الليرة التركية تنهار أمام الدولار وتسجل هذه الأرقام

تتواصل سلسلة الخسائر التي تتكبدها الليرة التركية منذ إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان تشكيلة حكومته مطلع الأسبوع، بعد الانتخابات التي أُجريت في 28 أيار (مايو) المنقضي، إذ تراجعت أكثر من 5% اليوم الأربعاء، لتبلغ أدنى مستوى لها على الإطلاق مقابل الدولار الأميركي. 

وبلغ سعر الليرة التركية نحو (22.47) للدولار الواحد، وكان أدنى مستوى قياسي سابق للعملة التركية هو (21.8) ليرة لكل دولار سجلته قبل أيام.

بلغ سعر الليرة التركية نحو (22.47) للدولار الواحد، وكان أدنى مستوى قياسي سابق للعملة التركية هو (21.8) ليرة لكل دولار

وفقدت العملة التركية أكثر من 90% من قيمتها خلال العقد الماضي بعد سلسلة من الانخفاضات، وكان أسوأ انخفاض لها أواخر عام 2021. ويتوقع بنك (غولدمان ساكس) أن تنخفض الليرة إلى (28) مقابل الدولار في غضون (12) شهراً.

وكانت السياسات التي اتبعها البنك المركزي لدعم الليرة ودفعها للاستقرار قد أدت إلى تراجع صافي الاحتياطات الأجنبية إلى المنطقة السلبية الشهر الماضي للمرة الأولى منذ العام 2002.

فقدت العملة التركية أكثر من 90% من قيمتها خلال العقد الماضي بعد سلسلة من الانخفاضات، وكان أسوأ انخفاض لها أواخر عام 2021

وقد عيّن أردوغان وزيراً جديداً للمالية هو محمد شيمشك الذي وعد بالعودة إلى سياسات اقتصادية "عقلانية"، بعد أعوام وضعت فيها الاستراتيجية غير التقليدية للرئيس أردوغان  اقتصاد البلاد البالغ (900) مليار دولار تحت ضغط شديد، وتسببت في انهيار الليرة إلى مستويات قياسية.

وخلال مراسم تولي المنصب الأحد، قال محمد شيمشك: إنّه لا خيار أمام بلاده سوى العودة إلى "أساس منطقي" في السياسات الاقتصادية لضمان القدرة على التنبؤ بتبعاتها.

يجادل العديد من الاقتصاديين بأنّ سياسات أردوغان المتمثلة في خفض أسعار الفائدة والتدابير الطارئة لدعم العملة لا يمكن أن تستمر

وأكد شيمشك أنّ الهدف الرئيسي للحكومة الجديدة سيكون زيادة الرفاهة الاجتماعية، مضيفاً: "ستكون الشفافية والاتساق والقدرة على التنبؤ والامتثال للأعراف الدولية من مبادئنا الأساسية في تحقيق هذا الهدف".

وبحسب (فايننشال تايمز)، يجادل العديد من الاقتصاديين بأنّ سياسات أردوغان المتمثلة في خفض أسعار الفائدة، والتدابير الطارئة لدعم العملة، لا يمكن أن تستمر مع انخفاض احتياطيات العملة التركية بسرعة. 

وكانت صحيفة (صنداي تايمز) قد تحدثت في مقال بعنوان: "الفوز في الانتخابات سيترك أردوغان في مستنقع من صنعه"، قد اعتبرت أنّه في حال فوز أردوغان "ستكون مشاكل تركيا قد بدأت للتو".