومن جهة أخرى التحريض على الاعتداء المتعمد على الحياة وتهديد الناس"، وبناء عليه تمّ حجز القضية للحكم.
الإخوان يحشدون أنصارهم
بحسب تقارير فرنسية، جرت محاكمة الناشط اليساري يوم الأربعاء الماضي أمام الغرفة الـ (17) بالمحكمة القضائية بباريس. وطالب المدعي العام بسجن المتهم (8) أشهر مع وقف التنفيذ، وغرامة قدرها (2000) يورو، الأمر الذي أزعج أذرع الإسلام السياسي في فرنسا، بعد أن طال الحكم الصديق المقرب من جماعة الإخوان المسلمين.
وبحسب تقارير فرنسية، فقد حضر جمهور من أنصار جماعة الإخوان محاكمة دي إمزالين، وهم يضعون الكوفية الفلسطينية على أكتافهم، في توظيف انتهازي للمسألة الفلسطينية، بينما صعد المتهم إلى المنصة ساخراً وهو يقول: "بالنسبة إليّ، الانتفاضة هي مجرد سخط، أي احتجاج سلمي". وأنكر أنّه طالب أنصاره وحلفاءه من الإخوان بالسير المسلح نحو العاصمة باريس.
إلياس دي إمزالين، الذي ظهر برفقة محاميه رفيق شكات، قال بصوت هادئ: إنّ مصطلح "الانتفاضة لا يعني سوى مجرد دعوة سلمية للسخط". وأضاف: "كان الهدف من خطابي هو إعطاء الأمل للأشخاص"، وقدّم نفسه كناشط متحمس ملتزم بمكافحة التمييز.
من جهتها، رفضت المحامية غالينا الباز مزاعم المتهم، وأكدت أنّ كلماته كانت واضحة وصريحة، بالقيام بعمل مسلح والتحريض على ممارسة العنف. وقالت: "نرى متهماً يخفي الحقيقة، ويكيل بمكيالين، وهناك تناقض واضح بين ما يدّعيه أمام القضاء، وهو أنّه رجل مسالم لا مشكلة لديه مع الآخرين، وبين تغريداته وأفعاله المحرضة على العنف".
من جانبها، استنكرت القاضية تصريحات دي إمزالين، ووجهت حديثها إليه قائلة: "لديك مفردات محارب يا سيدي".
وقد طالب المدعي العام بالحكم (8) أشهر من السجن مع وقف التنفيذ، مع الغرامة، بتهمة "التحريض على الكراهية العامة وممارسة العنف". ومن المتوقع أن تتم المداولات لإصدار الحكم في 19 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، وذلك بعد أكثر من (7) ساعات استغرقتها جلسة الاستماع الساخنة.
وبالتزامن مع المحاكمة، اندلعت احتجاجات إخوانية، انضمت إليها العناصر نفسها التي كانت حاضرة خلال المسيرة التي طالب فيها الناشط الفرنسي بتحرير باريس. وظهرت الحشود الإخوانية في الممر المؤدي إلى قاعة المحكمة، واستجاب العديد من أصدقاء الإخوان للنداء الذي أطلقته الجماعة على شبكات التواصل الاجتماعي، ممّا أجبر القاضية على طلب الشرطة للسيطرة على قاعة المحكمة ومحيطها.